وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

آيات حنني ... قصة إثبات للذات وبجدارة

نشر بتاريخ: 21/11/2013 ( آخر تحديث: 21/11/2013 الساعة: 21:32 )
جنين - معا - هن مفعمات بالحياة حد الثمل، فلجاذبيتهن وقع لا يمكن إهماله، يعتمدن على ذاتهن حد الاكتفاء، ويبذلن أقصى ما يمكنهن وراء عجلات علمتهن معنى التحدي والإرادة والثبات نحو تحقيق الذات ونحث خطى واثقة في مراسم الحياة.

آيات حامد حنني، ابنة الثمانية والعشرين عاما من بلدة بيت فوريك قضاء نابلس تعاني إعاقة متوسطة في نطقها وسمعها منذ الولادة، تماشت وتكيفت مع وضعها منذ الصغر وتعلمت كيف تتحدى إعاقتها وتباشر بمسيرة حياتها دونما كلل او ملل لتنضم كما أندادها في العمر إلى المدرسة وتتابع مسيرتها يوما بعد يوم إلى أن وصلت مرحلة الثانوية العامة وذلك بدعم ومساندة من برنامج التأهيل المجتمعي الذي وقف إلى جانبها وساعد في عملية دمجها في المدرسة وساندها طوال فترة تعليمها حتى تمكنت من الوصول إلى مرحلة الثانوية العامة والتي لم تتمكن من اجتيازها.

وتتحدث آيات حنني عن مشوارها مع إعاقتها التي لم تشكل يوما حائلا دون تحقيق ذاتها وتقول "لم اشعر يوما بأي نوع من الاختلاف عن البقية فانا إنسانة قادرة ولدي قدرات وطاقات وأحلام كالبقية وأكثر ما يزعجني هو تلك المقارنات التي تجري بين الأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم فأتساءل دائما بيني وبين نفسي لماذا هذه المقارنات ومن قال لهم بان الإعاقة سببا لعدم القدرة أو لضعفها؟؟".

وحول آيات ووضعها تقول مشرفة برنامج التأهيل المجتمعي في منطقة بيت فوريك جيهان الشولي "تتمتع آيات بشخصية فذة وقوية ومصرة فهي لا تعرف إلا أن تحقق ما تصبو إليه، مشيرة إلى متابعة البرنامج لها ولحالتها منذ صغرها حيث تم اكتشاف الحالة ومتابعتها في عام 1998 وهي تعاني من مشكلة في سمعها ونطقها بدرجة متوسطة حيث تمت متابعتها من قبل البرنامج منذ الصغر وتم دمجها في المدرسة لتتم بعدها متابعتها حتى تمكنت من الوصول إلى الثانوية العامة والتي لم يقدر لها اجتيازها.
|251433|
وتتابع الشولي وحول مدى الدعم والمساندة الذي تلقته آيات من البرنامج في مجال تحقيق ذاتها متحدثة عن سعي البرنامج الحثيث لمساعدتها على الاعتماد على نفسها بالإضافة لضرورة استغلال طاقاتها وإرادتها القوية وإصرارها على الحياة من خلال مساعدتها على توفير فرصة عمل لها تمكنت من خلالها من الانضمام إلى طاقم عمل مشغل للخياطة في بلدة بيت فوريك ساعدها إلى حد كبير في كسر الروتين الذي عانته بعد إنهاءها لدراستها بالإضافة لفتحه أفاقا جديدة في حياتها مكنتها من الانخراط داخل مجتمعها وتكوين شبكة علاقات وصداقات جديدة ساندتها بالإضافة إلى ذمتها المالية التي أصبحت مستقلة في تحقيق طموحها وتمكينها من صقل شخصيتها.

وفي سياق متصل أشارت والدة آيات تلك المرأة الصابرة والقادرة في الوقت عينه إلى امتنانها الكبير لبرنامج التأهيل المجتمعي على دعمه ومتابعته المستمرة لابنتها، لافتة إلى مدى الاهتمام الذي حضيت به آيات في ظل عائلتها والأمر الذي ساعدها على عدم الإحساس بالنقص أو بالاختلاف، مشيرة إلى مشاركتها وآيات الدائمة في أي نشاط أو فعالية يقيمها البرنامج او غيره من المؤسسات فيما يتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة أو غيرهم من الموضوعات والتدريبات التي من المحتمل أن تفيدها في حياتها اليومية او المستقبلية.

وتمارس آيات وفق قول عاملة برنامج التأهيل المجتمعي في بيت فوريك والتي تتابعها عن كثب عملها في مشغل الخياطة جنبا إلى جنب مع زميلاتها من نساء ذوات إعاقة وغيرهن من السليمات حيث يعمل في المشغل حوالي خمسة فتيات يعانين إعاقات مختلفة تم دمجهن من قبل البرنامج في البداية كنوع من التدريب ليتم تفعيل مشاركتها وتطويرها لتصبح موظفة منتجة بشكل رسمي في مشغل الخياطة.

وتشير والدة آيات إلى الأهمية الكبيرة والفائدة الجلية التي حصدتها ايات من متابعتها من قبل برنامج التأهيل وإقناعهم إياها في العمل والخروج من المنزل حيث استطاعت ومن خلال عملها قضاء معظم وقت فراغها فيه بالإضافة لجنيها أرباح ولو كانت بسيطة من عرق جبينها استطاعت وباجتهادها استخدامها في إصلاح المنزل واعادة ترميمه وشراء العديد من المستلزمات للعائلة كنوع من المشاركة الفاعلة في مصروفات العائلة بعد أن كانت فردا يصرف عليه كما البقية أصبحت فردا فاعلا ومنتجا.
|251435|
وتشير مشرفة برنامج التأهيل المجتمعي في بيت فوريك جيهان الشولي إلى مدى أهمية استنهاض همم المؤسسات العاملة مع الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في مجال العمل لما لذلك من اثر كبير في دعمهم ومساندتهم وتفعيل دورهم داخل مجتمعاتهم.