وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جمود المصالحة وارتفاع التوتر يزيد منسوب الاعتقال "السياسي"

نشر بتاريخ: 24/11/2013 ( آخر تحديث: 24/11/2013 الساعة: 15:28 )
بيت لحم- تقرير معا - في ظل الجمود الذي ما زال يكتنف مساعي المصالحة الفلسطينية، ومع عودة أجواء التوتر وتبادل الاتهامات بين حركتي فتح وحماس، ترتفع وتيرة الاعتقالات "السياسية" في قطاع غزة والضفة الغربية.

ورأى المحامي فريد الاطرش مدير الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في جنوب الضفة الغربية أن الاعتقالات السياسية لا زالت تراوح مكانها في الضفة وغزة، فقد سجلت الهيئة خلال شهر أيلول الماضي 31 شكوى تتعلق بانتهاك الحقوق في الضفة الغربية وارتفع العدد الى 39 خلال شهر تشرين الاول الماضي.

فيما سجلت الهيئة 66 شكوى خلال ذات الشهر في قطاع غزة وانخفض العدد الى 56 خلال شهر تشرين الاول الماضي، ويضيف الاطرش لوكالة معا ان الشكاوى تركزت حول عدم صحة اجراءات التوقيف لاسباب سياسية.

واضاف الاطرش ان مواطني قطاع غزة الذين تقدموا بشكاوى الى الهيئة ادعوا فيها عدم صحة اجراءات التوقيف وعدم الفصل بين السجناء والاعتقال على الخلفية السياسية.

وسجلت الهيئة خلال الشهر الماضي 16 شكوى تتعلق بالتعذيب مثل اللكم والشبح والضرب الى جانب سوء المعاملة خلال التوقيف في قطاع غزة، فيما سجلت 4 شكاوى في الضفة الغربية.

وقال: ان جميع الشكاوى في الضفة التي تتعلق بالتعذيب سجلت ضد جهاز الشرطة و14 شكوى ضد الشرطة في غزة وحالتان ضد حهاز الامن الداخلي التابع للمقالة.

وطالب الاطرش الاجهزة الامنية في غزة والضفة الالتزام بإحكام القانون الاساسي الفلسطيني والالتزام بالإجراءات الجزائية بالقبض والتوقيف ووقف الاعتقالات السياسية والتعسفية.

ودعا الى عدم اللجوء الى الاعتقال السياسي بصفته مخالف للقانون الاساسي الفلسطيني الذي يكفل حرية تشكيل الاحزاب والانضمام اليها، مطالبا بالعمل على تنفيذ قرارات المحاكم بشكل فوري والتحقيق بادعاءات التعذيب وضرورة مساءلة ومحاكمة مرتكبي الجرائم التي تتعلق بحقوق الانسان.

ويُرجع الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل تواصل الاعتقالات السياسية الى توتر العلاقة بين فتح وحماس وتبادل الاتهامات على خلفية التغيير بنظام الحكم في مصر.

وقال عوكل لوكالة معا ان فتح وحماس قامتا بإجراءات احترازية تحسبا لاي تحركات شعبية، في الضفة بسبب العودة للمفاوضات، وغزة بسبب حركة تمرد التي كانت تدعو للتظاهر ضد حماس يوم 11 - 11.

وتوقع عوكل استمرار الاعتقالات في الضفة وغزة وتوقف المصالحة، مستبعدا اي خطوات جدية لتحسين العلاقة بين فتح وحماس الا بعد انتهاء التسعة اشهر المحددة للمفاوضات.

كما وتوقع بتغير المناخ السياسي الفلسطيني بعد قضاء التسعة اشهر لان اسرائيل لن تسمح باي اتفاق بينها وبين السلطة ما يعني الدخول في اشتباك مع اسرائيل وتركيز العمل على المصالحة.

من جانبه، اكد ياسر الوادية رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة لوكالة معا ان التجمع يجري اتصالات مكثفة مع كافة الاطراف الفلسطينية ومصر من اجل تلطيف الاجواء والحد من الاعتقال على الخلفية السياسية.

وأشار الى ان ملف المصالحة يمر بـ"حالة جمود" نتيجة استمرار الانقسام وحالة التشرذم بين شطري الوطن.

وأعرب عن رفضه للاعتقال السياسي من اي طرف كان، مطالبا الجميع بالالتزام بالقانون الفلسطيني الذي يكفل حرية الرأي والتعبير.