وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إسرائيل تعد "استقبال ملوكي" للرئيس الفرنسي على خلفية موقفه من إيران

نشر بتاريخ: 16/11/2013 ( آخر تحديث: 17/11/2013 الساعة: 07:27 )
القدس - تقرير خاص معا - تعد الحكومة الإسرائيلية "استقبال ملوكي" للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، على خلفية الموقف الفرنسي من قضية المفاوضات مع إيران، في ظل تقديرات روسية وأمريكية بأن الأسبوع القريب سيكون "مصيريا" في كل ما يتعلق في مستقبل البرنامج النووي الإيراني.

ويصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يوم الأحد إلى إسرائيل في زيارة رسمية مع زوجته فاليري تريرفليي وعدد من أعضاء مجلس الوزراء الفرنسي، في زيارته الأولى إلى إسرائيل.

وسيجري استقبال الرئيس الفرنسي في مراسم رسمية تقام في مطار "بن غوريون" الدولي في اللد ثم يتوجه إلى مقر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس في القدس، حيث يقام على شرفه حفل استقبال آخر تتبعه زيارة لمقبرة "عظماء إسرائيل" على "جبل هرتصل" ولمؤسسة "ياد فشيم" المعنية بتخليد ذكرى المحرقة النازية.

وسيلتقي الرئيس الفرنسي مساء الأحد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ثم يُعقد مؤتمر صحفي مشترك يتخلله توقيع عدة اتفاقات للتعاون الثنائي. وسيقيم نتنياهو فيما بعد مأدبة عشاء في منزله الرسمي على شرف الرئيس الفرنسي وعقيلته.

أما صبيحة الاثنين فسيقوم الرئيس الفرنسي بزيارة كنيسة القديسة آن في البلدة القديمة في القدس ثم يتوجه إلى فلسطين لزيارة رسمية يجتمع خلالها مع الرئيس محمود عباس. ولدى عودته إلى إسرائيل يلقي الرئيس الفرنسي عصر الاثنين خطابا أمام الكنيست الذي يعقد جلسة خاصة على شرفه. ثم يحضر الرئيس الفرنسي وعقيلته مأدبة عشاء رسمية تقام على شرفه في مقرّ الرئيس الإسرائيلي بمشاركة نتنياهو وعقيلته، ساره نتنياهو.

وسيتخلل برنامج هولاند يوم الثلاثاء حضور منتدى اقتصادي يشمل معرضا يقام خصيصا على شرفه حول الابتكارات العلمية في إسرائيل. وسيلتقي الرئيس الفرنسي فيما بعد في حرم جامعة تل أبيب أعضاء من الجالية اليهودية الفرنسية في إسرائيل قبل مغادرته.

ومن المتوقع أن يوقع نتنياهو مع الرئيس الفرنسي خلال الزيارة تصريحا مشتركا يؤكد استمرار تنمية العلاقات بين إسرائيل وفرنسا والتصميم على تعميقها في مختلف المجالات ذات الأهمية الإستراتيجية فضلاً عن تعزيز الروابط الاقتصادية والعلمية والتعليمية والثقافية بين البلديْن.

وقال نتنياهو إن "الرئيس الفرنسي هو صديق حميم لدولة إسرائيل"، مضيفا أنه "ينتظر فرصة استضافته وخليلته في البلاد خاصة في هذه الفترة حيث تبحث الدول العظمى ومنها فرنسا الطرق الكفيلة بوقف البرنامج النووي العسكري لإيران". كما أبدى رئيس الوزراء سروره لاستضافة عدد من وزراء الحكومة الفرنسية ومنهم وزير الخارجية لوران فابيوس "المطلع على المحادثات التي تخوضها الدول العظمى حاليا مع إيران".

"أوباما غاضب على إسرائيل"
وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي إنّ "إسرائيل ماضية قدما ضد برنامج إيران النووي، حتى لو كلفها ذلك تدهور العلاقات مع حليفتها الكبري - الولايات المتحدة"، واصفا التدهور في العلاقات أبان تحركات نتنياهو ودعمه لميت رومني للرئاسة ضد باراك أوباما في الانتخابات الأمريكية الأخيرة بأنه "لعبة أطفال" بالنسبة للوضع اليوم. وقد استشاط كبار المسؤولين في واشنطن غضبا من الدبلوماسية الإسرائيلية التي تحولت إلى تدخل سافر في الشؤون الداخلية الأمريكية، حيث يسعى السفير الإسرائيلي في واشنطن المقرب إلى نتنياهو، رون درمر، جاهدا لدى أعضاء الكونغرس الجمهوريين من أجل تشديد العقوبات على إيران - بالرغم من مطالبة أوباما بعدم تشديدها في هذا الأسبوع بالذات حيث هناك بوادر "حسنة" للتوصل إلى اتفاقية مع طهران.

خطوط عريضة للاتفاقية
وحسب المعلومات التي وصلت إسرائيل، فأنه وفقا للاتفاقية المزمع التوقيع عليها ستقوم الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتنازل عن انتاجها للبلوتونيوم الذي يوصلها إلى "قنبلة نووية"، وكل ما يخص تخصيب اليورانيوم حيث سيتم تقليص التخصيب بنسبة 3.5 بالمائة، ووقف توسيع معامل التخصيب وفي وقت لاحق تحويل اليورانيوم المخصّب لدرجة 20 بالمائة إلى وقود نووي للاحتياجات المدنيّة. ومقابل ذلك سيتم تخفيف العقوبات المفروضة على إيران في مجال التجارة وحسابات مصرفية في العالم - ولكن ليس في مجال النفط والمعاملات بين البنوك.

وكان أوباما أعلم الكونغرس الأمريكي أنه ليس بنيته التنازل عن جميع العقوبات المفروضة على إيران، بل تخفيفها وذلك لمدة نصف عام حتى يتسنى معرفة فيما إذا كانت إيران ماضية قدما نحو وقف ما أسماه "برنامجها النووي العسكري"، الذي تنكره طهران.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مرة أخرى أنّ بلاده لن تتنازل عن برنامجها النووي السلمي.