رباط الكرد على طريق التهويد "للمبكى الصغير"

القدس- تقرير معا - منذ مئات السنين كان للخان والحوش والرباط أهمية كبيرة في مدينة القدس حيث يعتبر بمكانة الفندق أو دار الضيافة التي يؤمها آلاف الزائرين والمعتكفين على دار العام، كما أن لها أهمية تاريخية لارتباطها بقادة وحقب زمنية بعيدة.

ويوجد في البلدة القديمة من القدس 7 أربطة تاريخية ومنها رباط المنصوري، والمغاربة، وعلاء الدين البصيري،، ومن أهم تلك الأربطة؛ رباط الكرد وما
يعرف أيضاً بحوش الشهابي.. ليس بسبب قربه للأقصى وقبة الصخرة فحسب، بل لأنه يتعرض لاعتداءات الأطماع الاستيطانية ومؤسسات الاحتلال بحيث يتم تحريف التاريخ والتسمية الى المبكى الصغير على حد زعمهم.
|251038|
ويوضح الشيخ ناجح بكيرات مدير المسجد الأقصى المبارك أن رباط الكرد يقع بين الحائط الغربي للاقصى والمدرسة الجوهرية، في المنطقة الغربية عند باب الحديد، وقد بني فترة صلاح الدين الأيوبي ورمم فترة المماليك والعثمانيين واضيف عليه بعض البناء، وهو بناء اسلامي هدفه المرابطة على أبواب المسجد الأقصى المبارك، حيث كانت تأتي العائلات اليه من كافة الأماكن وترابط وتقيم فيه لفترات طويلة، وقد أوقفه القائد المملوكي المقر السيفي كرد صاحب الديار المصرية في سنة 693هـ/1293-1294م في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فنسب له الرباط وصار يعرف برباط الكرد.

أما سبب تسميته بحوش الشهابي يوضح الشيخ بكيرات:" أصبح يعرف "بحوش شهابي" بعد أن تولى آل شهابي الولاية على الرباط منذ عام 1817 م حتى عام 1983، حيث نقلت الولاية للوقف الاسلامي.

ويقول:" يعتبر رباط الكرد (حوش الشهابي) أقرب بناء اسلامي الى قبة الصخرة ولا يبعد عنها سوى 300 مترا هوئيا وهو من المباني المرتفعة..اتخذه اليهود الاصلاحيين مكان للصلاة فيه منذ عام 1969، وحاولوا السيطرة عليه، وفي عام 1971 شهد بعض الانهيارات بسبب حفر الانفاق أسفله وقامت بلدية الاحتلال بوضع دعامات لحمايته، وفي عام 2012 تم فكها لتوسعة المكان في محاولة لخلق أمر جديد في الرباط، باعتبار البلدية و"وزارة الأديان" وما يسمى تطوير القدس هي المسؤولة عن الترميم، وتجري في هذه الايام العديد من أعمال الحفر والتبليط والترميم في محاولة اسرائيلية لتحويله الى مكان شبيه بحائط البراق (لاعتقادهم بوجود حجارة من الهيكل فيها)، لتأتي اليه الجماعات اليهودية خلال الاعياد وباقي ايام السنة.
اعتداء اسرائيلي على التاريخ والمكان..
|251037|
ويعمل موظفو سلطة الآثار الاسرائيلية يوميا -منذ حوالي اسبوع- على قدم وساق في حوش الشهابي في اعمل الحفر والترميم والتنظيف بين حجارته، رغم رفض وإعتراض الحكومة الأردنية والأوقاف الاسلامية.

وبحراسة من شرطة الاحتلال يقوم العمال بنصب سقالة خشبية مرتفعة، ويدعون أنهم يقومون بأعمال كحله في الجدار، وقد تبين من خلال عملهم قيامهم بإزالة حجارة صغيرة من الجدار، وحفر وتخريب الحجارة ومن ثم مصادرتها، كما يشهد حوش شهابي تواجدا يوميا للمتطرفين الذين يسمونه " الكوتل الصغير" حيث يقومون خلال زيارتهم بأداء شعائرهم الدينية.

ونفت دائرة الأوقاف الاسلامية ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بأن يكون "رباط الكرد" مكاناً مقدساً لليهود أو ان يسمى " بالكوتل الصغير "، لأنه عقار وقفي تسكنه عائلة شهابي، ولا حق لليهود فيه، وتشرف عليه الدائرة، وهي المسؤولة عن ترميمه بالكامل.

