وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

منصور.. فقد عُش الزوجية بعد أيام من زفافه

نشر بتاريخ: 31/10/2013 ( آخر تحديث: 31/10/2013 الساعة: 15:04 )
القدس- تقرير معا - بالابتسامات ودموع الفرح والزغاريد وايقاعات الأغاني كان حفل زفاف الشاب منصور طلال أبو سارة على عروسه يوم الجمعة الماضي, ولم تمض ايام قليلة حتى تحولت الابتسامة الى عبوس وحلت مكانها دموع الحزن، وأصوات الجرافات وإيقاعات الحديد والاسمنت المهدم.

لم يكن الأمر هدم بناية وحسب، ولم يكن تدمير بيت لعريس لم يكمل شهر عسله.. بل كان هدم حلم بالاستقرار والسعادة وتدمير لمستقبل لم يبدأ بعد، فجرافات بلدية الاحتلال داست يوم أمس الأربعاء (بعد 4 أيام من الزفاف) ورود العرس وأطفأت شموع الزفة وحطمت فراش السعادة، ولم تبق ذرة ملح في بيته خلال بضع ساعات.

وفي لقاء مع العريس منصور أبو سارة الذي بدت الصدمة واضحة على وجوه والدموع في عينه وهو ينظر الى أنقاض بيته- قال :"حسبنا بالله ونعم الوكيل عليهم والحمد لله أحمد ربي أني بخير وزوجتي وعائلتي".
|247692|
منزل العريس أبو سارة هو ضمن بناية سكنية في حي بيت حنينا شمال القدس طالها الهدم بأكملها، مؤلفة من 3 طوابق (سكنية وتجارية)، وتحولت خلال ساعتين من الزمن الى أكوام من الركام تحت أنقاضها أحلام عائلتين مقدستين.

لم يكن الموقف هيناً على الشاب منصور أبو سارة سيما وأنه لم يكمل اسبوعه الأول في عش الزوجيه...حيث قال :"شيء غير طبيعي حضروا وأخرجوني من المنزل بينما كنت نائما وزوجتي، لم أكن متخيل الموقف، حطموا الباب وأدخلوا الكلاب داخله، ولم نستطع الا اخراج بعض الذهب والنقود علما أن هناك أشياء مفقودات، خلال دقائق استطعت بمساعدة الجيران اخراج اثاث الصالون... أما غرفة النوم والمطبخ وبقية الاثاث تحت الأنقاض."

وصف العريس أبو سارة جنود الاحتلال خلال عمليه الهدم بأنهم "ليسوا بشرا" وقال :"لديهم لغة القوة والضرب والأسلحة".

أما الهدف الحقيقي وراء عملية الهدم فهو كما قال أبو سارة :"هم لا يريدون العرب وبأي وسيلة يريدون هدمنا، المشكلة ليست مشكلة البيت وإنما مشكلتهم نحن".
|247691|
وأضاف :"أنا عريس جديد أفكر كيف أقضي شهر العسل مع زوجتي، لكني لا أرى سوى ملابس ملقاة على الأرض وأثاثا محطما لم يستعمل بعد".

ذهبت الجرافات وقوات الاحتلال التي حاصرت البناية السكنية وتعاملت مع السكان والجيران وكل من حاول الوصول الى المنطقة بصورة وحشية، وتركت خلفها اسرتين دون مأوى.. اسرة الشاب أمين سعيد قرش (35 عاما) وزوجته و4 أولاد أكبرهم 8 سنوات وأصغرهم 3 سنوات، والعريس ابو سارة وزوجته.

ويقول الشاب ابو سارة:" لا يوجد لي مأوى، الامكانيات المادية صعبة هذه الفترة، لقد دفعت كل ما أملك لتجهيز المنزل وللحفل الزفاف، أتمنى ان يعيني ربي لتأسيس منزل جديد."

وناشدت عائلة أبو سارة وقرش الرئيس محمود عباس المطالبة بعدم هدم المنازل في مدينة القدس المحتلة، للمحافظة على تواجد أبناء المدينة فيها."

وتؤكد العائلات على صمودها وثباتها في القدس، رغم الممارسات الاسرائيلية الظالمة الهادفة لترحيلهم من المدينة.
|247690|
|247687|
|247688|
|247683|