وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قريع: السياحة في القدس تعد صلة وصل واتصال مع العالم

نشر بتاريخ: 19/11/2013 ( آخر تحديث: 19/11/2013 الساعة: 18:06 )
رام الله - معا - دعا عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون القدس احمد قريع "ابو علاء" الى ضرورة البدء بحملة سياسية ودبلوماسية منسقة مع الدول العربية والاسلامية، للحيلولة دون اسرائيل ومخططاتها المجنونة ، التي من شأنها ان تنقل الصراع الى صراع ديني لا نهاية له.

واضاف قريع خلال افتتاحه ندوة عقدتها دائرة شؤون القدس بعنوان "السياحة في القدس" اليوم، في ابو ديس،بحضور وكيل وزارة السياحة د.حمدان طه ووكيل وزارة شؤون القدس سلوى هديب والمطران عطا الله حنا وغفير من الحضور من ممثلي القطاعات الحكومية والخاصة وقطاعات السياحة والفنادق والمتخصصين بالشؤون السياحية في القدس والمهتمين.

اضاف انها لمناسبة طيبة ان نلتقي نحن المهمومين بهم القدس، المنشغلين بحمايتها وضمان مستقبلها الفلسطيني وبقضاياها اليومية الساخنة، المكرسين طاقاتهم وجهودهم لمواجهة الاحتلال وسياسات التهويد والاسرلة التي يمارسها يومياً في مدينتنا المقدسة، ومعالجة مشاكل المواطنين المقدسيين، بما في ذلك اوضاع السياحة في القدس بكل شموليتها، مقدسات دينية، اماكن اثرية، صناعات تراثية، ادلاّء ومرشدين، خدمات فندقية، وآثار اقتصادية، وغير ذلك مما يواجه القطاع السياحي الذي يشكل بقاؤه ونموه جزءاً لا يتجزء من صمود القدس ذاتها.

واشار ابو علاء الى إن أم المشاكل التي تعاني منها القدس على كل صعيد، هو الاحتلال الاسرائيلي نفسه، الذي يفرض نفسه علينا وعلى مدينة القدس بالقوة العسكرية القاهرة، وبسياسات الاستيطان والتوسع، وبالاجراءات اليومية التعسفية، وبالخطط والبرامج الهادفة الى تغيير واقع القدس الجغرافي والديموغرافي، واستبدال هويتها العربية الاسلامية، جرياً وراء وهم جعل القدس كلها عاصمة اسرائيل الموحدة.

مؤكدا،على ان السياحة أصبحت اليوم بكل مرافقها ومكوناتها، بمثابة صناعة كاملة ومزدهرة لدى الكثير من الدول والمجتمعات المتقدمة، فهي ذات كثافة رأسمالية كبيرة، ومنتجات متنوعة وخدمات تستوعب عمالة مهنية واسعة، فوق انها اكثر فروع الاقتصاد نمواً، الامر الذي جعل هذا القطاع المدرّ للعملات الاجنبية، محل اهتمام الحكومات في كل مكان، وموضع عناية فائقة لدى مجتمعات رجال المال والاعمال.

واوضح قريع في كلمته إن السياحة في فلسطين اكثر اهمية ، ليس باعتبارها مصدراً مهماً للدخل فقط، وموضعاً للتشغيل والاستيعاب فحسب، وانما كونها صلة وصل واتصال مع العالم، يمكن لنا من خلال حُسن تقديمها، وتكثيف منتجاتها، إبراز صورة شعبنا الحضارية والثقافية، وتقديمها بصورة تدعم التضامن معه، لأن القدس المدينة التاريخية المقدسة هي اكثر المدن والاماكن جذباً للسياح، واعظم المواقع اهمية في بلادنا على الاطلاق، الامر الذي يبرز على نحو واضح، ضرورة ايلاء قطاع السياحة في هذه المدينة جهداً مضاعفاً.

مضيفا ان القدس هي المركز الحضري الفلسطيني الاعرق، وجسر الوصل الاهم بين أطراف هذا الوطن ومع محيطنا الاقليمي والدولي، وهي عاصمته الثقافية الاولى، ومركزه التجاري الاهم، ففي القدس يحضر التاريخ باذخاً، وتسمو المقدسات بجلالها، ويروي كل حجر وقبّة ورواق حكاية من سيرة هذه المدينة العربية الاسلامية الخالدة خلود الدهر. وهنا في القدس اول المدارس والاسواق ومعاهد العلم والتربية، وهنا الاسوار والمآذن والآثار
التاريخية والتراثية، وهنا الصناعات اليدوية. وبكلام آخر هنا السياحة الواعدة،

