وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تأهل الجزائر أخرج الجميع من بيوتهم

نشر بتاريخ: 20/11/2013 ( آخر تحديث: 21/11/2013 الساعة: 12:56 )
الجزائر - معا - عاشت الجزائر، أمس، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، على أجواء تأهل محاربي الصحراء إلى مونديال البرازيل لرابع مرة في تاريخهم،، فمع إطلاق الحكم صافرة النهاية، أطلق الجزائريون منبهات سياراتهم المزينة بالأعلام، قاطعين صمت الشوارع التي دامت طيلة وقت المباراة.

ففي مشاهد أعادت للأذهان فرحة الفوز في مباراة أم درمان، خرج الجزائريون شيوخا وعجائز، كبارا وصغارا، نساء ورجالا، في مواكب أفراح رقصوا فيها وغنوا حتى الصباح. ورغم الجو البارد والممطر إلا أنهم قضوا ليلة بيضاء ستظل عالقة في كل الأذهان.

"الفيميجان” والزرنة و"الديسك جوكي” حتى الصباح بالعاصمة
ففي العاصمة، تابع الآلاف من المناصرين المباراة بساحة البريد المركزي، حيث صنع الأنصار هناك أجواء حماسية مشابهة لتلك التي كانت في الملعب، وعاشوا لحظات عصيبة خاصة خلال الشوط الأول قبل أن يحررهم صخرة الدفاع مجيد بو?رة بهدف أشعل السماء بـ"الفيميجان” والألعاب النارية.
وواصل الأنصار صنع لوحات فنية تحت الأمطار حيث صدح صوت “وان تو ثري فيفا لالجيري”، وكان يسمع كما قال أحدهم من مدينة مارسيليا الفرنسية.
|251302|
واستمر اللعب على الأعصاب إلى غاية الدقائق الأخيرة، قبل أن تؤذن صفارة الحكم السينغالي بالفوز، وتعطي إشارة ببد الأفراح والليالي الملاح.
وقد تحولت ساحة البريد المركزي وساحة أودان وأول ماي إلى ميدان أحمر بفعل ضوء “الفيميجان” والألعاب النارية التي حولت ليل العاصمة إلى نهار، ليهب بعدها الجميع في مواكب وأفواج يجوبون الشوارع الرئيسية وسط أبواق السيارات والفوفوزيلا.

ودقائق بعد صافرة الحكم، غزت شوارع العاصمة آلاف العائلات التي لم يمنعها الجو البارد من الخروج، وصدع صوت زغاريد النسوة حتى وصل عنان السماء، بينما لم تتوقف حناجر الشباب عن “وان تو ثري فيفا لالجيري”، وتحولت كل زاوية إلى قاعة أفراح من الزرنة والساكسو والديسك جوكي الذي جاد بأفضل
الأغاني المخلدة للفريق الوطني.

وما ميز العاصمة ليلة أمس أنها شهدت توافد آلاف الأنصار من مختلف الولايات، خاصة ممن لم يسعفهم الحظ في اقتناء تذكرة بالبليدة، وفضلوا البقاء في العاصمة ومشاركة أبناء وطنهم الاحتفال بالإنجاز الأسطوري والتأهل مرتين متتاليتين للمونديال.
ولم تسع الفرحة الجزائريين فقط بل امتدت إلى الجاليات العربية المقيمة في العاصمة، حيث خرج العديد من الصينيين ممن يشتغلون في قطاع البناء بالإضافة إلى السوريين والصحراويين، رافعين بدورهم الراية الوطنية.

برج بوعريريج تقضي ليلة بيضاء
وفي برج بوعريريج، عاش المناصرون أمس، بكل بلديات الولاية، ليلة بيضاء احتفالا بالتأهل. فمباشرة بعد إعلان الحكم السينغالي نهاية المباراة، خرج السكان إلى الشوارع وأقاموا الأفراح وتعالت الهتافات والزغاريد ومنبّهات السيارات والأغاني التي تمجّد المنتخب الوطني، للتعبير عن فرحتهم بالإنجاز الذي صنعه أشبال حاليلوزيتش، حيث عرفت أغلب شوارع البرج أجواء بهيجة لم تشهدها من قبل، بعد أن اكتظت بالمواطنين والسيارات والشاحنات وحتى الدراجات النارية، وتزيّنت الأحياء بالألوان الوطنية والألعاب النارية، بداية من حي الشهداء “الفيبور” الذي علق سكّانه وأنصار “الخضر” راية عملاقة للعلم الوطني، إلى أحياء “لا?ـراف” والجبّاس ودالاس وكل أحياء المدينة التي عاشت ليلة بيضاء بعد التأهل الرسمي للفريق الوطني إلى نهائيات كأس العالم 2014.
|251303|
التبسيون ينفجرون فرحا إلى ساعات الفجر الأولى
أما في تبسة وقبل صافرة النهاية بنحو ثوان قليلة، انطلقت أهازيج الشباب والأطفال بكل شوارعها من لارمونط إلى الزاوية ووسط المدينة، إلى غاية الساعات الأولى من الفجر، واحتفل الجميع، وحتى الأسلاك الأمنية من الدرك والشرطة تواجدوا وسط الشعب، وعبروا عن فرحتهم وكان القاسم المشترك هو حب الألوان الوطنية وتمثيل الجزائر في أكبر عرس كروي في بلاد السامبا البرازيل.
وقد زادت هذه السهرة رونقا عندما خرجت عشرات بندقيات الصيد وأطلقت فرحة عارمة أثلجت صدور الآلاف من تبسة والملايين من الجزائريين.
من جهتها، عاشت مصلحة الاستعجالات الطبية حالة من الترقب من احتمال حضور حالات من الفرحة العارمة التي أثرت في ضغط الدم لعشرات الشباب، غير أنها سرعان ما تلاشت عندما صدق وتأكد الجميع أن الراية الوطنية سترفع في بلاد السامبا.

