|
المحرر السياسى لوكالة أنباء الشرق الأوسط : مصر لن ترضخ لأي تهديدات إعلامية تحاول النيل من دورها تجاه القضية الفلسطينية
نشر بتاريخ: 22/05/2007 ( آخر تحديث: 22/05/2007 الساعة: 16:53 )
بيت لحم -معا- هاجم المحرر السياسي لوكالة انباء الشرق الاوسط الانتقادات التي وجهت للدور المصري في تعامله مع الاحداث الاخيرة في قطاع غزة .
وقال المحرر في سياق دفاعه عن الموقف المصري" انه لا يمكن لأحد أن يزايد على الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية منذ بدايتها وحتى الآن ..فالموقف المصرى من قضية فلسطين لم يخضع لحسابات مصالح آنـية، ولم يكن أبدا ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، و لم يتأثر ارتباط مصر العضوي بقضية فلسطين بتغير النظم والسياسات المصرية قبل الثورة وبعدها فى ظل عهد الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات أو في عهد الرئيس محمد حسنى مبارك الأن". واستذكر المحرر الجهد المصري المبذول على مدى سنوات المعاناة الفلسطينية واضاف "إن مصر جنـدت إمكاناتها وقدراتها الكاملة في كل المراحل التى مرت بها القضية الفلسطينية ، في الصراع وفى جهود التسوية، ولم تقدم نفسها بديلا عن الفلسطينيين شعبا أو قيادة بل حرصت على أن يكون القرار فلسطينيا في كل ما يتعلق بمصير شعب وأرض فلسطين، لتدعم بعد ذلك الخيار الذي اختاره الفلسطينيون لأنفسهم". واضاف "فمصر لم تتوقف لحظة واحدة عن دعم القضية الفلسطينية التي وضعتها على رأس أولويات أجندتها الدبلوماسية، ورغم ذلك نجد في الآونة الأخيرة بعض المغرضين الذين يوجهون انتقادات للدور المصري في دعم القضية الفلسطينية ومن ضمنها المزاعم التي نشرتها صحيفة "ها آرتس" الإسرائيلية حول سعي مصر إلى التخلص من حركة "حماس" وما نشرته بعض الصحف حول عبور 500 عنصر من الشرطة الفلسطينية تم تدريبهم في القاهرة بزعم مساعدة حركة فتح في مواجهاتها الأخيرة مع حماس" . واعرب المحرر السياسي عن استغرابه من تلك الانتقادات التي وصفها بالمغرضة واضاف "هذه الإنتقادات نستغربها، جملة وتفصيلا، لأنها مغرضة وتهدف إلى النيل من الدور المصري الذي يتحرك على كافة المحاور لخدمة القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى الأن وهذه الأكاذيب لن تزحزح مصر عن القيام بمسئولياتها تجاه القضية الفلسطينية" وتابع يقول "نؤكد للقاصى والدانى أن الخمسمائة عنصر من الشرطة الفلسطينية الذين دخلوا إلى قطاع غزة بعد انتهاء فترة تدريبهم بالقاهرة - والذي تزامن مصادفة مع الاشتباكات الأخيرة بين حركتي فتح وحماس - كان وفق برنامج تدريبي متفق عليه مسبقا مع السلطة الفلسطينية" . وكما نؤكد أن العناصر التي عبرت يوم الأحداث لم تدخل معها أي معدات سوى ملابسها المدنية وهم من عناصر السلطة الفلسطينية التى تدربهم مصر لخلق حالة من الانضباط لدى عناصر أجهزة الأمن بعد فترة طويلة من الانفلات والتسيب وخلق جندي قادر على حماية الوطن. ونفى المحرر قيام مصر بتدريب عناصر تنتمي لاي فصيل واضاف "لم تقم مصر بتدريب قوات لفصائل سواء فتح أو حماس أو غيرها ولا تتعامل إلا مع الشرعية .. فمصر سوف تستمر في تحمل المسئولية في تدريب أبناء فلسطين في كافة المجالات ولن ترضخ لأي تهديدات إعلامية مغرضة تحاول النيل من نبل الهدف . وقال المحرر السياسي ان مصر طالما فتحت ابوابها للفلسطينيين في كافة المجالات واضاف " مصر فتحت أبوابها لأبنائها الفلسطينيين للتدريب والتعاون في كافة المجالات .. التعليمية والصحية وفى مجال الإدارة المحلية والإستثمار والكهرباء والطاقة منذ دخول السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994 .. ويبدو الأمر مستغربا عندما نسمع بعض الانتقادات من قيام مصر بتدريب أجهزة أمن تابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية . فنحن نقوم بتدريب الفلسطينيين فى مختلف المجالات ومنها المجالات الشرطية بصرف النظر عن انتماء هؤلاء إلى أى فصيل فلسطيني ..