|
الأسير المحرر أحمد سامح.. أعتقل من بين أدراج مدرسته طفلا ليذوق طعم وألوان العذاب في الاسر
نشر بتاريخ: 26/05/2007 ( آخر تحديث: 26/05/2007 الساعة: 07:37 )
نابلس-سلفيت-معا- بعزيمةٍ تفوق الخيال وإصرارٍ أقوى من كل زنازين الإحتلال يحاول الاسير المحرر الفتى سامح ابو حجلة من سلفيت ان يروي بعض ما عاشه في زنازين الاحتلال الاسرائيلي طوال فترة ثلاث سنوات.
الأسير المحرر أحمد سامح أبو حجلة 18 عاما، اعتقل من بين أدراج مدرسته ولم يكن وقتها يتجاوز الستة عشر ربيعا حين زج به في أقبية التحقيق الاسرائيلية, ليمضي ثلاث سنوات في عذابات السجون ويحصل خلالها بإصراره وعزيمته على شهادة الثانوية العامة برغم سجنه وسجانيه. يقول أسيرنا المحرر: في منتصف ليلة 19/7/2004 حوالي الساعة الواحدة منتصف الليل, اقتحم منزلنا عدد من القوات الخاصة بحراسة قوة كبيرة من جنود الاحتلال ومعززة بعدد كبير من الآليات العسكرية, أخرجوني من المنزل وكل أفراد عائلتي المكونة من والدي ووالدتي وشقيقي الأصغر وسط الصراخ وتخريب محتويات المنزل وتفتيشه, وبدأوا بالتحقيق معي ومع أسرتي, وهددوني بنسف البيت في جو نفسي رهيب والذي استمر لساعات طويلة قاموا خلالها بضربي والتنكيل بي, ومن ثم اقتادوني معهم معصوب العينين ومقيد اليدين. وعن محطات التنقل الصعبة من معتقل الى معتقل, ومن تحقيق الى آخر, يتحدث الأسير المحرر أبو حجلة : عند اعتقالي تم نقلي مباشرة الى مستوطنة "ارئيل" وتبين لي أن هناك عدد من الشبان المعتقلين معي من نفس البلدة, حيث قام الجنود بضربهم ضرباً مبرحاً والتنكيل بهم حال وصولهم, ومن ثم تم نقلهم الى مستوطنة "ربابا", ثم الى "قدوميم" مركز التوقيف الرسمي الواقع بين سلفيت وقلقيلية, وانتهى بهم المطاف في سجن الجلمة. يتابع أبو حجلة حديثه عن عذابات التحقيق التي مر بها, حيث كان التحقيق معه في البداية يستمر لأيام متواصلة بتناوب المحققين يقول: كان التحقيق يستمر غالباً من الساعة التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً وأحياناً أكثر من ذلك, حيث بدأوا بنسب التهم وتلفيقها إلينا, بلائحة اتهام كانوا قد أعدوها". وعن أساليب التحقيق يتحدث: "كنا نذهب للتحقيق مكبلي الأيدي والأرجل, ونتعرض للضرب والإهانة والإذلال بكل أشكاله, عدا عن الألفاظ السيئة والنابية التي يستخدمونها بحقنا, كما يقوم المحققون باستخدام أساليب الضغط النفسي وهي أكثر ما يؤثر على الأسرى والمعتقلين, حيث قام أحد المحققين باخباري أن أمي أصيبت برصاصهم أثناء اعتقالي مما أثر كثيراً على نفسيتي ومعنوياتي, خاصة أنني كنت قلقاً جداً بخصوص والداي الذين يعانيان أوضاع صحية سيئة, وطوال تلك الفترة كنت في زنزانة انفرادية مظلمة". يستأنف أبو حجلة: لم تنتهي رحلة التنقلات المضنية بين المعتقلات, حيث تم نقلي من سجن الجلمة إلى قسم "العصافير" في مجدو أو كما يقال له قسم العار, وهو جزء صعب من التحقيق, وبعد أقل من شهرين عدت إلى سجن الجلمة ليتم بعد ذلك نقلي الى سجن تلموند. وعن الأوضاع داخل السجون التي تنقل بينها يقول: الأوضاع سيئة جداً داخل المعتقلات الإسرائيلية, فالطعام غير مناسب وغير كافي أبداً ورائحته كريهة, وهذا أيضاً من أنواع الضغط النفسي على المعتقلين, كما أن الوضع غير صحي نهائياً فالرطوبة "تعشعش" في تلك المعتقلات والشمس لاتدخلها أبداً, وهي مليئة بالأمراض والحشرات التي تنقلها, وأيضاً ضيقة جداً فعدد المعتقلين في الزنزانة الواحدة يفوق سعتها, كما أن الاجراءات التعسفية مشددة جداً, فهناك قيود على اللباس, وممنوع إضافة أي ملابس غير ملابس السجن. ويتابع: بعد حوالي عشرين شهر تم إعادتي الى سجن مجدو حيث السياسة الإستفزازية للجنود هناك, بالصراخ وإثارة المشاكل دون سبب, وبعد 9 شهور نقلت الى النقب إثر مشكلة مع أحد الجنود وهو السجن الذي أكملت فيه محكوميتي. وقال الأسير المحرر أحمد أبو حجلة الذي تم الإفراج عنه قبل أيام ، وبعد أن قضى ثلاثة سنوات في سجون الاحتلال بأن الاسرى يطالبون بادارة الملف الاعلامي حول عملية التبادل باسلوب علمي وحضاري يراعي نفسيات الاسرى وعائلاتهم ، وختم حديثه داعيا الله تعالى ان يمن بالفرج القريب عن جميع الأسرى والمعتقلين لدى الاحتلال, معرباً عن أمل الكثير من الأسرى خاصة المؤبدات بالحرية بعد إتمام صفقة تبادل الأسرى التي يجري الحديث عنها. |