وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ماذا جرى في السجون بعد استشهاد الأسير ترابي؟

نشر بتاريخ: 07/11/2013 ( آخر تحديث: 07/11/2013 الساعة: 16:23 )
القدس - معا - رصد مركز أسرى فلسطين للدراسات المشهد الميداني في سجون الاحتلال بعد وصول نبا استشهاد الأسير "حسن عبد الحليم ترابى" 22 عام من نابلس أول أمس الثلاثاء فى مستشفى العفولة الذي نقل إليها في 16/10 بعد عن أدرك الاحتلال بأنه قارب على الموت ، قام بالتخلي عن مسئولياته وتسليمه إلى السلطة الفلسطينية ، قبل 19 يوما من وفاته.

وأوضح الناطق الاعلامى باسم المركز الباحث رياض الأشقر بان الأسرى في السجون كانوا مهيئين فى اى لحظة لاستقبال نبا استشهاد الأسير ترابى أو حتى غيره من الأسرى الذين يعانون من أوضاع صحية خطيرة، ومعرضين للموت في اى لحظة ، ورغم ذلك كان لابد للأسرى من وقفه احتجاج واستنكار حتى يفهم الاحتلال بان أراوح الأسرى ليست رخيصة، وان جرائمه بحق الأسرى لم تمر بسهولة، وأنها تؤسس لمرحلة جديدة من الصراع مع السجان، فشهدت السجون حالة من التوتر الشديد والغليان سادت أوساط الأسرى نظرا لان هذا الشهيد هو الثالث الذي يرتقى خلف الأسوار إضافة إلى الأسير المحرر الشهيد اشرف ابوذريع الذي استشهد بعد شهرين من إطلاق سراحه بعد معاناة مع مرض الفشل الكلوي الذي أصيب به داخل السجون.

وبين الأشقر بان أكثر السجون تأثرا باستشهاد الأسير ترابى كان سجني مجدو والرملة ، فقد انتفض الأسرى في سجن مجدو كون الشهيد كان يرافقهم في غرف السجن قبل نقله إلى المستشفى للعلاج ، وعبروا عن رفضهم واستنكارهم لهذه الجريمة البشعة بإلقاء كل ما لديهم من مقتنيات كالصابون والصحون والأحذية والكاسات تجاه شرطة السجن ورفعوا صوتهم بالتكبير والطرق على الأبواب فهذا كل ما يملكون من وسائل للمقاومة والرفض، والتي واجهتها الإدارة والوحدات الخاصة باقتحام كافة الأقسام ورش الأسرى بالغاز السام ، إضافة إلى الاعتداء عليهم بالضرب الشديد بالهراوات والأرجل وإعقاب البنادق ، الأمر الذي إلى أصابه العديد منهم برضوض وكسور في كافة أنحاء الجسم ، وبعضهم أصيب بالاختناق نتيجة الغاز.

ولم تكتفي الإدارة بذلك بل قامت بعد ذلك بإغلاق الكنتين وسحب جميع الأدوات الكهربائية، و حرمت الأسرى من زيارة ذويهم والتي كانت مقررة فى اليوم التالي، وعزلت 7 أسرى من بنيهم الأسير المعاق " لؤي ساطى الأشقر " وهو شقيق الأسير الشهيد محمد الأشقر الذي استشهد فى سجن النقب عام 2007 بإطلاق نار مباشر عليه.

بينما كانت الأوضاع متوترة ايضاً في مستشفى سجن الرملة والتي أيضا زارها الشهيد ترابى ومكث فيها عدة شهور، وليس هذا السبب الوحيد للانتفاض في الرملة إنما خشية الأسرى المرضى هناك من ان يتكرر هذا الحادث مع ايا منهم نظرا لسوء أوضاعهم الصحية، واستهتار الاحتلال بحياتهم، فقاموا فورا بإرجاع وجبات الطعام، والإعلان عن برنامج من الخطوات الاحتجاجية للمطالبة بتحسين العلاج الطبي وتوفيره بالسرعة اللازمة لهم، والامتناع عن الخروج للكشف الطبي، فكان رد الإدارة عليهم بإغلاق القسم عقابا لهم على هذه الخطوات الاحتجاجية.

وأشار الأشقر بان الأسرى في السجون الأخرى أيضا تضامنوا مع زميلهم الشهيد ، فقد أعلن الأسرى في سجن "نفحة" الإضراب عن الطعام يومي الثلاثاء الأربعاء وقاموا بإرجاع وجبات الطعام ، احتجاجًا على استشهاد الأسير الترابي، وفى سجن ريمون أعلن الأسرى عن إضراب عن الطعام لمدة 3 أيام، وإرجاع وجباتهم الثلاثة، ومقاطعة عيادة السجن يوم الخميس 7/11 احتجاجا على استشهاد الأسير ترابي، وفى سجن النقب أعلن الأسرى عن الحداد التام لثلاثة أيام ، وساد توتر شديد كل أقسام السجن المتوترة أصلا نتيجة استمرار البرنامج النضالي للأسرى الإداريين ضد سياسة الاعتقال الادارى، وسط قمع الاحتلال المستمر لهم، وردت عليه إدارة السجن بإعلان حالة الاستنفار الكاملة في السجن وإغلاق جميع الأقسام على الأسرى وتمنع الحركة والتنقل فيما بينها.

وفى سجن عوفر القريب من رام الله أعلن الأسرى كذلك الحداد وإرجاع وجبات الطعام ليوم واحد تضامنا مع زميلهم الشهيد وأدانه لهذه الجريمة.

وأضاف الأشقر بان القلق على حياة الأسرى امتد إلى خارج أسوار السجون حيث أعرب اهالى الأسرى المرضى عن خوفهم الشديد على حياة أبنائهم بعد استشهاد الأسير "ترابى" حيث أصبح شبح الموت يلاحقهم في كل مكان، وبدء الشك يساورهم في رؤية أبنائهم أحياء وخاصة بعد تنصل الاحتلال من مسئولياته عن موت الأسير، واستمرار استهتاره بحياة الأسرى، وطالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته تجاه الأسرى ووقف جرائم الاحتلال بحقهم.

وقال المركز بان قضية الأسرى يجب ان تحتل الأولوية لدى الجميع ، وان تتوحد جميع الجهود من اجل إنقاذهم فى الموت المحقق داخل السجون، ودون ذلك سنستمر في احصاء الشهداء الذين يخرجون من السجون محمولين على الأكتاف بعد ان دخلوها يمشون على أقدامهم.