وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اديب ما زال يتذكر أول لقاء مع ابوعمار عام 67 امام مغارة قباطية

نشر بتاريخ: 11/11/2013 ( آخر تحديث: 12/11/2013 الساعة: 01:05 )
جنين - تقرير معا - رغم مرور 46 عاما على اللقاء الاول بين الشهيد ابو عمار ورجال قباطية إلا ان السبعيني اديب حنايشة ورغم تقدمه في السن ما زال يتذكر تفاصيل اللقاءات الاولى مع الختيار.. فقد رافق الشهيد ياسر عرفات منذ الايام الاولى لقدومه الى فلسطين عام 1967 وبداية تكوين الكفاح المسلح من جبل قباطية.

قال حنايشة لمراسل معا في جنين كان الختيار يدخل الى فلسطين متخفيا وجبال قباطية تكون اولى محطاته ومنها ينتقل الى يعبد ونابلس ورام الله وأول زيارة له الى قباطية كانت في شهر آب عام 1967 واجتمع بعمه حيث كان يتناول الغداء وطلب بعقد اجتماع مع شباب البلدة وكان هذا الاجتماع هو اول لقاء مع الشهيد.
|249490|

اديب حنايشة ولقبه الحركي "ابو محمد" منذ ان استشهد عرفات في الحادي عشر من شهر نوفمبر عام 2004 يقف كل عام الى جانب مغارة كان ابو عمار يخطط فيها ويلتقي بها مع القيادة العسكرية ويسرد ابو محمد للأجيال الصغيرة مراحل الثورة الفلسطينية وكيف كان ابو عمار يخطط ويدرب الفدائيين ويستقبل القادة العسكريين وينطلق من هذه المنطقة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الاحتلال.

حنايشة يقول "جبال قباطية كانت الشرارة الاولى التي اطلقها ابو عمار في فلسطين بدأ بتنظيم الناس للانضمام الى الثورة من خلال حركة فتح رغم ان البعض كان قد تسلح اصلا واعتلى الجبال لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي وخصوصا من كان في حركة القوميين العرب".

|249493|
ويضيف بدأ بتأسيس خلايا فتح في البلدة ويشرح للأهالي عن وليدة حركة فتح وأهدافها وانضم اليها معظم الرجال في البلدة وأدوا القسم امام عرفات واضعا امامهم المصحف والسيف.

ويتابع في القول.. كانت جبال قباطية مهمة بالنسبة الى المقاتلين فقد كان فيها اربع قواعد عسكرية من القواعد التي كان فيها تدريب للفدائيين في منطقة راس الخلايل وموقع آخر لتجميع السلاح في منطقة خلة العرب اما الثالث فكان لاستقبال دوريات المقاتلين القادمة من مناطق مختلفة من الضفة الغربية في منطقة ام القصب، بينما الموقع الاخير وهي المغارة الصغيرة في منطقة مراح شرومر والتي تتسع لثلاثين رجلا يخطط فيها وينطلق منها لتنفيذ العمليات ويجتمع فيها مع القادة العسكريين وما يميز هذه المغارة موقعها المهم المطل على سهول مرج بن عامر حتى انها تطل على مناطق 48 بالإضافة الى ان من الصعوبة العثور على المغارة خلال حملة التمشيط التي تقوم بها طائرة اسرائيلية.

|249495|
اما عن شخصية عرفات فوصفه حنايشة بالقائد القوي العنيد وخاصة في قراراته العسكرية بالإضافة الى تواضعه وعطفه على المقاتلين الذين كانوا لابو عمار مهمين جدا.

ويسرد حنايشة قصة تدل على تواضعه، حيث قال ان ابو عمار كان يأكل مع المقاتلين وإذا ترك احد المقاتلين بقايا طعام كان ياسر عرفات يأكلها وإذا قدمت له احدى العائلات وجبة طعام تحتوي على اللحوم والدجاج كان الختيار يتناول الزيت والزعتر والزيتون.

ويتذكر حنايشة قصة تدل على قوته وعناده حيث قال " كنت عائدا من القاعدة في جبل محاذ لقباطية وفي الطريق التقيت بعرفات فصرخ علي بلهجة القائد "ارجع" فأخبرته انني عائد من القاعدة الان فقط، فردد الكلمة مرة اخرى فشعرت وقتها برهبته ولم استطع الحديث وعدت معه الى القاعدة " موضحا انه كان دائما يلبس القمباز ويرتدي جاكيتا اسودا محشوا بالسلاح والرصاص والقنابل.

|249496|

اما عن شخصيته العادية يسرد حنايشة قصة تثبت ذلك، حيث قال انه في احدى ايام وجوده في قباطية احضرت له فطورا دسما فنظر الي وتساءل هل تقدم هذا النوع من الفطور الى كافة المقاتلين ارجع المائدة واحضر لي زيتا وزعترا فأنا لا احب ان اتميز عن باقي زملائي وإلا حبستك حيث قال الكلمة الاخيرة بمزاح.

وأشار حنايشة كان لعرفات حسا امنيا كبيرا فكان يوجه المقاتلين ويعطيهم التعليمات التي تحميهم وتحول دون وصول الاحتلال اليهم كما ان عرفات وخلال تنقله من منطقة الى اخرى لم ينقطع عن التواصل مع المقاتلين اينما تواجدوا في مواقعهم العسكرية المنتشرة في مناطق مختلفة من فلسطين ويعطي تعليماته وكان شديدا في قراراته العسكرية.
|249494|