وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قصة مطاردة الاستخبارات الإسرائيلية لصواريخ "فجر 5" داخل وخارج غزة

نشر بتاريخ: 23/11/2013 ( آخر تحديث: 25/11/2013 الساعة: 09:10 )
بيت لحم- ترجمة خاصة بـ معا - أدار فريق مصغر تابع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "امان" حرب العقول ضد حماس لأشهر طويلة, حيث بدأت نشاطات "النمل" حول صاروخ "فجر 5" منذ صيف 2010.

وبدأت النشاطات الإسرائيلية ضد هذه الصواريخ التي يصل مداها إلى 75 كم فور بداية تدفقها للقطاع ما يؤهلها لضرب أهداف في وسط إسرائيل وترافقت عمليات جمع المعلومات الاستخبارية مع عمل طواقم دراسات وأبحاث وأخرى متخصصة بالتوقعات والتكنولوجيا وكل معلومة او نصف معلومة استخدمت بشكل احترافي لإتمام رسم الصورة العامة التي أضيف فيما بعد الى بنك الأهداف وفقا لما اورده مراسل "معاريف" العسكري "يوحنان عوفر" ضمن تحقيق موسع نشره في ملحق السبت الصادر على الصحيفة "موساف شبات".

تواجد في ساعات ظهر يوم 14/11 وبعد دقائق قليلة من العملية الافتتاحية لعملية التي عرفت باسم "عامود السحاب" والتي تمثلت باغتيال القائد العسكري لحماس احمد الجعبري لم يتواجد في "مركز قيادة النيران" في المنطقة العسكرية الجنوبية سوى كبار الضباط وبعد دقائق معدودة فقط انتقل قائد المنطقة الجنوبية الجنرال طال روسو الى مكتبه مصحوبا بكبار الضباط في قيادة المنطقة الجنوبية وهنا صاح " روسو" بصوت مرتفع قائلا" افعل" وترك بقية المهمة للجنرال احتياط "م" الذي تولى قيادة مركز النيران إضافة لطاقم مقلص تم تجنيده لقوات الاحتياط 24 ساعة فقط قبل اندلاع العمليات العسكرية بهدف الحفاظ على سرية تجنيد هذا الطاقم وسرية العملية العسكرية فيما شعت القاعدة الجوية "رمات دافيد" وقبل يوم واحد من العملية بالاستعداد والتجهيز وتهيئة الطائرات للإقلاع فيما تم تحديد مخازن أسلحة إستراتيجية تحتوي عشرات الصواريخ التي عملت حماس على استيعابها خلال أكثر من ستة أشهر على قائمة بنك الأهداف التي كانت تنتظر أوامر القيادة لتدميرها وضربها بقوة.

وكان هدف العملية الأساسي شل قدرات حماس على إطلاق صواريخ بعيدة المدى واعادة الحركة للعمل فقط ضمن الصواريخ قصيرة المدى المعروفة لإسرائيل منذ بداية الألفية الثانية والتي يمكن لإسرائيل ووفقا لتقديرات الجيش التعامل معها بسهولة نسبية وفي هذه اللحظات انتظرت الطائرات المقاتلة المحلقة في أجواء غزة فوق الأهداف تماما منتظرة إطلاق صواريخها لتدمير مخازن الصواريخ التي صنفتها إسرائيل بأكبر تهديد يواجه سكان منطقة المركز.

أدار الرائد "ل" حرب الأدمغة والأبحاث الاستخبارية ضد حركة حماس التي كانت دائرة في قسم الأبحاث التابع للاستخبارات العسكرية "امان" ويعتبر الرائد "ل" ضابط باحث وركز جهوده على مدى عام ونصف قبل الحرب على الساحة الفلسطينية ولعب "ل" أثناء الحرب دورا مركزيا في تحديد الأهداف الواجب تدميرها وانتظر هو ورجاله لحظة استهداف واستخدام الأهداف التي أعدوها وإخراجها من دائرة الفعل والعمل "تدميرها " خاصة مخازن صواريخ "فجر 5" التي تولت وحدة أبحاث برئاسة "أ" مهمة جمع كل معلومة مهما كانت صغيرة عن هذه الصواريخ ولم ينه خدمته العسكرية سوى قبل 3 أشهر بعد أن عمل منذ صيف 2010 على رصد ومتابعة وتحديد مكان وجود صواريخ "فجر".