محذرا من المخطط الصهيوني الخطير الجاري الآن في محيط المسجد الاقصى، وما يتضمنه هذا المخطط الجهنمي من خطوات استفزازية متتالية، تجري في وضح النهار، لتقسيم المسجد الاقصى والهيمنة عليه على نحو ما جرى في الحرم الابراهيمي في الخليل. ويزيد من هذا الخطر المحدق بأولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ، انه في ذروة انشغال العالمين: العربي والاسلامي، بقضاياهم الداخلية المتفجرة، يتم الاعلان عن مجموعة من المشاريع الاسرائيلية الاستيطانية الكبرى داخل القدس وحولها وفي محيط المسجد الاقصى خاصة، حيث شرع الاحتلال الاسرائيلي في تنفيذ الكثير منها كبناء الكنس والحدائق التوراتية، ثم اخذ يسابق نفسه بنفسه لاتمام معظمها في هذه الآونة العربية الفلسطينية المحزنة.

وقدم د.حمدان طه كلمة بالانابة عن وزيرة السياحة رولا معايعة اكد فيها على ان القدس غنية بترتثها الثقافي والفكري والحضاري والتاريخي والديني رغم تحديات الاحتلال الاسرائيلي واجرائاته الرامية الى طمس هذه المعالم والتي استهدفت بشكل خاص القطاع السياحي الا انه لازال صامدا حيث تقوم سلطات الاحتلال جاهدة وبشكل يومي بالبحث والتنقيبات عن تاريخ يهودي مزعوم في محاولة منها لبسط السيطرة على معالم وحضارة القدس وعلى الموارد السياحية واستغلالها بشكل مباشر

وفي كلمتها نيابة عن وزير شؤون القدس تحدثت السيدة سلوى هديب وكيل وزارة شؤون القدس في كلمتها عن ضرورة التزام الحكومة بالوضع السياحي في القدس عبر تشكيل لجان مناهضة للوفود السياحية اليهودية في المدينة وفضح الاكاذيب في تزوير التاريخ والجغرافيا في هذه المدينة لسرقة الحضارة الفلسطينية منها وتعزيز السياحةالوافدة والجاذبة من دول العالم الى القدس حتى ان لا نعتبر القدس عاصمة دينية سياحية فقط بل عاصمة سياحية اثرية وحضارية تمتاز بمناخ جميل ومناظر خلابة

واكد سيادة المطران عطا الله حنا في كلمته على ضرورة تحمل مسؤولياتنا و واجبنا كفلسطينين ان نحمي قطاع السياحي بالقدس لما له من اهمية حضارية تعكس الوجه الثقافي لنا خاصة وان اسرائيل تقوم باجراءات عنصرية تتمثل في بث معلومات مغلوطة للحجيج والسياح تسيء للقدس وعروبتها وتظهرها كأنها يهودية وعاصمة روحية لها مشيرا انه لا يجوز ان نترك الساحة مفتوحة للاسرائيليين بل يجب ان يكون لنا صوت ورسالة
مضيفا "عندما سمعنا ان هناك اقتحامات وانتهاكات بحق المسجد الاقصى ذهبنا للوقوف جنبا الى اخواننا المسلمين ضد هذه الانتهاكات لان الاعتداء على المسجد الاقصى ليس اعتداء فقط على المسلمين بل على الامة العربية والاسلامية وعلى المسيحيين ايضا،كذلك عندما يتم الاعتداء على كنسية من قبل الاحتلال الاسرائيلي كنا نشهد وقفة اخواننا المسلمين معنا لانها قضية واحد في وجه العدو
داعيا ابناء الشعب الفلسطيني بضرورة الوعي لاهمية هذغ الاماكن المقدسة والدينية والتاريخية

وتحدث د.ابراهيم بظاظو في دراسة غنية وهامة له عبر فيديو كونفرنس حول مقومات صناعة السياحة في مدينة القدس معتبرا ان وجود الآثار والمعالم المسيحية في القدس جنباً الى جنب مع المعالم والآثار الإسلامية ذا دلالة مهمة وكبيرة على مدى التسامح الإسلامي ونبذ الطائفية، الأمر الذي أدى الى تمكين الطائفة المسيحية في القدس من ممارسة طقوسها وشعائرها الدينية،وبقيت المواقع السياحية المسيحية في مدينة القدس ماثلة للعيان حتى وقتنا الراهن مضيفا ان ، مدينة القدس تزخر بالآثار والمعالم الإسلامية التي تعكس هويتها العربية الإسلامية،وتشير الدراسات الى أن في القدس القديمة أكثر من مئتي أثر ومعلم إسلامي في المقدمة منها الحرم القدسي الشريف،وكذلك سور القدس الشامخ ،وتمثل تلك الآثار والمعالم جزءاً من تاريخ الأمة وحضارتها الماثلة للعيان، كما تؤكد في الوقت نفسه أهمية القدس في حياة العرب والمسلمين حيث تربطهم بها روابط عقائدية وثقافية.