قسنطينة تتحول إلى قاعة حفلات مفتوحة على الهواء
وفي مدينة الجسور قسنطينة خرج عشرات الآلاف من المواطنين حاملين الأعلام الوطنية، ومطلقين العنان لمنبهات سياراتهم ودراجاتهم النارية، مع حضور آلات الفوفوزيلا بقوة. وقد تحولت شوارع المدينة إلى قاعات حفلات مفتوحة على الهواء الطلق، ميزها انتشار “الديسك جوكي” في كل مكان، كما كانت ساحة مركب الخليفة بوسط المدينة كالعادة فضاء لتجمع آلاف المناصرين، وهو نفس المنظر الذي شهدته ساحة “لابريش”.

حتى البحرية الجزائرية شاركت بطلقات مدفعية في عنابة
وفي مدينة عنابة شهد الشريط الساحلي اكتظاظا عن آخره، حيث تميز بحضور مكثف للسيارات والأعلام الوطنية وتمجيد المنتخب الوطني.
وفي الشوارع الرئيسية لمدينة عنابة، نزل كافة المواطنين بجميع فئاتهم وأعمارهم ومن الجنسين إلى ساحة الثورة، كما أن البلديات المجاورة على غرار سيدي عمار والحجار وعين الباردة وبرحال وشطايبي وواد العناب، وغيرها، خرج سكانها إلى الشوارع بالأعلام الوطنية والمناداة بحياة المنتخب الوطني، كما أن غالبيتهم انتقل إلى عاصمة الولاية للاحتفال بالتأهل إلى المونديال. وتجدر الإشارة إلى أن البحرية الجزائرية شاركت أفراح مواطني عنابة بطلقات مدفعية احتفالا بهذا الإنجاز.

شوارع سطيف تنفجر
وفي سطيف انفجرت شوارع وساحات المدينة بمجرد إعلان الحكم السينغالي نهاية المباراة، لتملأ فضاءات المدينة أهازيج وهتافات اختلطت بأصوات منبهات المركبات، والأغاني المنبعثة من كل ركن ومنزل وسيارة، كما أخذ سواد الليل اللون الوردي الوهاج للألعاب النارية، تحت الألوان الخضراء والبيضاء والحمراء المزينة لألوان العلم الوطني الذي غطى سماء سطيف، خاصة في الأماكن الأكثر ازدحاما، على غرار ساحة عين الفوارة، وأحياء 1006 مسكن، 1014 مسكن، لانقار، طنجة، كعبوب، بومرشي وغيرها من الأحياء الشعبية، والتي شهدت أجواء الفرح والاحتفال إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، تغنى خلالها الشباب والشيوخ وحتى “العمريات” اللواتي خرجن بكثافة مع ذويهن، بحياة اللاعبين والمنتخب الوطني، الذي تمكن من إهداء الشعب الجزائري بطاقة المشاركة الرابعة في مونديال بلد كرة القدم البرازيل.
|251304|
ليل باتنة يتحول إلى نهار
وفي ولاية باتنة خرج الآلاف من أنصار الخضر بكل من بريكة، آريس، المعذر، عين التوتة، عين جاسر، سريانة، سقانة وغيرها، في مواكب للسيارات جابت الشوارع الرئيسية لهذه المناطق، وسط فرحة امتزجت فيها زغاريد النسوة بطلقات البارود، وعلى إيقاعات موسيقية كلها تمجد لاعبي “الخضر” وتؤكد على الذهاب للبرازيل الحلم الذي تحول إلى حقيقة بأقدام رفقاء سوداني.
وقد تحول ليل باتنة إلى نهار بفعل الألعاب النارية التي تباهى بها أنصار “الخضر” في احتفالات لم تشهد المدينة مثيلا لها إلا في سنوات الاستقلال وتأهل “الخضر” على حساب المصريين سنة 2009 لمونديال جنوب إفريقيا.

