وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كتب رئيس التحرير ناصر اللحام : الرئيس وحماس مصيرهما واحد .. ولحظة الحسم إقتربت!

نشر بتاريخ: 19/05/2007 ( آخر تحديث: 19/05/2007 الساعة: 18:15 )
بيت لحم - معا- كتب رئيس التحرير ناصر اللحام - في مقارنة بسيطة بين الماضي القريب والحاضر الرهيب سنعثر على ظلالنا في مساحة غيرنا، فلم يعد الرئيس قضية فتحاوية، ولم تعد حماس مسألة إسلامية .

الناطقون الإعلاميون بلسان التنظيمات إنفعلوا كثيراً وساقهم الغضب للغرق في تفاصيل الرد على الرد فوقعوا في شرك التعميم تارة والتخصيص تارة أخرى .. فليس صحيحاً أن ما يحدث في غزة هو بفعل فئة ضالة لها مصالح ذاتية أو مجموعات مارقة مأجورة .

فلربما كان هذا في بداية غابرة أما الآن، فإن القادة الوطنيين والإسلاميين غارقون حتى أعناقهم في الصراع، والتنظيمات دخلت المعركة وإستثمرت فيها الكثير، والأحزاب وجدت نفسها مقطورة الى قطار الزمن الكارثي .

ولعله من باب الإستخفاف بعقول الجمهور، أن نقول ثانية " إن فئات مأجورة وحقيرة وموتورة هي التي تخرق إتفاقيات وقف إطلاق النار " لأن هذا سيكون مثل ذرَّ الرماد في العيون، فالتنظيمات هي المتعاركة وليس الفئات الضالة ، فقد حمل ربع السكان في قطاع غزة السلاح، اي أن كل من يستطيع حمل السلاح قد حمل السلاح، وبإستثناء الأطفال والنساء والشيوخ، فان غزة تتحول الى غابة من السلاح .

وبفعل تضارب المصالح بين المشروع السياسي لـ م.ت.ف والمشروع السياسي للحركة الإسلامية فقد وصلنا الى هذا الحال، وليس بفعل " وجود فئة مارقة على إخلاق شعبنا " .

ولذلك على القادة أن يجيبوا على الأسئلة الصعبة وبسرعة، لأن الثورة الفلسطينية والشعب الفلسطيني أمام مفترق طرق يقود الى إتجاهين لا ثالث لهما:

الأول : أن تواصل حركة فتح المقامرة والمغامرة الإنتخابية، فيدعو الرئيس ( بالإتفاق مع حماس) الى إنتخابات مبكرة.

الثاني: أن تواصل حركة حماس المقامرة والمغامرة فتتنازل سياسياً من أجل رفع الحصار عنها وإنخراطها في دهاليز الحلول التسووية.

ومن دون الخيار الأول، ستخرج فتح من داخل فتح وتحاول إستعادة الحكم بقوة السلاح تحت شعار رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.

ومن دون الخيار الثاني، سيضطر الرئيس أبو مازن للقفز في المجهول باتجاه خيار شمشون ( عليَّ وعلى أعدائي ) فيقضي على نفسه وعلى حماس، لان الرئيس هو آخر ضمانة دبلوماسية للحكومة التي شكلتها حماس.

أما إتفاقات وقف إطلاق النار، فهي مجرد إسعافات أولية، يمكن أن توقف النزيف ويمكن أن تساعد في التنفس الإصطناعي لكنها لن تغني عن غرفة العمليات.

ومن دون الإنتخابات المبكرة- أو من دون أن تعترف حماس بأنها بحاجة الى "شرعية " أبومازن سنصل آجلاً أم عاجلاً الى لحظة الحسم العسكري، حيث ستقف حماس وحلفاؤها مقابل فتح وحلفائها في معركة تنزف فيها دماء كثيرة ويسقط فيها آلاف الابرياء والقادة، ولن يبقى متسع للتوسط أو للوقوف جانباً، فإسرائيل ستعجز عما سيفعله الطرفان ببعضهما البعض.