وفي كلمته عرض د.ابراهيم جاد الله في ورقته عن التخطيط السياحي ودوره في التنمية السياحية اذ يعرف التخطيط السياحي بأنه رسم صورة تقديرية مستقبلية للنشاط السياحي في فترة زمنية محددة. ويقتضي ذلك حصر الموارد السياحية من أجل تحديد أهداف الخطة السياحية وتحقيق تنمية سياحية سريعة ومنتظمة من خلال إعداد وتنفيذ برنامج متناسق يتصف بشمول فروع النشاط السياحي والمناطق السياحية. مشيرا الى ان التخطيط السياحي يلعب دوراً بالغ الأهمية في تطوير النشاط السياحي، وذلك لكونه منهجاً علمياً لتنظيم وإدارة النشاط السياحي بجميع عناصره وأنماطه، فهو يوفر إطار عمل مشترك لاتخاذ القرارات في إدارة الموارد السياحية ويزود الجهات المسؤولة بالأساليب والاتجاهات التي يجب أن تسلكها، مما يسهل عملها ويوفر كثيراً من الجهد الضائع و يساعد على توحيد جهود جميع الوحدات المسؤولة عن تنمية القطاع السياحي وتنسيق عملها


وتحدث د.عزام ابو السعود في كلمته حول اقتصاديات السياحة في القدس مشيرا أن أنسب شكل قانوني للنهوض بالسياحة في القدس هو انشاء عدد من الشركات المساهمة العامة، يدعى للمساهمة فيها المواطنون المقدسيون ، وتتوجه الى صغار المدخرين الفلسطينيين، وليس التوجه الى كبار اصحاب رأس المال فقط، ويكون هناك تحديد لحد اقصى في تملك اسهم التأسيس قدره عشرة آلاف سهم ( قيمة السهم دينار اردني واحد) وتسعى كل شركة الى اقامة مشروع سياحي ، او منتج سياحي واحد، يتم تاسيسها في آن واحد ، يتم ذلك بالاسلوب الذي احدث تطورا اقتصاديا في القدس في اعوام الخمسينات وأوائل الستينات من القرن المنصرم، والذي قاده المرحوم روحي الخطيب، أمين القدس في ذلك الوقت حين أسس شركة الكهرباء وشركة الفنادق العربية وشركة سينما القدس وشركة التسليف وشركة الانتاج ، فهذا الأسلوب أثبت نجاعته بطريقة افضل من الشركات القابضة التي تسعى للسيطرة ولكنها لا تستقطب المدخرات الصغيرة لآلاف المقدسيين العاديين


وفي كلمته تحدث السيد عيسى دحدل عن اوضاع الفنادق في القدس وتأثر الفنادق جراء اجراءات الاحتلال وقد عرض احصائيات تثبت ان قطاع الفندقي في القدسيعد افضل الاشستثمارات متطرقا الى فندق سان جروج كمثال على ذلك،مؤكدا على اهمية التعليم الفندقي وتأهيل كوادر في قطاعات السياحية والفندقية

وتحدث مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات في جمعية الدراسات العربية، خليل التفكجي عن اثر الطرق الالتفافية والاستيطان على السياحة بالقدس،موضحا إن مصادرة الارض وإقامة المستعمرات الاسرائيلية وإسكانها بالمستوطنين يحتاج الى إقامة شوارع عريضة لها مجموعة من الاهداف ،مصادرة الارض ، وربط المستعمرات ، وعزل القرى الفلسطينية، وهو ما يحدث في المدينة فإن ما يزيد عن 6% من مساحة القدس الشرقية تم مصادرتها لإقامة شوارع عريضة وأنفاق وجسور لربط المستعمرات وجعل السكن بالمستعمرات مريحاً وقابلاً للحياة، وجاذباً للمستوطنين الجدد الوافدين من شتى أنحاء العالم ، كذلك ربط المدينة مع المدن الساحلية والمستعمرات التي تقع خارج حدود البلدية ، فكان مشروع الطوق الشرقي المكون من جسور وأنفاق لربط المستعمرات داخل حدود البلدية مع خارجها، والشوارع الالتفافية حول المدينة لتقطيع أواصل القرى العربية وإحاطتها بالشوارع مثل (بيت صفافا، شعفاط) أو عزل القرى كما هو حاصل لقرى (صور باهر، إم طوبا) . أما الشوارع خارج حدود البلدية فإن لها أهداف أخرى كما هو حادث لشارع (نسيج الحياه) الذي يهدف إلى ربط القرى العربية الجنوبية مع الشمالية (من الضفة الغربية) متجاوزاً المستعمرات التي أصبحت مستقلة بشوارعها وحياتها ونموها