سكيكدة تعيد ذكريات أم درمان
وبدورهم، خرج سكان ولاية سكيكدة بأعداد كبيرة مباشرة بعد انتهاء المباراة، حيث جابوا مختلف شوارع المدن التي عاشت أجواء الفرح، كما أن الراية الوطنية علقت في مختلف شرفات البنايات والمحلات والسيارات التي زينت بالألوان الوطنية والألعاب النارية، في صورة أعادتنا إلى ملحمة أم درمان. كما تمتعت العائلات التي خرجت تلقائيا إلى الشوارع بمشاهد الفرجة التي صنعها الشباب الذي لم تمنعه الأمطار الغزيرة من صنع لوحاتها.

مناصرو مغنية وبشار يحتفلون بالراية الوطنية في الحدود مع المغرب
أما في غرب الوطن وفي خرجة احتفالية “رمزية”، توجه عشرات المحتفلين من مدينة مغنية والقرى المجاورة لها نحو الحدود الغربية للبلاد، وبقوا يطوفون في الطريق المؤدي إلى مرسى بن مهيدي، رافعين الرايات الوطنية ومطلقين العنان لمنبهات مئات السيارات ليسمعها الجيران من الجهة الأخرى للحدود، وكأنهم يريدون أن يذكروا ذلك الذي “اعتدى على راية كل الجزائريين أنها سترتفع وحدها في بلاد السامبا الصيف القادم”. وهو نفس ما فعله سكان مدينة بشار الذين خرجوا بالآلاف إلى الشوارع للاحتفال بالإنجاز الرابع في تاريخ الكرة الجزائرية.

أجواء ملعب تشاكر يصنعها المناصرون في الباهية وهران
وفي وهران، صنع المناصرون أجواء ملعب الشهيد مصطفى تشاكر في أحيائهم. فقد تنظموا لمتابعة اللقاء سواء في منزل أحدهم، أو عن طريق إخراج أجهزة التلفزيون إلى الشارع مثلما فعل سكان حي الحمري ومديوني وسيدي الهواري وغيرها في مدينة وهران، رغم برودة الطقس.
وبطبيعة الحال، تزينت كل شوارع المدن والقرى بالرايات الوطنية العملاقة، منذ حادثة قنصلية الجزائر في الدار البيضاء المغربية. كما حجز آخرون مقاهي ومطاعم، حولوها إلى مدرجات مصغرة تابعوا فيها اللقاء في الدفء.

وفي سيدي بلعباس لم تسع ساحة كارنو المحتفلين الذين غزوها بالآلاف، مثلما حصل أيضا في مدن مستغانم، تيسمسيلت، تيارت، سعيدة، البيض، المشرية والشلف ومعسكر وغليزان، وحتى تندوف البعيدة احتفلت بطريقتها الخاصة. وتفنن سواق السيارات في صنع مشاهد مثيرة، ومخيفة في بعض الحالات، من خلال المواكب التي شكلوها في الطرقات، بعد أن عاش الجميع 90 دقيقة عصيبة، انتهت بذلك المشهد الجميل.
لوحات فنية مميزة في ور?لة وغرداية والوادي وتمنراست وأدرار.

وفي ولايات الجنوب الشرقي عاش المواطنون أمس أجواء الفرحة التي انطلقت مباشرة بعد الصافرة النهائية، حيث شهدت ولاية ور?لة ومختلف مناطقها على وقع الفرحة، بخروج المئات من مواطني عاصمة الواحات بجميع الفئات العمرية، شبابا وأطفالا ونساء، للتعبير عن ابتهاجهم بهذا الإنجاز، وتجلت مظاهر الاحتفالات التي عاشتها جل مناطق الولاية في مواكب السيارات التي جابت شوارع المدينة، ما أعاد لأذهان الجميع أجواء الاحتفالات العارمة التي أطلقها الجزائريون في أعقاب تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010.

وعلى غرار باقي ولايات الوطن، سارع الور?ليون بعاصمة الولاية والدوائر الكبرى، منها حاسي مسعود وت?رت، إلى معايشة الحدث من خلال اشتراك الجميع في إبراز صور الغبطة، إثر حسم رفقاء فغولي الموقعة التاريخية والتأهل إلى العرس العالمي بالبرازيل.

وفي غرداية تعالت الأهازيج والأغاني الرياضية بشوارع الولاية، حيث خرج المواطنون للاحتفال صانعين لوحات فنية مميزة، وهي نفس المشاهد التي عرفتها ولاية الوادي حيث رفع المواطنون الراية الوطنية في مواكب طويلة، مرددين أغاني “الخضر”، وهي نفس الأجواء التي شهدتها أيضا ولايات تمنراست وأدرار حيث كسر المناصرون الصمت الذي تعودت عليه المنطقتان، حيث استمرت الاحتفالات إلى غاية ساعة متأخرة من الليل.

* الخبر