وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل هناك علاقة بين إيران وملفها النووي وفلسطين وإحتلالها؟

نشر بتاريخ: 13/11/2013 ( آخر تحديث: 13/11/2013 الساعة: 12:02 )
بيت لحم- معا - بدا نتنياهو يدرك ويفهم ما فهمه وأدركه قادة حزب الليكود الذين سبقوه في هذا المنصب والمتمثل بالقاعدة القائلة بان سيطرة إسرائيلية أبدية على الضفة الغربية ستقود إلى نهاية إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية هذا ما استهل به المحلل السياسي لمجلة "The Atlantic" الأمريكية الصحفي والكاتب "Jeffrey Goldberg" مقالته المنشورة الثلاثاء، تحت عنوان "العلاقة بين إيران وفلسطين" وتناولته الكثير من المواقع والصحف الإسرائيلية بالنشر والتحليل.

وأضاف "Jeffrey Goldber" رئيس وزراء إسرائيل غاضب جدا من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا بسبب موافقة الدول الست المبدئية منح إيران تسهيلات مؤقتة على العقوبات الدولية مقابل وقف مؤقت لبرنامجها النووي، وذلك استنادا للنظرية القائلة بان التنازلات المؤقتة مقابل التجميد المؤقت توفر الوقت اللازم لإتمام مفاوضات الاتفاق النهائي كما أن صفقة من هذا النوع ستمنع إيران من امتلاك وتطوير أسلحة نووية وهذا ما سيسر إسرائيل والدول العربية كثيرا.

وتدرك إسرائيل أن جنيف تشهد حاليا اقتراحات بتخفيف الضغط الممارس على إيران مقابل تنازلات هي ليست بالتنازلات وهذا المقترح يسمح لإيران بالاحتفاظ بقدراتها النووية المتعلقة بقدرتها على إنتاج الأسلحة النووية وفقا لما قاله نتنياهو الخميس الماضي، مضيفا "تسبب نظام العقوبات بدفع الاقتصاد الإيراني إلى حافة هاوية الانهيار كما يمكن للقوى العظمى إجبار إيران على وقف برنامجها النووي نهائيا وبشكل كامل".

يخشى نتنياهو من أن يؤدي إزالة حتى لو لبنة واحدة من جدار العقوبات إلى انهيار الجدار بشكل كامل وهو محق في هذا حيث يوجد دول كثير واتحادات احتكارية كبيرة تتوق إلى عودة الأعمال في ومع إيران إلى سابق عهدها وأي تخفيف في العقوبات حتى وان كان مؤقتا ستستغله بعض الدول والشركات للتوغل السريع داخل إيران وأسواقها.

يبدو "أننا حاليا نشهد في جنيف ذروة تحريك العقوبات وان كابوس إسرائيل يتمثل ويتجلى بالإيرانيين الذين صولوا جنيف بهدف واحد فقط وهو تخفيف العقوبات قد يحصلون على مبتغاهم دون أن يقدموا شيئا ودون ان يوافقوا على إخراج منشاتهم النووية من دائرة العمل مرة والى الأبد".

وقد يكون نتنياهو مبالغا في ردة فعله لكن خوفه ليس غير معقول حيث يظهر ممثلو الدول الغربية متلهفين أكثر من اللازم لعقد صفقة مع إيران ويبالغون كثيرا في حرصهم على عدم اهانة النظام الإيراني خاصة إذا أخذنا بالاعتبار بان إيران هي من كان يتوجب عليها التلهف لمثل هذا الاتفاق وهي من تحتاجه وتسعى إليه.

وتساءل المحلل السياسي الأمريكي "إذا لماذا يشتكي نتنياهو من تجاهلهم له؟ هناك سببان لهذه الشكوى وفقا لوجهة نظر المحلل الأمريكي الأول لان اوباما حشره داخل الصندوق فرئيس الوزراء لا يمكنه مهاجمة ايران منفردا في الوقت الذي تنخرط فيه الإدارة الأمريكية بالمفاوضات معها ومع قادتها "نتنياهو" يوجد حاليا فيما يشبه "وقت الراحة" لذلك تم إزاحته جانبا.

أما السبب الثاني فيعود إلى عدم استعداد نتنياهو وقف نمو المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية حتى يمنح الفلسطينيين لفته كبيرة ويدفع عملية السلام إلى الأمام وتسبب هذا الأمر حتى لمن يؤيدون موقفه في الموضوع الإيراني في واشنطن وعواصم أوروبا لوضعه في خانة "عدم الجدي".

كما هو مفهوم لا يوجد علاقة بين البناء الاستيطاني وتطلعات إيران النووية فإيران لا تبحث عن قدرات نووية عسكرية حتى تحقق حل الدولتين ونتنياهو يصر على ادعائه بان الموضعين "الاستيطان والنووي" منفصلان عن بعضهما وهو محق في ذلك لكن في عالم الدبلوماسية الدولية الموضعان مرتبطان بعلاقة لا يمكن فصلها أو الفكاك منها.

إدارة اوباما تصغي بأذان مفتوحة لمطالب نتنياهو المتمثلة بعمل اشد وأكثر فعالية ضد إيران لكنها تأمل في المقابل إصغاء مماثل لما تريده لكن حين تطلب إدارة اوباما من نتنياهو اتخاذ وتنفيذ لفتات من شانها دفع عملية السلام قدما تصدم هذه الإدارة في مرات عديد بجدار من الحجر.

عليكم الإصغاء لاقوال "كيري" التي أدلى بها الخميس الماضي في إسرائيل وسألوا أنفسكم إذا كان المتحدث "كيري" إنسان متلهف للإصغاء لنتنياهو بخصوص الموضوع الإيراني "اذا لم نجد حلول للقضايا العالقة مع الفلسطينيين فان إسرائيل ستكون معزولة أكثر وستتفاقم حملة نزع شرعيتها على المستوى الدولي فإذا لم نحل قضية المستوطنات ومسألة من يسكن هنا او هناك ونوع الحقوق التي يتمتعون بها وإذا لم نضع حدا لتواجد العسكري الإسرائيلي الدائم في الضفة الغربية سيتولد شعورا يتزايد مع الزمن مفاده اذا لم نستطع تحقيق السلام مع القيادة الملتزمة بعدم استخدام العنف ستجدون أنفسكم في نهاية المطاف أمام قيادة ملتزمة بالعنف" قال جون كيري.

وسيدعي "كيري" مثل غالبية القادة المسؤولين بان طبيعة العمل اللازم لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي منفصل عن العمل المطلوب لتحقيق حل الدولتين لكن ومرة أخرى يؤدي رفض نتنياهو المستمر لمتطلبات السلام إلى عزله أكثر وفصله عن بقية العالم في لحظة هو أحوج الناس لدعم العالم.

وأخيرا يدرك نتنياهو إن إيران النووية تشكل خطرا وجوديا للدولة اليهودية ويدرك أيضا بان الفلسطينيين لا يشكلون خطرا وجوديا يهدد الدولة اليهودية وقد اظهر في الفترة الأخيرة إشارات تدل على انه فهم ما سبق لشارون وايهود باراك واهود اولمرت وتسيفي ليفني وقادة سابقون لحزب الليكود ان فهموه ويتمثل بإدراكهم بان استمرار السيطرة الإسرائيلية على الضفة إلى الابد سيؤدي الى نهاية إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية.

واختتم المحلل السياسي مقالته بالقول "هناك أسباب جيدة تدفع نتنياهو إلى وقف الاستيطان واستقطاب العالم إلى صفه وخطورة اللحظة والوضع الحالي احد هذه الأسباب فقط".