وندربهم في إطار المساهمة المصرية لبناء أجهزة السلطة الفلسطينية لتكون قادرة على حماية الوطن والمواطن الفلسطيني وفرض القانون ولكي تكون شريكا في عملية سلام قادمة توطئة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة". فالتاريخ لم يذكر يوما أن مصر قامت بدعم طرفا فلسطينيا بعينه أو فصيلا ضد أخر وإنما كانت دوما تدعم الشرعية الفلسطينية بصرف النظر عن القوى الفلسطينية التى تقود، بدليل إنها تعاملت مع فتح عندما كانت تقود الحكومة وتعاملت مع حماس بعدما جاءت إلى الحكم بانتخابات ديمقراطية نزيهة برغم المعارضة الدولية لها. و اكد المحرر تعامل مصر مع الشرعية الفلسطينية لا مع التنظيمات "تم إستقبال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وعدد من وزراء حكومة حماس فى مصر وذلك في إطار التعامل المصري مع الشرعية الفلسطينية سواء كانت رئاسة أو حكومة وتصريحات الرئيس حسنى مبارك التي دعا فيها إلى إعطاء حركة حماس الفرصة تؤكد هذا التوجة المصرى.إن مصر تتعامل مع الشرعية الفلسطينية ولكن تعاملها مع التنظيمات الفلسطينية يأتي من منطلق حثها على أن تكون لها رؤية موحدة لعبور هذه المرحلة الصعبة لحين تشكيل الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس لتنتهي بعد ذلك "الفصائلية" وتبدأ مرحلة بناء الدولة. كما نستغرب محاولة البعض للتقليل من دور مصر بعد إتفاق مكة ..فهذا الإتفاق بإعتراف الجميع لم يكن ليرى النور لولا الجهود المصرية التي مهدت لإنجاحه ..ويعلم الجميع أن مصر والسعودية والأردن على تنسيق تام وكامل بين قيادات الدول الثلاث حول الملف الفلسطيني ولا يوجد أي تنافس بينها كما يروج البعض. ونؤكد أن الرئيس حسني مبارك كان سعيدا جدا لإنجاح اتفاق مكة وعودة الهدوء على الساحة الفلسطينية ، وأجرى فى حينه عدة اتصالات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من اجل إنجاح هذا الاتفاق الذى أيدته وباركته مصر منذ الحظة الأولى . ونوه المحرر الى الدور المصري المبذول في عملية تبادل الاسرى والانسحاب من غزة واضاف " كما لا ننسى الدور المصري في عملية تبادل الأسرى التي لا تزال جارية حتى الآن حيث نجحت مصر في الحصول على موافقة إسرائيلية بالإفراج عن ألف أسير فلسطيني مقابل الإفراج الجندي الإسرائيلي الأسير لدى الفصائل الفلسطينية، ولا تزال المفاوضات مستمرة حتى الآن بقيادة مصر من أجل إتمام هذه الصفقة التي إن تمت ستساهم في تمهيد الطريق لتحريك عملية السلام. ونحن عندما نتحدث عن الجهود المصرية ليس الغرض منها إننا نمن على الشعب الفلسطينى لا سمح الله بل نذكر بجهود مصر حتى لا ينساق أحد وراء هذه الحملة المغرضة.. وفى هذا المقام أيضا نشير الى ماقدمته مصر لقطاع الكهرباء والطاقة وإمداد منطقة رفح بالكهرباء وإصلاح محطة كهرباء غزة وتأهيلها بعد قصفها من إسرائيل لاتاحة التيار الكهربائي لقطاع غزة بالكامل من أجل استمرار الحياة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للقطاع . كما لا يمكن أن ننسى الدور المصري في عملية الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة حيث هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك آريل شارون بحرق قطاع غزة إذا تم استهداف أي جندي إسرائيلي خلال عملية الانسحاب ..وهنا أدركت مصر خطورة التهديد ومن حرصها الشديد على إتمام الانسحاب الشامل من قطاع غزة أرسل الرئيس مبارك وفدا على مستوى عال أشرف على عملية الانسحاب . وقد عقد هذا الوفد اجتماعا مع جميع الفصائل وأخذ منهم تعهدا ألا يتم إطلاق طلقة واحدة أو صاروخ على القوات الإسرائيلية وتم الانسحاب بدون أي خسائر وكان مثار اندهاش الجميع بما فيهم شارون نفسه لأن الكثير كان متوقعا ألا يتم هذا الانسحاب بهذه الصورة السلسة . ونذكر فى هذا الصدد أن مصر أصرت على الانسحاب الإسرائيلى الشامل من القطاع، بمعنى ألا يكون هناك أي تواجد إسرائيلي على أي جزء من قطاع غزة حتى ممر صلاح الدين -أي الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية- ووقف عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وعدم ملاحقة قادة التنظيمات والفصائل ووقف عمليات الاغتيالات. وبعد عملية الانسحاب من القطاع تواصل الدور المصري أيضا من خلال تثبيت الهدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بما يهدف إلى خدمة