وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

توقيع كتاب الاسير المحرر احمد ابو السعود

نشر بتاريخ: 25/11/2013 ( آخر تحديث: 25/11/2013 الساعة: 11:40 )
غزة- معا- أوصى باحثون ومختصون في شئون الأسرى ومحللون سياسيون بضرورة الاتفاق على استراتيجية وطنية للتعامل مع قضية الأسرى وسبل تحريرهم من سجون الاحتلال، وعلى رأسهم الأسرى المرضى، والقدامى، والإداريين.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ظهر امس الاحد في قاعة الهلال الاحمر بمدينة غزة تخللها حفل توقيع كتاب الاسير المحرر الرفيق أحمد ابو السعود "ومضات من خلف القضبان" يتناول فيه قضية أسرى الحرية الذين يقبعون في سجون ومعتقلات الاحتلال الصهيوني البغيض، بحضور عدد من قيادات وكوادر الجبهة في غزة، وحشد من الاصدقاء والاسرى المحررين، وقادة فصائل العمل الوطني والاسلامي، والعديد من الباحثين والمختصين في شؤون الاسرى.

وافتتح ورشة العمل التي نظمت تحت عنوان "واقع الحركة الوطنية الاسيرة... واقع وتحدي" الرفيق خالد نصير ، بالسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء، مؤكداً ان الرفيق ابو السعود يستحق كل التقدير والتشجيع، لما يبديه من اهتمام خاص، وما يبذله من جهد ملموس وصادق في سبيل نصرة أسرى الحركة الوطنية الأبطال، وقضيتهم العادلة، وفاءً لهم باعتبارهم يمثّلون طليعة النضال الوطني الفلسطيني في مجابهة العدو الوطني الصهيوني.



و اكد الدكتور ابراهيم ابراش استاذ العلوم السياسية بجامعة الازهر ان الرفيق ابو السعود قدّم مقترحات عملية ملموسة، وذات قيمة في كتابه، في محاولة منه لوضع الحلول المناسبة لمناحي حياة الاعتقال كافة، والحركة الأسيرة، وعلاقاتها الداخلية والخارجية، بما يحقق التطوير وزيادة الفاعلية المطلوبة لنضال أسرى الحرية، وداعمي نضالهم لتحقيق أهدافهم ومطالبهم المحقّة.

واشار ابراش الى ان الكتاب امتاز بلغة ادبية واسلوب راقي ينتمي الى ادب السجون وهو يدرج بموقع متقدم في هذا الادب، وهو الامر الذي تراجع في حالتنا الفلسطينية رغم وجود الاسرى في سجون الاحتلال.

بدوره، استعرض وزير الاسرى السابق والأسير المحرر الاستاذ هشام عبد الرازق وضع الاسرى داخل سجون الاحتلال في فترة ما قبل اوسلو وما بعدها في الانتفاضة الثانية، مؤكداً ان الرفيق ابو السعود فصل العديد من اوجه الحياة التي كانت قائمة داخل السجن.

واكد عبد الرازق ان الرفيق ابو السعود وصف الحالة التي كانت سائدة في السجون 100%، معتبراً أن حياة السجون كانت منضبطة من خلال البرامج الثقافية والتنظيمية التي كانت تسود السجون في فترة ما قبل اتفاق اوسلو، وما حدث بعدها وبدء الافراج عن الفوج الاول بدأت الحالة السياسية تعكس ذاتها على وضع الاسرى داخل السجون، وهو ما اثر على اسرى فصائل منظمة التحرير، واسرى حماس والجهاد الاسلامي.

واستغرب عبد الرازق عدم ذكر كلمة الاسرى في اتفاقية اوسلو، معتبراً ذلك امر غريب وعجيب واستهتاراً بقيمة الانسان الفلسطيني من القيادة التي قامت بالإشراف على توقيع اتفاقية المبادئ.

وقال الأسير السابق والمختص بشؤون الأسرى، مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين ، عبد الناصر فروانة ، بأنه لا يزال 4900 أسيراً يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي موزعين على قرابة 17 سجناً ومعتقلا ومركز توقيف، بينهم مرضى وجرحى ومعاقين وأطفال وأمهات ونواب وكبار السن .

واضاف "أن من بين الأسرى يوجد 190 طفلاً تقل أعمارهم عن الثامنة عشر ، من أصل قرابة عشرة آلاف طفل تم اعتقالهم والزج بهم في السجون منذ بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر / أيلول عام 2000، مؤكداً أن من بين الأسرى يوجد 14 أسيرة يحتجزن في ظروف سيئة ويعاملن بقسوة دون مراعاة لخصوصياتهن واحتياجاتهن الخاصة ، وأن بينهن الأسيرة لينا الجربوني معتقلة منذ ما يزيد عن 11 سنة .

واوضح أن 'إسرائيل' مستمرة في استهدافها للنواب ، ولا تزال تحتجز في سجونها '14' نائباً ابرزهم الامين العام احمد سعدات، بالإضافة الى وزير سابق ، وأن غالبيتهم العظمى رهن الاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة، وهؤلاء من أصل ما يزيد عن ستين نائباً ووزيراً تم اختطافهم واعتقالهم خلال العقد الأخير.