وقال المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية بان رجال قسم الأبحاث سمحوا له بإلقاء نظرة على خلف كواليس عملية "عامود السحاب" وقام رجال قسم الأبحاث بشرح مراحل جمع المعلومات مرحلة اثر أخرى إضافة لشرحهم للجهود الخاصة والكبيرة التي بذلوها لرصد وتحديد مكان الصواريخ المحسنة تلك الجهود التي بدأت فور ورود معلومة أولية تفيد بوصول عدد من صواريخ "فجر 5" الى قطاع غزة, وهنا أدركت الاستخبارات بان صواريخ متوسطة المدى التي دخلت القطاع في طريقها الى أيدي رجال المنظمات المختلفة الذين سيسارعون إلى دفنها وإخفائها وهنا استذكر "أ" اللحظات الأولى لتلقي هذه المعلومات قائلا "عرفنا بان هذه الصواريخ قادرة على ضرب تل أبيب وبدأنا العمل لمواجهتها".

وفي هذه اللحظة أدركت "امان" أن حماس تعمل على مشروع كبير وجديد لذلك تم توجيه كافة الجهود والموارد الخاصة بمواجهة هذا المشروع مع إعطائها أولوية وهنا قال "أ": "صواريخ متوسطة المدى تمنح الجانب الأخير في حال استخدامها صورة النصر وتسمح له برفع علم الانتصار لهذا شكلت بالنسبة لحماس هدفا يجب إخفائه جيدا في سياق سعيها لامتلاك قوة إستراتيجية دون أن يقدر احد على عرقلة مشروعها أو التشويش عليه".

همسات الاستخبارات
وتحولت القضية إلى جانب الأبحاث والدراسات الجارية إلى أهم قضية ينشغل فيها كبار قادة الجيش الذين طلبوا في أوقات متقاربة دراسة وتحديد مدى تقدم حماس في مجال بناء مخزنها الصاروخي من طراز " فجر 5" الذي صنف حينها كـ "أسلحة كاسرة للتوازن".

"لقد أدركوا أن الأمر يتعلق بموضوع يستوجب ويستحق توظيف واستثمار جهود كبيرة وكثيرة للإحاطة به بهدف التوصل إلى نتائج وكان هدفنا تحقيق انجاز استراتيجي يوم صدور الأوامر, وكان علينا أن نأخذ بعين الاعتبار كافة المحطات التي توقفت فيها صواريخ "فجر 5" وطرق إدخالها إلى قطاع غزة والمسار الذي سلكته من لحظة دخولها إلى غزة وبالتالي ضبطهم في منتصف الطريق وكان هدفنا معرفة مكان تواجدهم في كل لحظة وزمن حتى وصولهم إلى نقطة النهاية "بئر الإطلاق", قال الضابط "أ".

وكان كبار قادة "امان" بمن فيهم رئيس الجهاز "افيف كوخافي" على دراية ومعرفة بجهود جمع المعلومات لكن تولى مهمة جمع المعلومات اليومية طاقم مصغر من "الباحثين" الذين عرفوا الأمر وفهموا الموضوع بشكل جيد جدا واستطاعوا تمييز وفهم أي تغيير وتفسير وإدراك جوهره وهنا انضم إلى مهمة جمع المعلومات الرائد "ل" وتولى قيادة هذه المهمة منتصف 2012 وحينها قال له خلفه في المهمة "يوجد لك ذخر مهم يجب عليك الاهتمام به وهمس في أذنه بان قضية صواريخ "فجر" هي أكثر المواضيع أهمية على طاولة عمل "امان" فانا اجلس وأتصور عدد الإسرائيليين الذين يقعون تحت سقف هذا التهديد خاصة وان الحديث يتعلق برؤوس حربية من مئات الكيلوغرامات من المتفجرات ومستوى دقة معقول وهام وكل هذا ومواجهة كل هذا وقع على عاتقنا".

