وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"ابناء الصمود" يكشفون جوانب انسانية مضيئة في حياة ياسر عرفات

نشر بتاريخ: 10/11/2013 ( آخر تحديث: 10/11/2013 الساعة: 23:01 )
"ابناء الصمود" يكشفون جوانب انسانية مضيئة في حياة ياسر عرفات

غزة-تقرير معا - خمسون شاب وشابة يفتقدون الرئيس الراحل ياسر عرفات اكثر من أي مواطن عادي.. فهؤلاء كان لهم الراحل ابا واما لم ترهم اعينهم بعد الحرب الاسرائيلية ضد المنظمات الفلسطينية في لبنان ...ولعبير ابو عرب حكاية خاصة.

عبير واحدة ممن يطلق عليهم اسم "ابناء الصمود" وهم مجموعة من ابناء الشهداء كان الرئيس الراحل يتبناهم وينقلهم معه اينما رحل واستقر بهم الحال في غزة بعد عودة السلطة الفلسطينية.

"شعرت باليتم أكثر لحظة الاعلان عن وفاته...فتحت عينيا على العالم فرايته امامي"هكذا عبرت ابو عرب عن علاقتها مع ابو عمار مبينة انه كان كثير التردد على منزلهم في تونس وغزة في المناسبات والأعياد وعند عودته من سفر طويل.

وتقول في هذا الصدد:"اذكر انه كان يأتي لتناول الافطار معنا في رمضان ولم ينسى يوما ان يقدم لنا العيدية،،،اما عن الهدايا فحدث ولا حرج فهي كانت مميزة كلما سافر وعاد"مشددة انه رغم انشغاله كان يجد متسعا من الوقت ليستمع لطلباتهم وأخبارهم.

كان الراحل ابو عمار يحب ان يستمع للاغاني الثورية والوطنية التي حرص ان يعلمها لابناء الصمود مبينة ان خصص لهم عدد من الاساتذة تساعدهم في تعلم الاناشيد قائلة:"كان يحب ان نمثل فلسطين في الخارج فكلما جائته دعوة خصص عددا منا ليحضرها بالإنابة عنه".

لم يبخل ابو عمار عن ابنائه الخمسين بكسوة شتاء او صيف فلكما دخل فصل تكون الملابس جاهزة للجميع اما عن اجازة نصف السنة الرداسية او نهايتها فكان لا بد ان يخصص لهم بعضا من الوقت يقضيه معهم.

وتضيف:"ابو عمار كان بالنسبة لنا أكثر من اب....كان حياتنا على الارض ومسئول عنا في كل شي....هو انسان حنون اكثر مما يمكن ان يتصوره انسان فلديه من الحنان والعطف ما يكفي العالم كله".

وفي كثير من الاحيان تحب ابو عرب ان ياتي ابو عمار لزيارتها وتفتقد ايام الطفولة عندما كان يخصص لهم بعضا من وقته مشدد:"احيانا اتذكر تلك الايام فأتمنى ان تعود".

وتروي عبير شعورها لحظة نبا وقوع طائرته في ليبيا:"شعرت بالخوف من ان افقده ولكني خفت كثيرا عندما عاد الى تونس ورأيت الكدمات تملأ رأسه"مبينة انه اجتمع بهم على الفطور صباحا في اول فرصة تحسنت به حالته ليطمئن على اوضاعهم.

اما عن خبر موته فأكثر ما اثار حزنها وإخوتها في بيت الصمود هو عدم قدرتهم على الاطمئنان عليه والتواصل معه قبل وفاته وتتابع:"رفضنا فكرة ان يموت دون ان نتمكن من توديعه او حتى الاطمئنان عليه كما كان يفعل معنا...فكان خبر موته صدمة لم نصدقها بسبب تضارب الانباء الى أن تم تأكيده".

وتؤكد ابو عرب ان الرئيس الراحل ياسر عرفات حالة انسانية لن تتكرر لأنه ولد من بين الناس في المخيمات ولم ينقطع عنهم ابدا وبدأ حياته فدائيا مقاوما عنيدا كريما وشهما كما تصفه.

اليوم اغلق بيت الصمود بعد ان كبر الاطفال واصبح رجالا ونساء وتزوجوا ولكنهم لم ينسوا ابدا الشهيد الراحل ياسر عرفات خاصة في ذكري استشهاده.