وتحدث السيد جمال جمعة في كلمته عن جدار الفصل العنصري والاستيطان السياحي موضحا ان المخطط ألتهويدي في القدس يعتمد بشكل كبير على إيجاد سبل أو وسائل أو طرق تشجع المستوطنين للقدوم والاستيطان في المدينة والبقاء فيها. ففي السنوات السابقة وخلال السنوات 1980-2005 غادرها 311 ألف يهودي، في حين استوطن فيها 208 آلاف يهودي. وفي السنوات 2000-2003 غادر القدس 63 ألفاً من اليهود، واستوطن فيها 37 ألفاً.

وخلص جمعة كلمته في عرض احصائيات توضح ان الاحتلال وبلدية القدس عام 1996 شكل هذا السياحة إلى المدينة 20% من دخل السياحة في العام نفسه. بينما كان عدد السياح الأجانب في تلك السنة 2.76 مليون سائح ويقابلهم 3.16 مليون سائح إسرائيلي (أي سياحة داخلية) زاروا القدس.

وفي كلمته تحدث د.عبد القادر حماد عبر الفيديو كونفرنس عن الاماكانات البشرية للسياحة المستدامة بمدينة القدس والتي تلعب دورا رئيسياً في السياحة المستدامة إلى جانب الإمكانات والعناصر الطبيعية، حيث أنها تساهم في تطور الحركة السياحية، وتشجع على ازدهار النشاط السياحي الذي يعد احد ركائز التنمية المستدامة، وعلى اعتبار أن القدس الشريف تمثل مركزا سياحيا دينيا رئيسياً للمسلمين والمسيحيين على السواء، ومن أهم المراكز السياحية في العالم، نظراً لما تتمتع به من مكانة دينية وتاريخية قديمة قدم التاريخ، فضلاً عن كونها تجمع بين الوظيفتين الدينية والسياسية

تلى كلمة د.ناصر ابو عون حول معوقات التنمية السياحية في القدس ، والتي قسمت إلى معوقات أمنية وسياسية، والمعوقات المالية وا?قتصادية والمعوقات البيئية، إضافة إلى المعوقات الخاصة بانخفاض مستوى الخدمات المساعدة للسياحة ، الخاصة بالتخطيط السياحي وتوصل في دراسته لهذا الجانب إلى أن الظروف السياسية التي مرت بها ا?راضي الفلسطينية بصورة عامة، شكلت عائقًا رئيسًا أمام تطور صناعة السياحة، على الرغم من ا?همية الكبيرة التي تتمتع بها ا?راضي المقدسة على صعيد الحركة السياحية إضافة إلى عوائق أخرى، مثل، قصور القوانين المنظمة لصناعة السياحة في ا?راضي الفلسطينية، والذي يعد من أهم المعوقات التنظيمية وا?دارية التي تحد من تطور صناعة السياحة
وأوصت الدراسة بوضع استراتيجية شاملة لتسويق فلسطين في مختلف أنحاء العالم، مع التركز على الجانب ا?ع?مي، وتطوير الخدمات السياحية والعمل على رفع مستواها مع تشجيع ا?ستثمار في القطاع السياحي من خ?ل تخفيض الضرائب وتشجيع المستثمرين.

وقد تحدث أ.وائل السعدي عن تأثير الضرائب والرسوم القيمة المضافة على السياحة والمراكز السياحية في القدس

وتحدثت عبير زياد في كلمتها حول الاساليب الاسرائيلية في تشويه المعالم السياحية قائلة "ان السياحة والاثار احد اعمدة الدولة الاسرائيلية من الناحية الاقتصادية لكن الاهم من ناحية تفسير الوجود وحقهم بإقامة دولتهم الصهيوني والتي قامت على اساسها احقيتهم بهذه الارض من البعد التاريخي.

وللحفاظ على هذه الأسطورة في انهم اصحاب الحق وان فلسطين ارض الوعد وفي سعيهم للحشد اكبر عدد من المؤيدين استخدمت اسرائيل عدة وسائل للتحوير المكتشفات الاثرية والاثرية امام الزائرين والدارسين للتناسب والروايات التوراتية في فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص ومن هذه الوسائل التي تم استخدامها الحفريات الاثرية التوراتية وتفسير اللقى الاثرية ومسميات العصور و المتاحف و المرشدين السياحين.