لقد نفذت المهمة على مدار الساعة فيما اهتمت أفضل الأدمغة والعقول بتحليل كل معلومة وشذرات المعلومات التي كانت تصلنا وتحليل كل حركة تقوم بها حماس او خطوة يمكن تفسيرها بانها ذات علاقة بصواريخ "فجر" وكل معلومة من هذا النوع نالت اهتماما كبيرا وخاصة من قبل الاستخبارات العسكرية التي استثمرت لصالح هذه المهمة موارد كبيرة وخاصة في مجال جمع المعلومات.

وأضاف المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" في نظرة صغيرة خلف كواليس احد انجح عمليات فك الألغاز والكشف التي أدارها الرائد "ل" يمكن أن تعطينا نموذجا جيدا للأجواء التي سادت طيلة تلك الأشهر الطويلة أمام شاشات الحواسيب في قسم الأبحاث وفي إحدى أمسيات أعياد الشهر الأول من السنة العبرية " شهر تشري" الذي حل قبل عملية " عامود السحاب" وفيما كان الرائد "ا" يقوم بالتسوق استعدادا للعيد تلقى من رجاله الذين كانوا على رأس عملهم في الرصد والمراقبة رسالة مستعجلة هزت هاتفه الشخصي وبعد أن اخبروه بان المعلومات التي بحوزتهم ملائمة ومناسبة وان الامر قد يكون حل لغزة جديد وهنا بدأ "ل" من فوره بالعمل واتصل بكافة الوحدات والوكالات طالبا منها مساعدته ووضع الامكانات لتحقيق هدف اخر تحت تصرفه.

"اتصل بأحدهم في بيته وقلت له عليك الوصول إلى المقر خلال نصف ساعة وبعد أن وصل واطلع على المادة الاستخبارية "المعلومات" قال لي بان الأمر يتعلق بذات السمات والطابع الذي نريد رؤيته دائما ", وحين تلقيت هذا التقييم من رجلي الذي أيقظته من منزله وصلت أنا وقائدي المباشر واستدعينا شخصيين او ثلاثة آخرين وأقمنا طاقما مناسبا لمعالجة الأمر والاهتمام به وعمل الطاقم في غرفة واحدة وجمع بين يديه كافة المعطيات والمعلومات فيما واصلت كافة اذرع " امان" العمل بالتوازي مع الطاقم وامضيناا في الغرفة ما بين 8 إلى 10 ساعات إلى ما بعد حلول العيد وتابعنا الحدث لحظة بلحظة مع استمرارنا بوضع الجهات العليا في تفاصيل الأمر أول بأول

حاولت حماس إخفاء كل صاروخ لكن صاروخ فجر كان مرتفعا وليس من السهل إخفائه ومرت منذ لحظة وصولها إلى غزة في مسار طويل حتى لحظة دفنها وتهيئتها للإطلاق واحتوى كل بئر إطلاق على عدة صواريخ معدة للإطلاق فور تلقي الأمر فيما كانت عمليات جمع المعلومات من قبلنا متواصلة ومستمرة وكل تقدم في هذا المجال احتاج إلى وقت طويل وكان العيون المنتفخة من قلة النوم امرأ اعتياديا في أوساط طاقم " البحث والدراسة " .

"أنت ملزم دائما بفتح هاتفك لتكون تحت الطلب او لتلقي كل ملاحظة وعليك دائما ان تجد الوسيلة للوصول الى حيث يجب وإعطاء الرد والاستجابة ووقت الحاجة الوصول الى المكتب والاطلاع على الاشياء بنفسك ورؤيتها بعينيك وهذا المسار اوصلنا الى ليالي طويلة دون نوم او راحة " قال الضابط "ا" .

