وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سفير فلسطين بجنوب إفريقيا يخص معا بمقالة تدعو للتوجه لجنوب افريقيا

نشر بتاريخ: 25/11/2013 ( آخر تحديث: 25/11/2013 الساعة: 14:53 )
بيت لحم -معا - دعا سفير دولة فلسطين لدى جمهورية جنوب إفريقيا عبد الحفيظ نوفل، رجال الأعمال والمستثمرين الفلسطينيين، إلى التوجه إلى قارة إفريقيا، للعمل والاستثمار فيها، وبناء شراكات اقتصادية حقيقية تخدم المصلحة الفلسطينية، وذلك عبر مقالة خص بها وكالة معا، تحت عنوان "عام إفريقيا الفلسطيني".

ووصف نوفل في مقالته المرحلة التي تعيشها إفريقيا الآن، بأنها تشهد نشوء اقتصادات نامية وبخطى واضحة الأثر، في شرق القارة الإفريقية وغربها، كما في الجنوب، داعيا الكل الفلسطيني إلى الاستفادة من الزخم السياسي والدبلوماسي الفلسطيني في إفريقيا هذا العام، الذي يمكن تسميته بعام إفريقيا الفلسطيني ..

وفيما يلي نص المقالة:

في ظل متغيرات دولية لا تؤمن إلا بالتكتلات والتحالفات والشراكات، جاءت مقررات القمة العربية الإفريقية الثالثة، التي انعقدت هذا الشهر، في دولة الكويت الشقيقة، لتؤكد شرعية الطموح العربي بشكل عام، في خلق شراكة استراتيجية مع قارة إفريقيا، على الصعد السياسية والاقتصادية والتنموية، وما يلحق بها من تبادل ثقافي وتجاري، يتصل مع علاقة المنطقتين الممتدة في التاريخ إلى عشرات القرون، حينما كانت خطوط التجارة العربية، إلى قارات العالم القديم، تمر من خلال المدن المينائية الإفريقية الكبرى، وصولا إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب الجنوب الإفريقي.

فالقمة العربية الإفريقية الثالثة، التي استضافتها ورعتها دولة الكويت، بحرص كبير، شدد على توفير كافة مقومات النجاح لها قبل أن تبدأ، أصبحت في نظر المهتمين بشأن العلاقات العربية الإفريقية، من أهم القمم المنجزة، لترتيب الأوراق العربية في إفريقيا، وتصويب العلاقة البينية، وفتح آفاق جديدة ترتقي إلى حجم التحديات والتجاذبات الاقتصادية العالمية، التي تجعل من إمكانات القارة الإفريقية محل تنافس بين القوى العظمى، سيما وأنها تعتبر الخزان الاستراتيجي لسكان البسيطة، بقدر ما تمتلك من المواد الخام والثروات الطبيعية والمعادن.

فيما حملت القمة مضامين في غاية الأهمية بالنسبة للقضية الفلسطينية، تتجلى في الموقف الذي عبر عنه السيد الرئيس محمود عباس، حول الرؤية الفلسطينية، لشكل العلاقة العربية الإفريقية، والارتقاء بها إلى شراكة في التنمية وصناعة المستقبل، الذي يخدم شعوب المنطقة العربية والقارة الإفريقية، مشفوعا بإعلان الاستعداد والجاهزية الفلسطينية، للمساهمة في عملية البناء وتعزيز الاستثمار المشترك. وهو ما أعلن عنه رسميا وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي، حول استعداد دولة فلسطين لإنجاز منظومة تعاون ثلاثي مشترك، تستند إلى الخبرات والكفاءات البشرية الفلسطينية، وبرامج الدول المانحة، وحاجة بعض الدول الإفريقية، لإقامة مثل هذه المشاريع، ذات المنفعة المشتركة.

ومما يدفع بالرؤية الفلسطينية، إلى واجهة العمل والجدية، لتعيينها كإطار عام، يحكم السياسة الفلسطينية في إفريقيا، محاولات الاستقطاب، المعلن وغير المعلن، الذي تمارسه إسرائيل بطرق شتى، على الدول الإفريقية، وازدياد عدد البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في إفريقيا، لجذبها إلى جوارها، في المحافل الدولية، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية.

فالدبلوماسية الفلسطينية، التي يقود قوة دفعها وزير الخارجية الدكتور رياض المالكي، في قارة إفريقيا في السنوات الأخيرة، يمكن أن تجعل من القمة العربية الإفريقية الثالثة، مكتسبا فلسطينيا، ما دامت تحمل رؤاها الواضحة، لتعزيز العلاقات السياسية والتضامنية، وكذلك الاقتصادية، في ظل مرحلة حالية تشهد نشوء اقتصادات نامية وبخطى واضحة الأثر، في شرق القارة الإفريقية وغربها، كما في الجنوب، وما يترتب على ذلك، على مرأى العين، من تفاعل منظمات دولية، لها علاقة بالاستثمار والسياسة على حد سواء، في إفريقيا.

إن تعزيز التواجد الفلسطيني في إفريقيا يصبح اليوم أكثر إلحاحا، مع دخول القارة الإفريقية، بعد أربعين عاما من تاريخ بدء أولى العلاقات الفلسطينية معها، إلى مراحل النضج السياسي، إن صح القول، بنيل جميع بلدانها استقلالها، وخلاص معظمها من حروبها الأهلية الداخلية، وتمتعها بعضوية الدول الفاعلة، في المنظمات الدولية والأممية، التي بدأت وستبقى فلسطين تطرق أبوابها، في سعيها المتواصل للفصل في أمر الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعاني منه شعبنا منذ ما يزيد عن الستة عقود.

ثمة جهد فلسطيني مطلوب إذن، يرتبط ارتباطا عضويا بالحراك التنافسي الدائر، على القارة أو في القارة الإفريقية، وهو جهد يجب أن يشارك فيه الكل الفلسطيني، للتوجه إلى إفريقيا للعمل والاستثمار فيها، وبناء شراكات اقتصادية حقيقية تخدم المصلحة الفلسطينية، وخلق حالة من التبادل النوعي على صعد التعاون الثنائي معها، وتعزيز الخبرات وبناء القدرات مع مختلف دولها، بالاستفادة من الزخم السياسي والدبلوماسي الفلسطيني المدفوع في إفريقيا هذا العام، الذي يمكن تسميته بعام إفريقيا الفلسطيني.