وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اسرى فلسطين يسلط الضوء على معاناة الأسرى خلال التنقل بين السجون

نشر بتاريخ: 09/11/2013 ( آخر تحديث: 09/11/2013 الساعة: 13:55 )
رام الله - معا - أفاد مركز أسرى فلسطين للدراسات بان سلطات "إدارة مصلحة السجون" صعدت في الآونة الأخيرة من استخدام سياسة التنقل بين السجون والأقسام للعشرات من الأسرى في مختلف السجون بهدف إنهاك الأسرى والتنغيص عليهم وزيادة معاناتهم.

وأوضح الناطق الاعلامى للمركز الباحث رياض الأشقر بان الاحتلال يستخدم سياسة النقل للأسرى بشكل ممنهج ومدروس، ويقوم بالنقل كل فترة زمنية محددة يقدرها جيدا خبراء نفسيون حتى يؤثروا على نفسية هذا الأسير، ويربكوا الساحة الاعتقالية، ويمنعوا الأسرى في بعض الأحيان من تنظيم فعاليات احتجاجية ردا على جرائم الاحتلال بحقهم.

وفي كثير من الأحيان يتم نقل الأسير في ظروف قاسية دون معرفة إلى أين أو ما السبب حتى إذا وصل المعبار أو نظارة المحكمة أبلغ أنه قد تم إحضاره بالخطأ فيتم إعادته بنفس الظروف التي ذهب بها.

غرفة الانتظار

واستعرض الأشقر أوجه المعاناة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون خلال النقل والسفريات والتي تبدء بعدم إبلاغ الأسير بعملية النقل إلا في ساعات متأخرة من الليل بحيث لا يتمكن من تجهيز نفسه وترتيب أغراضه وإذا كان ينتظر زيارة لأهله في اليوم التالي فلا مجال أمامه لإبلاغهم بعدم الحضور للزيارة.

ولا يسمح للأسير باصطحاب أغراض تلزمه خلال رحلة العذاب من طعام أو كنتين، وتبدأ عملية النقل في ساعة مبكرة جدا، بعد وضع الأسير في غرفة الانتظار التي تسمى "همتنه" يجمع فيها الأسرى المنقولين وقد يكون عددهم كبيرا وهي غرفة صغيرة لا تتسع لهذا العدد، ويستمر احتجازهم في هذه الظروف لعدة ساعات قبل وصول سيارة البوسطة التي ينقل بها الأسرى، ويبقى الأسير بدون أكل أو شرب أو تدفئة في فصل الشتاء أو تهوية في فصل الصيف، ويكون الوضع أكثر صعوبة وأشد علي الأسرى المرضى الذين ينتظرون وصول المستشفى للعلاج وإذا بهم يقعون في مصاعب ومشاق تجعلهم يتمنون لو أنهم ظلوا في معاناة المرض ولا قساوة البوسطة.

التفتيش

ويتعرض الأسير خلال النقل إلى التفتيش عدة مرات بشكل متعمد كإجراء عقاب جماعي؛ فالأسير يخرج من غرفته لا يحمل سوى أغراضه البسيطة والتي يحفظها السجان عن ظهر قلب ورغم ذلك يمر عليها عدة تفتيشات أثناء وجوده في القسم، تبدأ بجهاز الكشف الإلكتروني (زنانة)، ثم تفتيش يدوى وبعثره كل أغراض الأسير على الأرض، بينما المهين في الأمر هو التفتيش العاري حيث يطلب منه خلع ملابسه حتى بنطلونه ولباسه الداخلي بإجراءات مذلة لا تمت لعملية التفتيش بصلة، كل ذلك وهو لا يزال في السجن الذي سيغادره، وبعد أن ينهوا عملهم يتم تسليم الأسير لمسؤول البوسطة ومن معه من فرقة "ناحشون" الذين بدورهم يبدأون إجراءات التفتيش من جديد بعد أن يتم وضع القيود في قدمي الأسير ويديه.