ودعا فروانة كافة الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني وأحرار العالم أجمع الى التحرك الجاد والفعلي لنصرة وإسناد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذين يتعرضون لهجمة متصاعدة وممنهجة تطال مجمل النواحي الحياتية والمعيشية وتمس كرامتهم وحقوقهم الانسانية مما أدى الى تدهور أوضاعهم بشكل عام وأوضاعهم الصحية بشكل خاص بما يتناقض وينتهك كافة قرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات والمواثيق الدولية والإنسانية ذات العلاقة والصلة بقضايا الأسرى وحقوقهم الأساسية.

من جهته، أكد الاسير المحرر توفيق ابو نعيم رئيس جمعية واعد للأسرى ان هناك تقصير في الكتابة عن تجارب الحركة الاسيرة ، مثمناً دور كل اسير يستذكر الماضي ويكتب فيه، معتبراً ذلك جهد عظيم جداً وبحاجة لتنظيم حتى نكون قادرين على تجميع هذا الارث العظيم من التاريخ.

واعتبر ابو نعيم أن تاريخ الحركة الاسيرة كتب بأعمار الاسرى، قائلاً "هذا التاريخ سيذهب ويذوب ان لم يكتب فيه لذلك يجب جمع كل ما كتب ومراجعته من خلال المؤسسات المختصة ليكون مرجع وموسوعة خاصة بتاريخ الاسرى، وتدوين لهذه الاحداث والتجارب الفريدة".

واوضح عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والاسير المحرر الرفيق احمد ابو السعود مؤلف الكتاب ان هذه التجربة ما هي الا محاولة لقراءة في تاريخ طويل وعريض مليء بالمعاناة والالم، وهو مستند او وثيقة عن كل ما عشته او سمعت عنه وحاولت كتابته بما يفيد الاسرى الجدد داخل السجن.

واعتبر ابو السعود قضية الاسرى قضية وطنية سياسية وانسانية ويجب علينا ان نحملها على اكتافنا ونناضل من اجلها لأننا اكتوينا بنارها وعشنا المعاناة بكافة تفاصيلها واشكالها، مؤكداً انه حاول ان يكتب جوانب محددة من تجربته، لان تاريخ الحركة الاسيرة لا يمكن كتابته الا بشكل جماعي وتفاعل جميع القوى والفصائل داخل السجون وخارجها.

وقال ابو السعود "حاولت الكتابة عن جانبين داخل السجن الاول النضالي وهم يسطرون بنضالهم اروع ملاحم البطولة والفداء والثاني عن ما سمعته من البدايات وكيفية خلق الحالة التنظيمية التي من خلالها نجح الاسرى بخلق حالة من الوحدة الوطنية داخل الحركة السجون من خلال بناء المؤسسات الوطنية واستطاعوا ان يقهروا السجان عبر تحقيق مطالبهم التي اثبتوا من خلالها انهم موجودون على الساحة.

واضاف ابو السعود "إن اضراب عام 1992 حقق انجازات كبيرة واستطاع ان ينقل الحركة الاسيرة من حالة القهر والالم، الى حالة من الرفاه نسبياً، وبالتالي وما كانوا قادرين على تحقيق ذلك لولا التلاحم ووحدتهم الجماعية خلال الاضراب الذي خاضوه جميعاً حتى استطاعوا ان ينتصروا على ادارة السجون وحكومة الاحتلال لتحقيق جميع مطالبهم بدون استثناء.

ويستعرض الكاتب أبو السعود في كتابه الذي ضم حوالي 247 صفحة، وقائع وأحداث وتطورات ونشاطات الحركة الوطنية في الأسر، وحياة الاعتقال، من مختلف جوانبها، وحاول تحليل وتوثيق جوانب أساسية وهامة من تلك الحركة وحياة الاعتقال.

وتضمن الكتاب حقائق واستنتاجات ومقترحات ودروس وعبر من حياة الأسر.

وأهدى الكاتب أبو السعود هذا العمل لكل القابضين على الجمر وما زالوا يقارعون السجان، وإلى كل الذين ساهموا في إتمام هذا العمل الرفيقة " أمل عصفور، الرفيق الشاعر قيس مصطفى، الرفيق حكم النعيمي، الرفيقان هادي وعزت"، معرباً عن شكره لكل من ساهم وساعد على إنجاز هذا العمل.

الأسير المحرر أحمد أبو السعود من مواليد عام 1956، في مدينة نابلس – بيت فوريك، وانتمى إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واعتقل في سجون الاحتلال للمرة الأولى عام 1980 على خلفية انتماءه، لمدة عشرين شهراً، وساهم بتأسيس لجنة العمل التطوعي في بيت فوريك، وشارك في مجموعات العمل العسكري السرية التابعة للجبهة الشعبية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واعتقل مرة ثانية عام 1985 وخاض خلالها فترة تحقيق، واعتقل مرة ثالثة من تاريخ 23/5/1987 حتى 18/10/2011، حيث حكم خلالها عليه بالسجن مدى الحياة، على خلفية تصفية جنود احتلال ومستوطنين، وأطلق سراحه في صفقة وفاء الأحرار، حيث أبعد لسوريا، ومن ثم انتقل لقطاع غزة. وهو عضو لجنة مركزية عامة في الجبهة الشعبية، ومسئول قيادة الفرع للجبهة بسجون الاحتلال من الفترة عام 2009 حتى تحرره عام 2011، ويعتبر أحمد قيادات الحركة الوطنية الأسيرة، وشارك في أكثر من ستة اضرابات استراتيجية منها الإضراب الأخير عام 2011، حيث كان المسئول الأول عنه.