عائلة الشهابي.. لنا تاريخ في المكان بأي تدخل أجنبي

من جهته قال خضر شهابي أن أعمال الحفر تعتبر تمادياً على حق الأوقاف والعائلة فيه، بحجة أن الحجارة تسقط من أعلى الجدار.

وأضاف :"قام موظفو سلطة الآثار الاسرائيلية في اليوم الأول بتجميع الأوراق التي يضعها اليهود بين حجارة الجدار الغربي في حوش شهابي، ثم
شرعوا بتكحيل جزئي للجدار وبعدها قاموا بنزع البلاط الذي قاموا بتبليطه تحت القنطرة مكان الدعامات الحديدية، ووضعوا مكانه بلاط سلطاني قديم " شبيه بالبلاط الأصلي".
|251035|
وأشار الشهابي أن سلطة الآثار الاسرائيلية قامت بإزالة الدعامات الحديدية بتاريخ 9-1-2011 لتوسعته، وأن عمال سلطة الطبيعة قاموا بتبليط مدخل الحوش مما تسبب بإرتفاع الأرضية، فيضطر السكان الى خفض رؤوسهم أثناء الدخول أو الخروج.

وقال :"قام موظفو سلطة الآثار بتقديم طلب لبلدية القدس لمد خطي كهرباء ومياه في الحوش، وقد رفعت العائلة كتباً رسمية لبلدية القدس وسلطة الآثار تؤكد فيه أن ليس لها علاقة بما يتم من أعمال بالمكان بل سلطة الطبيعة، وقد توجهت العائلة اليها الا أنها أجابت :"نحن نعطي أذونات ولا ننتظر إذناً من أي جهة".

وأضاف الشهابي :"توجهت عائلة الشهابي لدائرة الأوقاف للتدخل من اجل وقف أعمال الترميم، مؤكداً أن لدى العائلة كافة الاثباتات والوثائق والحجج التي تؤكد ملكية وقف عائلة شهابي للرباط (الحوش)".

وقال :"نحن عائلة مقدسية لنا تاريخ ولا نسمح بأي تدخل أجنبي بحوش شهابي، وهذا إعتداء صارخ على وقف ذري تابع للأوقاف الاسلامية".
ودعا كافة مؤسسات القدس بالوقوف مع عائلة شهابي للدفاع عن الحوش، والوقوف مع الأوقاف الاسلامية في أداء واجبها الوطني والقانوني والديني في الدفاع عن هذا الوقف الذري التاريخي.
|251033|
الناطق الرسمي بأسم الحكومة الأردنية

ورسمياً أكدت الحكومة الأردنية في بيان لها صدر مؤخرا رفضها وبشكل قاطع الاجراءات والأعمال التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد جزء من الجدار الغربي للمسجد الأقصى والمحاذي لرباط الكرد الوقفي الاسلامي، في تصريح صحفي للناطق الرسمي للحكومة الأردنية.

وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي بأسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني أن ترميم هذا الجدار وأرضية حوش الشهابي رباط الكرد الوقفي الاسلامي هو من مسؤولية دائرة الأوقاف الاسلامية وليس من مسؤولية سلطات الاحتلال التي تمنع الأوقاف من عمل الترميمات اللازمة.

وطالب المومني المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وهيئة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية بضرورة التدخل لمنع سلطات الاحتلال من الاستمرار في الاعتداء على الممتلكات الوقفية الاسلامية والمسيحية في القدس.
|251032|
وأضاف المومني ان هذه الأعمال تعد إنتهاكا لحرمة الأقصى وإنتهاكا لمعاهدة السلام الأردنية الاسرائيلية وخرقا للمواثيق والمعاهدات الدولية كون مدينة القدس أرض محتلة حسب القانون الدولي ومدرجة على لائحة التراث العالمي بطلب من الأردن عام 1981 وعلى لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر عام 1982، ولا يجوز للسلطة المحتلة القيام بتغيير الأمر الواقع في المكان، مشدداً على أن الجدار الغربي للمسجد الأقصى هو جزء من
المسجد الأقصى نفسه، وأن المساس به يعتبر مساسا بعقيدة المسلمين في العالم أجمع.
|251031||251036|