وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سهل البقيعة ... رغم معيقات الاحتلال "ماء وخضرة وكهرباء"

نشر بتاريخ: 24/11/2013 ( آخر تحديث: 24/11/2013 الساعة: 16:37 )
طوباس- معا - بعد سنوات عجاف من الجفاف وانعدام الخدمات الاساسية من ماء وكهرباء وطرق ومعيقات الاحتلال المستمرة لقتل الارض ومنعه لإحداث اي تنمية زراعية وسرقته لمصادر المياه التي تغذي عشرات آلاف الدونمات في سهل البقيعة شرقي بلدة طمون في محافظة طوباس تحقق حلم المزارع عبد الحكيم وناصر عبد الرازق وعشرات المزارعين من ابناء المحافظة في تحويل اراضيهم من صحراء قاحلة الى جنة خضراء تسر الناظرين ويعتاش منها آلاف الأسر بل وأصبحت ثروة حقيقية ترفد السوق المحلي والخارجي بأشهى وأجود أنواع الخضار الفلسطيني من الارض المباركة.

وقال المزارع عبد الرازق "أضع كل ما املك في استثمار الارض وزراعاتها كنا لا نستطيع الوصول لها من قبل والآن وبعد دعم الحكومة لنا من خلال قيام وزارة الزراعة بتأهيل الطريق المؤدية للسهل ودعم سلطة الطاقة لإيصال التيار الكهربائي ومتابعة المحافظة لاحتياجاتنا اصبحت الارض تزرع بكافة الاصناف من الخضار وتعمل آلاف العائلات في الزراعة والتي اصبحت بديلا للعمل في المستوطنات".

واضاف "نثمن كافة الجهود التي بذلها المسؤولون سواء في المحافظة أو الحكومة في تعزيز صمود المواطنين والمزارعين في هذه المنطقة المستهدفة".
|251820|
واستعرض عبد الرازق الاصناف التي يتم زراعتها بالسهل مشيرا ان هذه الاصناف تشمل البطاطا والبصل والبطيخ والبندورة مشيرا ان منتجاته الزراعية تصدر للأردن وترفد السوق الداخلي بما يحتاجه.

وعن ايصال التيار الكهربائي للمنطقة اكد م. عبد الله نعيرات مدير شركة كهرباء طوباس أن الشركة سعت وبدعم من سلطة الطاقة لإيصال الكهرباء لسهل البقيعة والذي اصطدم بعراقيل الاحتلال مضيفا "استطعنا التغلب على كافة العقبات ورغم طول المسافة والتكلفة العالية التي بلغت 100 ألف دولار إلا إننا شبكنا المنطقة بالتيار الكهرباء الأمر الذي يشكل دفعة لأصحاب الأراضي الغير مستغلة من العودة للاستثمار الزراعي ويشكل بديلا للمولدات التي تعمل بالوقود لتشغيل الآبار الزراعية التي تروي عشرات آلاف الدونمات"، مبديا استعداد الشركة لإيصال الكهرباء وتقديم الدعم الفني اللازم من اجل دعم صمود المواطنين والمزارعين في المناطق المستهدفة والمهمشة.

وعن خطة تطوير المنطقة زراعيا اكد وزير الزراعة م. وليد عساف ان الوزارة تولي محافظة طوباس بشكل عام اهتماما كبيرا كونها محافظة تمتلك مقومات الزراعة ومدخلاتها من اراض شاسعة ومناخ متنوع مما يعطي اهمية الموقع ليحمل اسم سلة غذاء فلسطين وأضاف الوزير " خطتنا تحويل المزيد من الاراضي الى اراض مروية وتخضير الاراضي القاحلة ضمن مشروع تخضير فلسطين" وفي ما يتعلق بسهل البقيعة قال الوزير "قمنا بتأهيل الطريق الواصل للسهل بطول 7 كم وربطها بالبلدات المجاورة كما اعطينا التسهيلات الازمة لزراعة الاراضي وعملنا على توسيع افق التسويق للمنتجات الزراعية مضيفا نريد كل ان نرى كل شبر في هذا السهل مستغل سواء بزراعة الاشجار او الخضروات ونأمل في ادخال اصناف جديدة لتغطية حاجة السوق وخلق بديل حقيقي ومنافس للمنتج الاسرائيلي وتوفير عشرات فرص العمل للمواطنين وخاصة ممن يعملون في المستوطنات".
|251819|
وأشار الوزير ان وزارة الزراعة تسعى لإنشاء برادات لتخزين الخضروات ومراكز تعبئة كما منحت الوزارة مؤخرا الموافقة لمجالس طوباس وطمون وعاطوف لإنشاء ثلاثة ابار ارتوازية سيتمكن المزارعون من خلالها من ري 10 آلاف دونم جديدة وتحويل مجموعة من خطوط المياه لنقل المياه للأراضي الزراعية للوصول ل 40 الف دونم كأراضي مروية.

وأشار المحافظ الخندقجي الى ان سكان المضارب البدوية في الاغوار الشمالية مستهدفون من الاحتلال بشكل مستمر وان الاحتلال يعلن تلك المناطق عسكرية مغلقة ويجري تدريبات لقواته بين مضارب المواطنين في خطة ممنهجة لترحيلهم وتفريغ المنطقة. مؤكدا أن المحافظة وبالتعاون مع مكونات الحكومة والمؤسسات الدولية تعمل من اجل تمكين المواطنين والمزارعين من البقاء والصمود وتعمل على توفير مستلزمات حياتهم اليومية من ماء وكهرباء وتعليم وصحة وحسب الامكانيات المتاحة كما تعمل على دعم القطاع الزراعي بمقومات البنية التحتية لتنميته واستمراريته كجزء من معركة التحدي والبقاء وحماية الارض مؤكدا ان البقاء للمواطن الفلسطيني صاحب الحق ومالك الارض وان الاحتلال زائل لا محالة.

وأضاف "ما قمنا به يندرج ضمن رؤية لخلق قطاع زراعي قادر على استثمار موارده وان توفير بنيه تحتية يتيح للقطاع الزراعي التطور لصناعة زراعية وما يتبعه من توفير اسواق داخلية وخارجية لتصدير المنتجات الزراعية من خلال المزارعين الكبار القادرين على المغامرة او من خلال صغار المزارعين المكملين لمكونات القطاع الزراعي".

وأكد صالح الياصيدي امين سر حركة فتح في طوباس ان حركة فتح وفصائل العمل الوطني تدعم المزارعين وسكان الاغوار من خلال الحراك الجماهيري بكافة المؤسسات والمحافل مثمنا جهود المؤسسة الرسمية ممثلة بالمحافظة والحكومة وشركة الكهرباء وكل من يدعم صمود وتعزيز المزارعين على ارضهم.

كما ثمن وزير الزراعة المهندس وليد عساف والمحافظ الخندقجي جهود المزارعين الذين قاموا بحماية هذه الأراضي وزراعتها من الاحتلال.