|
الرئيس في بيت لحم: سنواصل الجهود لتحقق السلام وإنهاء الاحتلال
نشر بتاريخ: 05/11/2013 ( آخر تحديث: 05/11/2013 الساعة: 20:47 )
بيت لحم- معا - قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، سنواصل بذل الجهود من أجل إيجاد حل سلمي وسياسي، يحقق السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا، وينهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967، وصولاً لقيام دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة على ترابنا الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.
واستعرض الرئيس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البولندي برونسلاف كوموروفسكي، في بيت لحم اليوم الثلاثاء، المعوقات التي تعترض عملية السلام بما فيها الاستيطان الإسرائيلي، وما يجري لتغيير معالم القدس الشرقية، والممارسات العدوانية للمستوطنين والاعتداءات على دور العبادة المسيحية والإسلامية، واستمرار احتجاز آلاف الأسرى الفلسطينيين. وقال: "بدأنا المفاوضات منذ 20 عاما، ولم نفقد الأمل، لا نستطيع القول إنه مضى 20 عاما فماذا بعد، يجب أن نستمر، وعندما جاء الأميركان مدعومين بأوروبا والعرب، فمن واجبنا أن نستغل هذه الفرصة". وأضاف "اتفقنا مع الأمريكان أن نقوم بجولات مكثفة من المفاوضات لتسعة أشهر"، معربا عن أمله أن نصل إلى سلام فلا يوجد بديل آخر عن السلام. وذكّر "أبو مازن" بما جاء في مبادرة السلام العربية، والتي تقول إنه بمجرد انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحلتة، فإن الدول العربية والإسلامية ستطبع علاقاتها مع إسرائيل. وجدد الرئيس تأكيده أن الجانب الفلسطيني جاد في التوصل إلى السلام في ظل مرجعيات واضحة، والمتمثلة بالقرارات الأممية. "لا نريد أكثر منها فلتطبق علينا وعليهم". وأشاد بالدور الذي تقوم به الولايات المتحدة، من خلال الجهود المبذولة من قبل الرئيس أوباما، ووزير الخارجية جون كيري، للدفع بالعملية السلمية للوصول إلى غايتها المنشودة، خلال الأشهر التسعة المحددة للعملية التفاوضية. وقال: "لا ننسى الدور الذي تضطلع به أطراف الرباعية الدولية، وبما فيها روسيا والإتحاد الأوروبي وجهوده القيمة في هذا المجال والتي تمثلت مؤخراً بقراراتها وبياناتها وإجراءاتها التي تؤكد أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي وفق القانون الدولي". وحول ما يجري في الدول العربية، قال الرئيس: "نحن لم نتدخل في هذا الموضوع إطلاقا، وقلنا إنها قضايا تعني شعوب تلك الدول، إلا أن هذه الإحداث تؤثر علينا لأن كل دولة تلتفت لوضعها الداخلي، ما يقلل من حجم اهتمامها وعملها لقضيتنا". وأعرب عن أمله بأن ينجح جمع الأطراف السورية المختلفة في جنيف 2، ونأمل أن يسارع الأخوة في مصر بتنفيذ خطة خارطة الطريق التي وضعوها لأنفسهم، كما نتمنى لجميع الدول العربية الاستقرار. ولفت الرئيس عباس إلى أنه أجرى محادثات بناءة مع الرئيس كوموروفسكي، وبحثا سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وشددا على أهمية التعاون من خلال اللجنة الوزارية المشتركة، واستعرضا آخر تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، ما يجري في منطقتنا والجوار. وأشاد بعلاقات الصداقة الوثيقة القائمة بين الشعبين والبلدين، ودور الرئيس كوموروفسكي في تعزيزها وتعميقها. واستذكر الزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إلى فلسطين والتي كان لها الأثر الايجابي في تعزيز صمود المسيحيين الفلسطينيين على أرضهم. من جانبه، أشار الرئيس البولندي إلى أن زيارته إلى فلسطين تشكل فرصة له ليؤكد أن الشعب البولندي متفهم لضرورة إقامة دولة فلسطينية، مشيرا إلى تجربة بلاده ومعاناة شعبه أثناء وقوعه تحت الاحتلال. وقال: "كعضو في الاتحاد الأوروبي، ندعم جميع الطرق المؤدية لحل سلمي في الشرق الأوسط، وندعم الموقف الأوروبي في هذا الصدد، ونتمنى نجاح الجهود الأميركية الرامية لإيجاد حل للصراع بين الجانبين". وأضاف: "نحن على يقين تام أن التعايش بين الشعبين شيء مهم للغاية، ونريد تقديم المزيد من المساعدات البولندية للشعب الفلسطيني، من أجل تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية بيننا، فالاستقلال مرتبط بالنمو الاقتصادي والاستقلالية الاقتصادية". وأشار إلى أن السياح البولنديين الذين يزيد عددهم عن 120 ألف سائح ديني سنويا يشعرون بالراحة والأمن، ويبيتون هنا ببيت لحم ويقضون وقتا ممتعا، ويرغبون بالعودة لهذه الأراضي المقدسة، "أنا متأكد من أننا نستطيع الدفع بالعلاقات الاقتصادية قدما، وواثق أن الوفد الاقتصادي المرافق سيساهم بهذا الصدد". وأعرب عن أمله بأن الدعوة التي وجهها للرئيس عباس لزيارة بولندا، ستساهم في تنمية العلاقات الاقتصادية، مضيفا "نتمنى لكم التوفيق في العملية الصعبة ببناء الدولة الفلسطينية المستقلة". وقال "أقدر السعي لإيجاد حل لمشكلة الاستيطان المعقدة للغاية، التي تعيق التوصل لحل، والعالم كله مجمع على ضرورة إنجاح هذه المفاوضات، ومساعدة الجانبين في ذلك، فمن خلال تجربتنا في بولندا انتظرنا سنوات لإعادة الاستقلال ولم تكن سهلة، وكنا مجبرين على التواصل في الكفاح واتخاذ قرارات سياسة صعبة بعضها تاريخية". وأعرب عن سعادته بالإجماع الدولي لإيجاد حل سلمي في المنطقة، مؤكدا أن الأمن والأمان في العالم يعتمد على السلام في الشرق الأوسط، والمفتاح لذلك كله يعود لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. |