وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خبير بيئي يدعو الى اتباع أنماط غذائية صحية

نشر بتاريخ: 09/11/2013 ( آخر تحديث: 09/11/2013 الساعة: 12:45 )
رام الله- معا-دعا الخبير في صحة البيئة الدكتور عقل ابو قرع الى اتباع انماط غذائية صحية، والعمل على مكافحة التدخين، بالاضافة الى ممارسة انماط حياتية صحية مثل الحركة والرياضة، والابتعاد عن التلوث البيئي بأنواعة، وذلك للحد من الارتفاع المذهل في نسبة الامراض غير السارية في بلادنا، ومنها امراض القلب والسكري والجهاز التنفسي والسرطان وغيرهما.

واضاف الدكتور ابو قرع ان التقارير التي تصدر من جهات صحية رسمية وغير رسمية تشير الى التصاعد الكبير في نسبة الاصابة بالامراض غير السارية والمزمنة في بلادنا، وبالتالي زيادة عدد الوفيات نتيجة هذه الامراض وزيادة الاعباء المترتبة على ذلك في المجتمع الفلسطيني،سواء اكانت هذه الاعباء اقتصادية او اجتماعية.

واوضح ان احد التقارير الذي صدرعن مركز المعلومات الصحية الفلسطيني، اشار الى ان الامراض غير السارية هي من المسببات الاساسية للوفيات في فلسطين، حيث شكلت امراض القلب والاوعية الدموية ومضاعفاتها المسبب الاول للوفيات في عام 2011، وادت الى التسبب بحوالي 22.5% من عدد الوفيات المبلغ عنها ، اما المسبب الثاني للوفيات فكانت امراض السرطان وبأنواعها واهمها سرطان الرئة والثدي، وبنسبة حوالي 12.5%، والمسبب الثالث كانت امراض الاوعية الدماغية المختلفة وبنسبة حوالي 10%، بينما اشارت الانباء الى ازدياد نسبة الاصابة بمرض السكري في بلادنا، وخاصة النوع الثاني من السكري الذي لة علاقة بزيادة الوزن الذي لة علاقة مباشرة بالتغذية غير الصحية،.

واردف الدكتور عقل ابوقرع الا ان من ضمن المؤشرات السيئة هو ازدياد حالات البدانة عند شريحة الشباب، وخاصة عند طلبة المدارس وذلك بسبب اتباع نظام غذائي غير صحي وضعف التوعية الصحية في هذا الصدد، وهذه مؤشرات مقلقة في هذا العمر، لأن داء "البدانة" سوف ينتج عنه آجلاً أو عاجلاً، مرض السكري أو أمراض لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة، هذا بالاضافة الى الانعكاسات على آفاق النمو والتطور في الذي يعتمد بالدرجة الاولى على انتاجية الشباب.

واشار الدكتور ابو قرع ان التدخين كنمط غير صحي من انماط الحياة، لة علاقة مباشرة بالامراض غير السارية وخاصة امراض القلب والسرطان وامراض الجهاز التنفسي، وفي بلادنا وحسب أرقام أوردها جهاز الإحصاء الفلسطيني، فأن أعداد المدخنين الفلسطينيين في عام 2010 كانت حوالي 22.5% من تعداد السكان ممن هم في عمر 18 سنة وما فوق، حيث بلغت هذه النسبة حوالي 42.2% بين الذكور، و2.3% بين الإناث، وبالاضافة الى الاثار الصحية الوخيمة المترتبة عن ذلك، فان الانباء تشير ان انفاق الشعب الفلسطيني على التدخين يصل إلى حوالي 180 مليون دولار سنوياً، هذا بالاضافة الى إلى أكثر من 100 مليون دولار أخرى، هي حجم التكاليف التي تدفع جراء معالجة الأمراض المرتبطة بافة التدخين.

واضاف الدكتور ابو قرع انة كان ملفتا ما تم ذكرة عن تزايد في عدد المصابين الفلسطينيين بالامراض غير السارية (المزمنة) في بلادنا، بمعدل حوالي 6% سنويا، وان حوالي 18% من الفلسطينيين الذين اعمارهم 18 سنة وما فوق، يحملون مرضا مزمنا واحدا، وانة حسب الاحصائيات فإن 48% من ميزانية وزارة الصحة الفلسطينية تذهب لعلاج الأمراض غير السارية، سواء على شكل تحويلات الى الخارج او على شكل شراء الادوية اللازمة للعلاج.

واوضح الدكتورابو قرع، ان تعرض الانسان الفلسطيني الى الملوثات البيئية قد يتم من خلال عدة مصادر، سواء من خلال الطعام الذي يستهلك، او المياة، او الهواء الذي يستنشق، ومعروف ان التعرض الى الملوثات البيئية يمكن ان يؤدي الى اثار انية او لحظية، تتمثل بأمراض ذو اعراض ملموسة، او الى الاخطر من ذلك وهو التسبب على المدى البعيد بأمراض غير سارية (مزمنة)، او عضالة، وعلى سبيل المثال يمكن ان ينتج ذلك من خلال التعرض لكميات قليلة من المبيدات الكيميائية مثلا في منتجات غذائية او في المياة، او التعرض لكميات قليلة جدا من الرصاص في الهواء مثلا، بدون اثار لحظية ملموسة، ولكن وبعد فترة زمنية طويلة تظهر اثار ذلك على شكل امراض مثل السرطان، او التخلف العقلي، او التشوهات الخلقية، وما الى ذلك، وهناك دراسات عديدة تمت في بلدان مختلفة في العالم، ربطت بين التلوث الكيميائي في منطقة ما وبين ازدياد نسبة الاصابة بالامراض غير السارية او الامراض العضالة.

ودعا الدكتور ابو قرع الى إتباع وزارة الصحة الفلسطينية لسياسات صحية واضحة وملزمة وتقوم على مبدأ الوقاية، والوقاية من البداية، اي بدأ من الاطفال وطلبة المدارس، وبالتركيز على دور الام والاسرة والمدرسة، والعمل على وضع برامج تثقيف صحي غذائي، وخاصة إلى طلبة المدارس، وتبيان الخيارات الصحية الغذائية، وإصدار القوانين والتشريعات الملزمة التي تمنع استهلاك المواد غير الصحية، كالأطعمة السريعة، والمشروبات الغازية، والسكريات، وتلعب وسائل الإعلام بكل أنواعها دوراً هاماً، في التوجيه نحو أنماط غذائية صحية، تعتمد على استهلاك أكثر للمنتجات الطازجة من فواكه ، وخضار، وإلى التحذير من التدخين ومضاعفاتة، و من الآثار الوخيمة "للبدانة" وما يتبع ذلك من أمراض مثل ارتفاع الضغط، والسكري، والقلب، وما يشكل ذلك من آثار سلبية على المواطن والعائلة والمجتمع والاقتصاد، سواء في المنطقة العربية ككل وفي بلادنا