|
اليسار الإسرائيلي يعرض مخططا لإقامة دولة فلسطينية
نشر بتاريخ: 31/10/2013 ( آخر تحديث: 31/10/2013 الساعة: 17:51 )
بيت لحم- معا - تجول هذا الأسبوع عضو الكنيست عومر بار ليف في كافتيريا الكنيست مع نسخ زرقاء لكراس عمل وكُتب على الورقة: "هذا بأيدينا".
كان كل مظهر الورقة يصرخ "تسويق، تسويق". صور زرقاء، حمامة سلام، ونظرة حادة لبار ليف تحت الرسالة القابلة للاستيعاب "هذا بأيدينا"، وكأنّ الحديث يدور عن تغيير خطة بناء مدينة أو تسويق قرض إسكان. والأمر المحبط أكثر أن هناك القليل جدا من الاهتمام العام بالمضامين التي يحتويها اقتراحه وهي: رغبة حزب العمل في أن يلقي وسط الجدال العام القليل من الإبداع في صناعة السلام. وفي كل مرة يدخل فيها صحافي إلى كافتيريا الكنيست ينهض بار ليف من مكتبه، ويوقف للحظة اللقاء الذي يتواجد فيه وينتزع من حقيبته نسخة من الكراس ورسالة. قال لي: "يجب أيضا أن أتحدث إليك حول هذا، انه مهم"، ثم اضطر للعودة إلى لقائه. منذ أن هجر حزب العمل برئاسة شيلي يحيموفيتش الانشغال بالسياسة، فإن آراء اليسار في هذا المجال باتت واهنة. ادعت يحيموفيتش خلال الحملة الانتخابية أن حزب العمل لم يكن يوما يسارا على أية حال وأن الجدال الضار تجاه المستوطنين يحرف النقاش عن الجدال العام حول المشاكل الحقيقية لدولة إسرائيل، وهي مشاكل المجتمع والاقتصاد. إن إهمال الحوار السياسي تسبب في ألا يفهم الجمهور أنه مستعد للقيادة، وبذلك دفع حزب العمل الثمن أيضا في عدد المقاعد. لقد تم إحضار بار ليف إلى حزب العمل من قبل يحيموفيتش حتى تستخدمه كسند أمني تحديدا، ولكن ليس واضحا إذا ما كانت شبكة العلاقات بينهما دافئة أو ناجعة. في كل الأحوال، حرصت يحيموفيتش بعد الانتخابات على أن تطلق رسائل سياسية بوتيرة معقولة، ولكنها لم تتفاخر في اقتراح أية بدائل للمسارات التي انجر إليها رئيس الحكومة. وقد عادت وأكدت "شبكة الأمان" التي سيمنحها حزب العمل برئاستها لنتنياهو في ما يتعلق بكل تقدم سياسي، ولكنها لم تتفاخر باقتراح بديل أو بانتقاد الوتيرة البطيئة للمفاوضات. |247706| فما الذي يقترحه بار ليف؟ "الإعلان عن انفصال تام عن غالبية المنطقة وعن غالبية السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية". كما يرد في الكراس وكما هو موضح "يدور الحديث عن إعلان وليس عملية بعد. ولكن الإعلان ذاته خلال المفاوضات (المقصود المفاوضات الجارية اليوم برئاسة وزيرة العدل تسيبي ليفني) والاستعداد للوقوف وراءها طبعا سوف يساعدان في إنجاح المفاوضات". "إنّ الإعلان عن الانفصال عن غالبية السكان الفلسطينيين سوف يثبت للأسرة الدولية عموما بأن إسرائيل تسعى فعلا لحل النزاع وأنها مستعدة أن تقدم تضحيات كبيرة من أجله وتنقل الضغط الدولي إلى الجانب الفلسطيني. وأكثر من هذا فإن الشك الفلسطيني الأكبر هو أن تتحول التسوية الانتقالية إلى حل دائم. وتحديدا بسبب ذلك، ففي اللحظة التي نعلن فيها عن أنّ بديل المفاوضات في حالة الفشل سيكون إيجاد حل انتقالي كهذا وسط شروط مريحة لنا فإن المصلحة الفلسطينية للتوصل إلى حل آخر دائم ستتعاظم باستمرار". ويضيف أيضا بأنه على عكس الانفصال عن غزة فإنه يطلب هنا دعما دوليا "بحيث إنه إذا ما لم يكن الأمر مرضيا للفلسطينيين فإنهم سوف يضطرون إلى التعاون معه." ويقف في صلب خطة بار ليف، الجزء الأول، الذي يفترض أن يدخل حيز التنفيذ ( كما ذكر ) فقط في حالة فشل المفاوضات الحالية، التسوية الانتقالية على النحو التالي: مجال السيطرة الفلسطينية سيمتد على 60? من الضفة فيما تخلي إسرائيل 35 ألف من المستوطنين ويبقى حوالي 50 الف فلسطيني ( من أصل 2،7 مليون ) تحت سلطة إسرائيل في الضفة. هذا العدد لا يشمل الـ 360 ألفًا من عرب القدس الكبرى. وتواصل إسرائيل الانتشار عسكريا حول المنطقة الفلسطينية، وتواصل السيطرة على مناطق الغور وصحراء يهودا والمجال الجوي". وورد أيضا في خطته: "تنضم إسرائيل وتعلن الاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدودها المؤقتة التي ستوجد بعد تطبيق المبادرة". وفي الجزء ب من المخطط: تقام دولة فلسطينية بموجب حدود 67، وتبقى الكتل الاستيطانية بأيدي إسرائيل ويتم تنفيذ الأمر بواسطة تبادل أراض فيما الأحياء الفلسطينية في شرقي القدس تنقل إلى السيادة الفلسطينية، وتمنح حرية العبادة وحرية الوصول لأبناء جميع الديانات المقدسة. اللاجئون الفلسطينيون لن يسمح لهم بالعودة إلى الأراضي السيادية لإسرائيل. وحسب ما هو مقترح في الجزء ب، تمتد الدولة الفلسطينية على 95? من الضفة الغربية، فيما تحتاج إسرائيل إلى إخلاء 70 ألف مستوطن لتنفيذ هذه المرحلة ( أي 35 ألفا آخرين بعد المرحلة أ). وبعد يوم على قيام بار ليف بعرض مخططه، أعلن أنه سوف يدعم ترشيح يحيموفيتش لرئاسة العمل في المنافسة الحزبية الداخلية (أمام عضو الكنيست إسحق هرتسوغ) التي ستنتهي في 21 تشرين الثاني. ومن المثير للاهتمام أن بار ليف تأخر في إعلان دعمه لها إلى أن نشر مخططه السياسي. في حال فوز يحيموفيتش، هل ستتعمق في خطته السياسية وتبدأ بحرف الجدال العام نحو الاتجاه الذي وضعه بار ليف كما أجادت الفعل في السنوات الأخيرة بشأن النقاش الاقتصادي؟ ثمة شك كبير في ذلك. المصدر |