وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مشاريع مدرة للدخل لخريجات جامعيات وربات بيوت

نشر بتاريخ: 13/11/2013 ( آخر تحديث: 13/11/2013 الساعة: 23:11 )
رام الله –معا - ما إن إنتهت محاسن محمد، من قرية بدو شمال غرب القدس، الطالبة الجامعية من دراستها الجامعية المتخصصة في التربية من جامعة القدس المفتوحة، حتى التحقت في برنامج تدريبي نفذته المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، ضمن ما يعرف ب" مشروع تقوية النساء بمشاريع صغيرة مدرة للدخل"، بإشراف حنان سعيد منسقة المشروع، وبتدريب من ابتسام بدر الخبيرة المتخصصة في إدارة المشاريع.

فكرة الالتحاق بالتدريب - كما تقول محاسن – كانت بدعم وتشجيع من مفيدة حميدان مديرة المركز النسوي في بدو، حيث تعمل محاسن. وتضيف" توجهت إلي مديرة المركز أم اسماعيل، وعرضت علي تقديم مشروع ل"مفتاح" للحصول منها على دعم يؤمن لي ولزميلات أخريات عيشا كريما، ولا يتعارض ذلك مع تقاليد بلدتنا فيما يتعلق بعمل المرأة، ما لقي تشجيعا ودعما لي من أهلي الذين لم يترددوا في الموافقة، خاصة أن العمل يتم في نطاق البلدة، ولا يتطلب خروجا منها إلى أماكن بعيدة للعمل".

تقدمت أنا وأربع من زميلاتي في البلدة، بمشروع تصنيع غذائي لعمل معجنات، من سبانخ، وبوريكس، وحلويات وتوريدها لطالبيها داخل القرية، بما يوفر دخلا لنا، ويمكن المشاركات فيه اقتصاديا دون أن يتعارض ذلك مع مسؤولياتهن وواجباتهن البيتية، عدا عن أنه يوفر فرصة للمشاركات بالخروج من البيت وكسر الروتين اليومي الذي تعيشه كثير من نسائنا". وتتابع محاسن قائلة" صحيح أنني تلقيت تعليما في الجامعة حتى تخرجت منها. لكن التدريب الذي نفذته "مفتاح" للمجموعة التي تشاركت في مشروع التصنيع الغذائي، وفر لنا مساحة مهمة جدا من المعرفة في كيفية تسويق منتجاتنا، والتعامل مع الزبائن، وحتى وضع الميزانيات بالتفصيل للمشروع، وهو ما لم نكن ملمين به بتاتا. ويمكنني اليوم القول بأنني بفضل هذا التدريب بت وكذلك زميلاتي قادرات على إدارة أي مشروع قد ننفذه مستقبلا ".

لن تكتفي محاسن بتصنيع المعجنات، بل هي تطمح أيضا مع شريكاتها في المشروع إلى زراعة السبانخ مثلا، ومن منتوج الأرض في بدو تصنع المعجنات، وبالتالي يستغنين عن الشراء من السوق، ويعمرن الأرض أيضا.

لذلك، تطمح محاسن إلى الحصول على مزيد من الدعم والمساعدة من "مفتاح"، وبالتحديد في مواكبة المشاريع وتطورها، وتنمية قدرات ومهارات القائمات عليها. "مفتاح مش مخلية حدا إلا بتساعده". تقول محاسن. لكنها تريد المزيد لمنطقتها شمال غرب القدس، حيث توجد نساء كثيرات بحاجة إلى الدعم والمساعدة والتمكين لهن ولأسرهن أيضا.

أما جمالات داود من قرية بيت دقو من قرى شمال غرب القدس، والمجاورة لبدو، فهي ربة بيت، وأم لخمسة أبناء أكبرهم بنت في السابعة عشرة، وأصغرهم سنا في الثامنة.

جمالات أيضا، عضو في الهيئة الادارية لجمعية بيت دقو للتنمية والتطوير، وهي تملك وتدير بقالة صغيرة في القرية، كانت واحدة ممن تقدمن بمشروع تصنيع غذائي تشاركي أيضا إلى "مفتاح" تستفيد منه خمس سيدات من البلدة، هي إحداهن بالطبع.

على الفور، التحقت جمالات بالتدريب الذي نفذته "مفتاح"، إيمانا منها بأن المرء حين يطور عملا ما، فهو بحاجة أولا إلى أن يطور نفسه، وينمي قدراته ومداركه، حتى يصل بعمله إلى غايته من النجاح. لهذا وفر تدريب "مفتاح" معلومات هامة ومفيدة، في إدارة المشاريع، ودراسة الموازنة، وحسن التعامل والتصرف مع الزبائن أو المتعاملين.