استثمر قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية على مدى عامين ونصف موارد كثيرة في رحلة مطاردة صواريخ "فجر" كل شي قذف إلى السماء ويمكن أن يكون على علاقة بالموضوع أوقف الاستخبارات على رجليها " قال الرئد "ل" واضاف "كان واضحا للجميع بان الموضوع تحت مسؤوليتنا وأننا نحن من يتوجب علينا أن نهتم به ونعالجه ولا مجال لإضاعة أو تفويت أي شيء".

"عايشنا الكثير من الاحداث التي وقعت صدفة او همسات استخبارية من هنا وهناك ونحن نطلق على هذا الأمر "دائرة التقدير" وتبدأ من الشاب الأقل مرتبة الأدنى "العميل" الذي يعمل في الجانب الفلسطيني وحتى الشاب الأعلى مرتبة وصاحب ارفع درجة وكنا في كل مرة نكتشف وقائع وأحداث في أماكن مختلفة ونقوم بفحصها والتأكد منها لان واجب التأكيد يقع على عاتقنا نحن لقد كان احد أكثر المسارات تعقيدا" معرفة المعلومة الواقعية وذات العلاقة من غيرها".

عمل عبثي
بذل أفراد خلية المتبعة الاستخبارية كل جهد حتى لا يصيب الصاروخ أبرياء لمعرفتهم بان الطرف الثاني سيستغل مثل هذه الإصابات لأغراض دعائية لذلك توجب أن تكون كل غارة وهجمة ذات دقة كاملة وتامة ولم نكن لنسمح لأنفسنا بوضع إشارة على بئر ما وتحديده كهدف لغارة وبعد ذلك الاكتشاف بان الصواريخ أطلقت من منزل مجاور لذلك تم تنفيذ مسار رقابة دقيق جدا على عمل طاقم البحث والباحثين الذين اجبروا على وضع مغلف إلى جانب كل هدف يحتوي على كافة المعلومات بما في ذلك عدد الإصابات المتوقع وسلسلة طويلة من المعطيات الدقيقة جرى تثبيتها إلى جانب كل هدف.

"كانت عملية مركبة ومعقدة وكان علينا أن نشخص ونحدد المكان وطرح التحفظات في نفس الوقت ودائما إعطاء صورة حقيقية للوضع وكان علينا أن نوقع الأهداف بدرجة ثقة عالية جدا وكذلك ان نكون متأكدين وواثقين من عدم إصابة المدنيين", قال الرئد "ل".

وفي سياق عملية الرقابة الداخلية اطلع ضباط كبار في الاستخبارات العسكرية آخرين على المعلومات مثل رؤساء الشعب والساحات ووجه الضباط الكبار الأسئلة قاسية وصعبة كي يعرفوا مدى صحة وصلابة المعلومات حتى يتمكنوا من وضع توقيعهم النهائي على الأهداف ومهاجمتها ضمن عملية " عامود السحاب" وكل هدف تم تحديده وبلورته عرض على رئيس "امان" وهذا لم يكن مطلوبا بل قمنا بذلك لاطلاعه على هذه الأهداف في مراحلها الأولى وكذلك قمنا بوضع قائد المنطقة الجنوبية في الصورة.

مشاعر المهمة المقدسة
استمرت عملية جمع المعلومات عامين ونصف دون توقف حتى ساعات الظهر من الرابع عشر من نوفمبر حيث اغتيل احمد الجعبري وتم وضع ملف بنك الأهداف للعمل عليه ضمن موجة الهجوم الثانية وهي الجولة التي تستكمل وتتم جولة اغتيال قادة الذراع العسكري لحركة حماس.

