النيزك وفلك فلسطين ترصدان الكسوف الجزئي للشمس في فلسطين

رام الله - معا - قامت كل من مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي وبالتعاون مع جمعية فلك فلسطين بتنظيم فعالية مشتركة هدفت إلى تيسير مراقبة الكسوف الكلي للشمس الذي شهدته فلسطين عصر اليوم، وذلك في "بيت العلوم والتكنولوجيا" في البلدة القديمة في بيرزيت شرق مدينة رام الله.

وشهدت سماء فلسطين عصر الأحد كسوفاً جزئيا للشمس حيث حجب القمر 24 بالمائة من قرص الشمس، في حدث لن يتكرر مرة أخرى قبل شهر آذار عام 2015، وبدأ الكسوف حوالي الساعة الثالثة عصرا بتوقيت القدس وبلغ ساعة الذروة عند الساعة الرابعة منتهيا بحلول الساعة 4:43 عصرا.

وتضمنت الفعالية التي حضرها عشرات المهتمين بعلوم الفلك من جميع الأعمار شرحا تفاعليا عن ظاهرة الكسوف والطرق السليمة لرصدها ومراقبتها، حيث تم منح جميع الحضور نظارات خاصة للنظر إلى الشمس وقت الكسوف إضافة إلى إمكانية تتبع الظاهرة من أولها إلى آخرها من خلال التلسكوب الخاص الذي تم تثبيته في بيت العلوم.

وقد أعلنت مؤسسة النيزك عن استضافتها لفعالية خاصة بمراقبة الكسوف من مقرها في بيت العلوم والتكنولوجيا الكائن في البلدة القديمة في بيرزيت، حيث أكدت شيرين الحسيني مديرة البرامج في مؤسسة النيزك أن أنشطة بيت العلوم تهدف إلى العمل على تنمية الوعي بالعلوم والتكنولوجيا بين جميع الأجيال بأسلوب علمي تفاعلي مما يحقق أحد أهم أهداف تأسيس بيت العلوم وهو التعلم واكتشاف المعلومة عن طريق التجربة.
|248217|
ونوهت أن دعوة المؤسسة للجمهور لمراقبة كسوف الشمس والذي يعد ظاهرة فلكية نادرة يأتي في صلب اهتماماتها التي دوما ما سعت إلى ترسيخ الفكر العلمي والتحليل النقدي لمختلف الظواهر العلمية، وأن جناح الفيزياء والفضاء في بيت العلوم والتكنولوجيا يسعى ومن خلال المعروضات العلمية فيه إلى حث الجمهور على الاطلاع بشكل مكثف ومعمق على مختلف الظواهر الفيزيائية والفلكية ويناقشها بمنهجية البحث لا التلقين.

وصرحت الحسيني أن المؤسسة ومن هذا المنطلق ابتعثت في شهر آب الماضي ثمانية من الشباب الفلسطيني الواعد من الفائزين في برنامج الريادة العلمية للعام 2013 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قضوا ثلاثة أسابيع بين متحف الهواء والفضاء في العاصمة وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وأشارت أن المؤسسة الآن تسعى إلى تأسيس قبة سماوية هي الأولى من نوعها في فلسطين، حيث سيتاح لزوار بيت العلوم مراقبة الظواهر الفلكية المختلفة والتعرف عليها عن كثب مع شرح علمي تفصيلي يعزز من حب التعلم والمعرفة لدى رواد بيت العلوم.

من جهته قال داوود الطروة مدير الموقع الفلكي الفلسطيني أن ظاهرة الكسوف تحدث نتيجة وقوع كل من الأرض والشمس والقمر على استقامة واحدة وبالتالي يقوم القمر بحجب ضوء الشمس عن الأرض، ويختلف الكسوف من منطقة لأخرى وذلك بسبب أن بعض المناطق تكون واقعة تحت ظل القمر والمناطق الأخرى تكون واقعة في شبه ظل القمر، وبما أن قطر ظل القمر يساوي 270 كيلومتراً ويتحرك بسرعة 2100 كيلومتر في الساعة، فإن أطول مدة للكسوف الكلي تكون 7 دقائق والمناطق الواقعة في هذا الكسوف بشكل خاص هي مناطق شمال المحيط الأطلسي ووسط أفريقيا مثل أوغندا والكونغو وحتى غرب الصومال، وسيتسمر الكسوف الكلي لمدة دقيقة و33 ثانية في هذه المناطق في حين يستمر الكسوف الجزئي في فلسطين لمدة ساعة و31 دقيقة و8 ثواني.

وأكد الطروة أن ظاهرة الكسوف من الظواهر الفلكية النادرة لذلك كان من الواجب رصد هذه الظاهرة للمساهمة في محو الأمية الفلكية في فلسطين وخلق اهتمام بعلوم الفلك بين الأفراد ونشر الثقافة الفلكية بينهم، مشيرا إلى أن الجمعية ستقوم بمتابعة كافة الظواهر الفلكية النادرة ورصدها بالتعاون مع مؤسسة النيزك والسماح للجميع بالمشاركة في الفعاليات.