مع اعتقادها بأهمية دعم المشاريع الجماعية إلا أن جمالات ترى ضرورة دعم المشاريع الفردية أيضا. تقول " من المهم جدا وجود مشاريع جماعية. ولكن لماذا لا تعطى للأفراد فرصة الحصول على دعم مماثل، خاصة أن هؤلاء اعتادوا التقدم بطلبات للحصول على قروض، وفي غالب هذه المشاريع لا يحققون الربح المطلوب".

تسعى جمالات حاليا مع مجموعة من السيدات والفتيات إلى الحصول على ترخيص لجمعية بيت الكرمة التعاونية، بهدف تقديم المزيد من المشاريع
التي تحتاجها منطقتها، وهي تأمل أن تباشر قريبا مشروعها المقدم إلى "مفتاح".

ابتسام بدر، الخبيرة المتخصصة في إدارة المشاريع، والتي أشرفت على تدريب مجموعة من النساء قوامها خمس عشرة متدربة من ثلاث قرى من قرى شمال غرب القدس هي : قطنة، بدو، وبيت دقو، ذكرت أن التدريب تم على مدار يومين متواصلين، بواقع ست ساعات يوميا، تم خلاله إطلاع المتدربات على موضوعات مثل: التسويق، والجدوى الاقتصادية، ومالية المشروع، وآليات النجاح، وهي اساسيات يتطلبها حصولهن على دعم ومساعدة من "مفتاح" لمشاريعهن اللواتي تقدمن بها، حيث يوجد هناك مشروعين الأول يتعلق بالتصنيع الغذائي، والثاني متصل بتربية الماشية، وبدا واضحا من المشاركات الالمام بما كنا نقدمه لهن، ورغبة كبيرة في الاستفادة مما تلقينه ، وحرصا على إنجاح مشاريعهن. تضيف بدر" أهم شيء في التدريب الذي حرصت مفتاح على تقديمه للمشاركات صاحبات المشاريع، التأكد والتثبت من صحة الأفكار المطروحة للمشاريع، والقدرة على الاستمرارية، وكان مهما لهن معرفة كيفية إدارة المشاريع، بصورة صحيحة، ومواصلة التدريبات وديمومتها بعد ذلك".

أما حنان سعيد، منسقة مشروع تقوية النساء بمشاريع صغيرة مدرة للدخل، فتشير إلى أن هذا المشروع الذي تنفذه "مفتاح"، ممول من الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويهدف إلى تقديم الدعم للنساء في مشاريع صغيرة تساعدهن على تحسن أوضاعهن المادية، وتمكينهن اقتصاديا، والقدرة على القيادة في المجتمع، ما يحفز المستفيدات على تطوير مشاريعهن. تضيف حنان" تتراوح أعمار المشاركات المستفيدات ما بين 38 عاما إلى 50 عاما، تم اختيارهن وفق معيار القدرة على العمل ضمن المشاريع التي احترنها. وبعد التدريب والانتهاء منه، تتواصل معهن "مفتاح"، لنحو عامين تتابع خلالهما عمل المشاريع من الناحيتين المالية والإدارية، ، ثم يتركن بعد ذلك لإدارتها بأنفسهن، وبعد الاطمئنان والتأكد من أنهن بتن قادرات على ذلك، من خلال ما وفرته "مفتاح" لهن من تدريب ومتابعة".

تشير حنان من ناحية أخرى إلى أن استهداف منطقة شمال غرب القدس، وكذلك مناطق الأغوار لم يكن اعتباطيا، فهذه المناطق مهمشة ومهددة، وتعاني من الفقر والأوضاع الاقتصادية المتردية، في حين يعاني سكانها من إجراءات مصادرة الأراضي كما هو الحال في شمال غرب القدس، ومن سياسات الترحيل والطرد، كما هو الحال في مناطق الأغوار، حيث تم توريد احتياجات المشاريع اللازمة إلى هذه المناطق، بنما نحن الآن في مرحلة المتابعة والتدريب المتخصص، وتكثيف التدريبات، بينما نوشك أن نورد قريبا مشاريع واحتياجات شمال غرب القدس، من التصنيع الغذائي، علما بأن إجمالي المستفيدات من هذه المشاريع في كلتا المنطقتين يصل إلى 67 مستفيدة.