وانتظروا في مركز إدارة النيران في القيادة العسكرية الجنوبية في تلك اللحظة أمر الشروع بتنفيذ العملية بعد الانتهاء من أخر الاستعدادات وصدرت عبر جهاز الهاتف في مركز إدارة النيران مكالمة موجهة لغرفة العمليات التنفيذية التابعة لسلاح الجو اصدر عبر الجنرال احتياط "م" بالشروع بتسيير "القطار الجوي" في إشارة إلى شن الغارات المتتابعة.

"في لحظة حصول الموافقة والمصادقة يتم إصدار أمر "افعل" لسلاح الجو انطلقت الطائرات إلى السماء لتلقي قذائفها وصواريخها بهدف شل قدرات "العدو" على إطلاق الصواريخ ذات مدى 40 كم حيث لرغبتنا بالحفاظ على "الملعب" ضمن المدى المعتادين عليه ومعتادين على مواجهته والتعامل معه, لذلك تم إصدار أمر منع نشر لضمان السرية لكننا وفور اغتيال الجعبري هاجمنا أهدافا نوعية مثل مواقع تخزين وإطلاق صواريخ "فجر" وكافة مكونة البنية التحتية القتالية التي صنفناها ضمن الأهداف الواجب إزالتها وإخراجها من اللعبة ودائرة تهديدات حماس الموجهة ضدنا بهد خفض قدراتها بعيدة المدى بالدرجة الأولى وضرب الوسائل القتالية قدر الإمكان", قال الرائد "ل".

وبالتوازي مع إقلاع الطائرات من قاعدة "رمات افيف" الجوية عمل مركز إدارة النيران التابع للمنطقة الجنوبية على ترشيح الأهداف الواجب ضربها والتأكد من خلوها من المدنيين ونفذوا عملية فحص دقيق بعد كل غارة لأنهم أدركوا بان قصف صواريخ نوعية "فجر" قد يسبب انفجارها أضرارا ضمن دائرة بقطر واسع وقد يلحق الضرر بالمدنيين واتخذ منذ البداية قرارا بان تكون الغارات والضربات متجانسة ومتشابهة وموحدة لمنع حماس من استغلال اية فرصة لإخفاء الصواريخ أو إطلاقها فور رصدهم عملية او غارة إسرائيلية.

"عرفنا بان طائرات سلاح الجو جاهزة ومستعدة وبعد فترة قصيرة جدا من اغتيال الجعبري كنا مستعدين لضرب جميع مواقع صواريخ "فجر" والبنية التحتية المتعلقة بها التي نعرفها ونعلم عنها بشرط واحد الامتناع عن إصابة المدنيين", قال الجنرال "م" وأضاف" في المواقع التي كانت فيها مخازن ومواقع إطلاق صواريخ فجر قريبة من السكان اضطررنا إلى رفع خطة الهجوم لمستويات إضافية رفيعة للمصادقة عليها للتأكد من إننا لن نخلق هنا حادثا غير عادي وفي بعض الحالات امتنعنا عن شن هجمات قد تصيب المدنيين اضطررنا لتنفيذ هجمات إضافية للتأكد من تدمير الصواريخ والوسائل القتالية".

وفي نفس اللحظة سجل مقر القيادة العامة "هكرياه " وسط تل أبيب وما يعرف بـ "بئر القيادة" حالة من الاستنفار حيث جلس داخل البئر رئيس الأركان وكبار قادة هيئة الأركان الذين كانوا على علم بالغارة الافتتاحية "الاغتيال" إضافة إلى رجال "امان" الذين انتظروا ورود الرسائل والمعلومات من داخل غزة لمعرفة فيما إذا كانت العملية التي عملوا عليها أشهرا طويلة قد حققت النجاح أم لا فيما اكد الاستطلاع الجوي المرافق للغارات تدمير كافة الأهداف لكن الشك بقي قائما حتى بدأت تصل المعلومات الاستخبارية الأولى حينها قال "ل" لنفسه "الان فهمت بانني غيرت صورة الواقع والاوضاع وخرقت التوازن لصالحنا".