وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

منافقون

نشر بتاريخ: 10/11/2013 ( آخر تحديث: 10/11/2013 الساعة: 18:49 )
بقلم – رضوان الشريف

نشرت قبل فترة من الزمن مقاله تحت عنوان كلنا منافقون , وقلت في مطلعها " كلنا منافقون نقول غير ما نعني ونعني غير ما نقول نفكر بشيء ونعلن شيئا آخر اقتناعاتنا في واد وموافقتنا في واد , يهمنا ماذا سينقل الناس على لساننا , أكثر ما يهمنا أن ننقل الحقيقة للناس , مصداقية النفس مع النفس حسب الطقس , بارد صيفا وحار شتاءا وحسب المصلحة , ولو كانت عندنا من صفات البطولة صفة الشجاعة لخرجنا من أزماتنا النفسية وقد حلت مشاكلنا التي تجمدت بفعل التعنت والمراوغة .

كلنا منافقون " إلا من رحم ربي " حيث استفحل النفاق في مجتمعنا وضربت أطنابه وخاصة مع الشخوص الرياضية في الوطن , كوني رياضي أتواصل مع العديد معهم , وآثرت العودة لكتابة مقالتي هذه , بعدما استشاطت حفيظتي للكتابة , فأنا لست كاتبا فذا بارعا ولا صاحب قلم ينتظرون القراء ألاستلهام بكتاباته , ولكن قد تصل كلماتي وتصم ألآذان ولعل وعسى أن تتغلب لغة العقل والحكمة في اي قضية , والحكاية يا ساده يا كرام قد شاءت الصدفة أن أجتمع مع بعض الرياضيين في حفل زفاف نجل أحد الرياضيين في الوطن .

وبعد التصافح والسلام والتهاني والتبريكات تطرق أحد هم إلى وضع الرياضة الفلسطينية باعتبارها الماده الدسمه بينهم , ودار رحى الحديث وأقل ما يقال عنه خارج عن نصه الأدبي والأخلاقي , وقلت للمتحدث أن هذا ليس بالنقد الذي يأتي برياضتنا الفلسطينية إلى بر الأمان ولا إلى خير , قلت لماذا لا تواجه وتحاور ما دمت متيقن من قوة وجهة نظرك بأنها سليمة , وأفكارك تخدم وتصب في مصلحة الرياضة الفلسطينية فأنت قائد رياضي , أو إذا لم تستطيع المواجهة خوفا من أن تخلق صداما لا سمح الله حسب تقديراتك كما هو واضح من نبرة حديثك .

ارفع كتابا موجه ومباشرا تعرض حلولك للتطوير وحللت المشاكل أو نشرها بوسائل الإعلام المختلفة السلطة السليطة , وقدم النقد بدون تهكمات , وشكل جموعا مقتنعا ومؤيدا لأفكارك , وأعتقد أن هذا يساعد لطرح ما يدور في خلدك , قال وبتذمر وبعصبية لا أحد يريد السماع أو عمل شيء , وقد شارك بعض الأصدقاء المشاركين في الحديث وكل واحد قال ما عنده وفض النقاش , وسار كل في سبيله مغادرين مهنئين وألف مبروك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , ولم تغب إلا أيام وكالعادة أتصفح الصحف اليومية وبالأخص الصفحة الرياضية والوكالات الناشرة .

ويا للعجب رأيت صديقنا الرياضي يتصدر الصور ملتصقا بجانب الذي كال وصب عليه جام غضبه بكل مفردات الكلمات التي لا تسمع , عجبا ماذا جرى أليس هذا بالنفاق وبالجبن , إذن المشكلة يا صديقي الرياضي ليس في الآخرين وليس في قوة حجتك المشكلة فيك أنت وليس غيرك لأنك لا تستطيع إقناع نفسك أولا وإقناع الآخرين بأن الرؤية الذي تطرحها سليمة من جميع جوانبها ولكن من زاويتك الشخصية الذاتية .

ونحن هنا لا نشك قيد أنملة بوطنيتك ولا بأي وطنية أي رياضي مهما كان موقعه و نحن لا نناظر على أي أحد , أناشد ونأمل من كل رياضيينا المحترمين الشرفاء وأنصح نفسي أولا أن نتطلع إلى إيجاد صيغه محترمه للتفاهم والحوار كل في موقعه من أجل بناء الوطن الذي نعشقه , والذي لا زال يحبو , ففلسطين تئن من خلافاتنا وفرقتنا , وأخطر ما يمكن أن تتعرض له فلسطين وقد تعرضت له هو شق الصف ولازلنا نعاني الامرين , ويضيع ما تبقى , وتصبح فلسطين " حارة كل مين ايدو ألو " وكل يغني على ليلاه , نأكلوا بعضنا بعضا.

أخوتي الرياضيين الوطن للجميع ويسع الجميع والرياضة للجميع , لا إقصاء لأحد , ففلسطين تحتاج لكل السواعد البيضاء فالطريق طويلة ولا زلنا قبل الطريق , ولن تنتصر فلسطين ولن يتحقق مشروعها الوطني الفلسطيني ويرى النور حتى تنال حريتها واستقلالها , وتحقيق طموح وآمال شعبها الفلسطيني البطل وتكون القدس عاصمة دولتنا المستقلة إلا إذا توحدت الكلمة والصف كالبنيان المرصوص وصدقت النوايا والله من وراء القصد .