سيارة البوسطة

وبين الأشقر المعاناة التي يعيشها الأسير خلال نقله بسيارة الترحيل التي تعرف "بالبوسطة" حيث يجبر الأسير على نقل أمتعته من غرفة الانتظار إلي السيارة وهو مقيد اليدين والرجلين مما يتسبب في كثير من الحالات في سقوط الأسير على الأرض وكذلك التسبب في جرح يديه ورجليه جراء حركة القيود الحديدية، والبوسطة لا يوجد بداخلها سوى كرسي حديد ليس عليه شيء من القماش يقي الجسم خلال السفر وهي تشبه في تصميمها المدرعة الحربية لا يمكن الشعور فيها بأنها سيارة للبشر، ولم يراعَ فيها أيٌّ من إجراءات السلامة للركاب ولو حصل أي طارئ لهذه المركبة فإن حياة الراكبين تكون في خطر وخاصة وهم مقيدو الأيدي والأرجل، كما لأن الاعتماد على التهوية فيها هو علي المكيف وفي كثير من الأحيان يعمد السجانون على إطفاء المكيف وترك الأسرى في الحر يشعرون بالاختناق لقلة الأوكسجين وازدحام المكان ويرافق شرطة البوسطة أثناء التفتيش والسفر كلاب مدربة وقد هاجمت في أكثر من مرة الأسرى وتسببت بإيذائهم.

وأشار الأشقر إلى أن السفر بالبوسطة قد يستغرق 12 ساعة، يحرم خلالها الأسير من كل متطلبات الحياة كالطعام والشراب، ودخول الحمام (دورة المياه) حيث لا يسمح للأسير خلال السفر النزول من السيارة لقضاء حاجته ولا يوفر له ذلك في السيارة وعليه الانتظار حتى وصوله المكان المنوي إنزاله فيه كذلك عدم تمكين الأسير من أداء فريضة الصلاة حيث يحتاج إلى الوضوء وتأدية الصلوات اليومية.

المعبار

وهو مكان ينتظر فيه الأسرى أثناء تنقلهم من سجن لآخر أو من السجن الذي يعيش فيه للمستشفى ليكمل سفره اليوم التالي فيلبث فيه أحيانًا ليلة وأحيانًا أكثر من ذلك وفي هذا المكن يلاقي الأسير ما يلاقيه من المعاناة فبعد أن أمضى قرابة يوم كامل في البوسطة ينزل في المعبار الذي ليس فيه أي شيء من متطلبات الحياة اليومية للأسير لا يوجد حمام للاستحمام ولا يوجد طعام يكفي العدد الموجود في كل غرفة لا يوفر الماء البارد في جو حار ولا الدافئ في جو بارد، إضافة لقذارة الغرف وامتلائها بالصراصير وإذا اضطر الأسير لطلب شيء من الشرطي يتعرض للصراخ والشتم، كل ذلك يأتي بعد أن يكون الأسير قد هلك من شدة التعب حيث يقوم بنقل أغراضه من البوسطة إلى داخل المعبار للبوسطة ليواصلوا نقله إلى المكان المنوي نقله إليه.
هذا عدا عن ضياع أغراض الأسير خلال السفر، أو مصادرتها من قبل الشرطة دون إثبات ذلك، مما يسمح للشرطة بالإنكار بأنها استلمت إغراض من الأسير، وغالبا خلال النقل لا يعط الأسير الفرصة لأخذ كامل أغراضه من المكان الذين ينوي مغادرته فيبقى جزء من أمتعته ويغادر المكان وتضيع الأغراض،

مخالفة للقوانين

واعتبر المركز إجراءات الاحتلال مخالفة لكل المواثيق الإنسانية التي تنص على ضرورة " نقل المعتقلين بكيفية إنسانية، وبوسائل نقل مناسبة وفي ظروف تعادل على الأقل الظروف التي تطبق على قوات الدول الحاجزة في تنقلاتها، وتزود الدول الحاجزة المعتقلين خلال النقل بماء الشرب والطعام بنوعية وتنوع تكفي للمحافظة على صحتهم في حالة جيدة، وبما يلزم من ملابس وملاجئ ورعاية طبية، وعليها أن تتخذ جميع الاحتياطات المناسبة لتأمين سلامتهم أثناء النقل، ولا ينقل المعتقلون المرضى أو الجرحى ما دامت الرحلة تعرض صحتهم للخطر، إلا إذا كانت سلامتهم تحتم النقل"

وطالب المركز المجتمع الدولي بضرورة التدخل لحماية الأسرى من المعاناة التي يتعرضون لها في سجون الاحتلال، والتي ترافقهم فى كل جانب من جوانب الحياة داخل السجون.