|
فت واقطع
نشر بتاريخ: 20/11/2013 ( آخر تحديث: 23/11/2013 الساعة: 21:16 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
استنفذت اللعبة السياسية القائمة منذ عشر سنوات دورها؛ ولم يعد بالإمكان مواصلتها على هذا النحو لان الجميع يعرف ان النتيجة لن تتغير. وهو ما ينذر بحرب جديدة.
اللعبة القائمة تشبه مسرحية جرى عرضها في كل المدن؛ ورغم ان ابطال العمل لم يألوا جهدا في تقديم المزيد من العروض إلا ان الجمهور لم يعد راغبا في مشاهدة المزيد. وعليهم الان البحث عن مسرحية جديدة وادوار جديدة ومؤلف جديد؛ وان كانت المسرحية القادمة ستعرض على نفس المسرح وامام نفس الجمهور لكن الادوار ستختلف. ومن لعب دور البطل ربما يلعب لاحقا دور المريض والعكس صحيح. الوطن ليس غزة وضفة؛ وإنما الوطن كل الوطن وجميع ابناء الوطن. واذا كانت المسرحية السابقة اعتبرت ان غزة للمقاومة والضفة للمساومة. وان القدس للمفاوضات وعكا ويافا وحيفا وعسقلان وبئر السبع خارج اي حسابات. عليه ان يعيد النظر من جديد في حسابات المسرحية القادمة. احد رسامي الكاريكاتير نشر صورة للدكتور صائب عريقات وهو يحمل معه طاولة المفاوضات بين يديه وكتب فوقها عبارة "انا أستقيل" في أشارة انه لن يسمح لأحد من بعده بالجلوس على طاولة المفاوضات. كاريكاتير مضحك جدا ولكنه معبر. لا يوجد الغاز ولا احاجي. والأمر واضح وجلي وان اسرائيل وحماس ومنظمة التحرير وجميع اللاعبين ولاعبي الاحتياط ولاعبي التعزيز باتوا يعرفون ان المسرحية لن تعرض اكثر في العام القادم. صحيح ان الذي فاوض يعتقد ان حظه سيكون افضل في الشوط الثاني؛ وان من قاوم يعتقد انه سيلعب دور صلاح الدين في الحلقة القادمة. ولكنه من المبكر الحديث عن نتائج. ان اللحظة التي نعيشها تشبه مشهد لاعبي الورق وهم يجلسون حول طاولة والحماسة تأكل اكبادهم وهم يعضون على النواجذ وقد انتهى الشوط قبل الاخير واقترب موعد الشوط الاخير. وترى الجميع لموزع الورق بكل اندفاع وحماسة: فت واقطع ووزع الورق من جديد. وهو يعتقد انه سيكون الفائز في النتيجة القادمة. |