الموقف الفلسطيني، حيث ساعدت التحركات المصرية في وقف اجتياحات إسرائيلية كانت تهدد إسرائيل بالقيام بها. كما لعبت مصر دورا رئيسيا في احتواء المناوشات التي دارت بين حركتي حماس وفتح على مدار سنوات طويلة وساهمت في رأب الصدع بين هذه الفصائل سواء من خلال تواجد الوفد الأمني في غزة أو الزيارات التي تقوم بها كافة التنظيمات إلى مصر بصفة دورية سواء المعلنة أو غير المعلنة . وحتى فى أحلك الظروف لم تتخل مصر عن دورها بالنسبة للشعب الفلسطينى فبذلت جهودا حثيثة من أجل تخفيف الحصار عن الشعب الفلسطينى وعن الرئيس الرمز الراحل ياسر عرفات .. حيث قام الوزير عمر سليمان مكلفا من الرئيس مبارك بزيارة مقر المقاطعة فى رام الله بالضفة الغربية " المكان المحاصر فية الرئيس عرفات " أكثر من عشر مرات. إضافة الى زيارات كان يقوم بها الوزير عمر سليمان لإسرائيل والتي استطاع خلالها أن يجهض مخططات إسرائيلية كثيرة كانت معروفة للجميع للمس بالرئيس أبو عمار ... ولم تترك مصر هذا الزعيم العربي العظيم حتى بعد مماته فقد استضافت جنازة مهيبة له وكان على رأسها الرئيس حسني مبارك وكبار رجال الدولة .. ولولا الظروف لكانت مصر قد أقامت لهذا الزعيم العربي الفلسطيني جنازة شعبية كبيرة تليق بتاريخه ونضاله.وقامت مصر بنقل جثمان الزعيم أبو عمار على طائرات مصرية لدفنه في رام الله وبدأت رحلة الطائرة من رفح وحتى رام الله ورافق الجثمان الوزير عمر سليمان .. وأصرت مصر على أن يمر الجثمان من فوق قطاع غزة والضفة الغربية لما له من دلاله كبيرة . واستذكر المحرر الدور المصري في انشاء منظمة التحرير الفلسطينية وبدء المفاوضات من مدريد وحتى اليوم "لقد ساعدت مصر في إنشاء منظمة التحرير الفلسطينيـة الممثل للشعب الفلسطيني وصولاً إلى مراحل المفاوضات منذ مؤتمر مدريد حتى اليوم .. وعندما تطلب الأمر تدخلا مصريا لتوحيد الصف الفلسطيني، بادرت مصر إلى رعاية الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، حيث استضافت ثلاث جولات للحوار حضرها ممثلون عن جميع الفصائل الفلسطينية لأول مرة وذلك خلال الفترة من يناير 2003 وحتى 17 مارس 2007 وأسفر الحوار عن إتفاق القاهرة . وتضمن اتفاق القاهرة بين الفصائل الفلسطينية، الذي يعد أحد المرجعيات الهامة في التاريخ الحديث للشعب الفلسطيني لمعالجة القضايا الفلسطينية الداخلية ثلاث نتائج رئيسية أولها تفعيل الهدنة مع إسرائيل التي استمرت لمدة عام، وثانيها إقرار نتائج الانتخابات الفلسطينية التي فازت فيها حركة حماس، وثالثها تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية. واكد المحرر التزام مصر الثابت في مساندة القضية الفلسطينية واضاف " إن التزام مصر في عهد الرئيس مبارك في مساندة قضية فلسطين ثابت وراسخ فساعدت مصر في إجلاء القيـادة الفلسطينية عقب محنتها في لبنان، وفى الاتفاق الأردني ـ الفلسطيني 1985 وفى إعلان القاهرة لوقف العمليات الخارجية 1985 وفى الانتفاضة الأولى 1987 وفى إعلان الدولة الفلسطينية 1988 وبدء الحوار الأمريكي الفلسطيني، ثم في مشاريع ومبـادرات التسوية 1989 وفى مؤتمر مدريد 1991 . ثم أيدت مصر اتفاق أوسلو الذي ارتضاه الفلسطينيون عام 1993، وقامت برعاية العديد من الاتفاقات التنفيذية له في القاهرة وطابا بعد ذلك، وصولا إلى الانتفاضة الثانية حيث استضافت مصر القمة العالمية في شرم الشيخ ثم مفاوضات طابا، وقامت مصر بسحب السفير المصري من إسرائيل نتيجة الإفراط الإسرائيلي في استخدام القوة ضد الفلسطينيين، وساندت الموقف الفلسطيني دوليا، وتبـذل كل جهد من أجل ضمان الانسحاب من الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة . واختتم الكاتب مقاله بالتاكيد على الدعم المصري للشعب الفلسطيني حتى اقامة دولته المستقلة واضاف "إن موقف مصر الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني حتى إعلان دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف حقيقة لا يخطئها القاصي والداني .. ويؤكدها التاريخ ويرسخها الحاضر .. حقيقة لا يستطيع أحد أن يدحضها أو يتشكك فيها .. إنها حقيقة لن تنال من مصداقيتها أقلام مأجورة أو أوهام مغرضة." |