سوق جنين معطل رغم اهميته واتهامات متبادلة حول المسؤولية

جنين – تقرير معا – أعرب العشرات من المزارعين وتجار الخضراوات وأصحاب محلات عن استيائهم من سياسة بلدية جنين في تهميش سوق خضار جنين المركزي، الذي يشكل قيمة اقتصادية كبيرة لمدينة جنين في حال الاهتمام به.

جاء ذلك خلال الاعتصام الذي نفذ في سوق خضار جنين المركزي ظهر اليوم، محملين بلدية جنين مسؤولية تهميشه وعدم الاهتمام به، حتى اصبح مكانا مهجورا منذ سبع سنوات لا يدخله إلا بضع تجار ومزارعين من القرى الشرقية للمدينة، عدا عن الخسائر التي تكبدها التجار والمزارعون وتراكمت الديون عليهم من ايجارات وغير ذلك .

وقال ابراهيم صبارين صاحب محل تجاري في سوق خضار جنين المركزي لمراسل معا ، ان السوق افتتح عام 2006 وانتعش في اول عامين من تشغيله حيث كان ما يقارب 30 محلا تجاريا يعمل ويعتاش منه العشرات من المزارعين والتجار، وبعد ذلك تراجعت حركة السوق لما قامت به بلدية جنين من تهميش وعدم تقديم أي تسهيلات للعاملين والمستفيدين، وبدأ التجار في الانتقال الى الاسواق الاخرى المنافسة . |252106|

وأشار الى ان تعطل السوق وخاصة في السنوات الخمس الاخيرة سبب مباشر للبطالة وتضييع فرص عمل كثيرة وحرمان عشرات العائلات لمصدر رزقها، وأصبح تشغيل السوق وإعادة احيائه مطلبا رئيسيا لأهالي جنين والمزارعين والتجار ومن يتحمل مسؤولية ذلك هي بلدية جنين.

بدوره اشار عمر سنان مزارع وصاحب محل تجاري الى ان البنية التحتية للسوق غير مؤهلة لا حمامات ولا مصلى ولا مظلات لحماية البضائع ولا شوارع، عدا عن بعده عن مركز المدينة بالإضافة الى ان السوق لا يعرفه الكثير من المواطنين كما ان وجود اسواق اخرى منافسة اثرت على سوق خضار جنين المركزي.
|252107|

وطالب سنان بلدية جنين الوفاء بالعهود والالتزامات التي قطعتها خلال حملتها الانتخابية والتي كانت ترفع شعار "جنين تستحق" متسائلا ماذا تستحق ؟؟؟ فها هو السوق في دمار والمزارعون في دمار تراكمت عليهم الديون .

وأشار سنان الى وجود خمسة محلات تجارية لازالت تفتح ابوابها بالاضافة الى وجود عدد قليل من المزارعين، وتجار الخضراوات، فالبلدية لم تبد اهتمامها بالسوق ولم تقدم التسهيلات لتشجيع التجار للتوجه الى السوق المركزي .

عبد السلام شعبان رئيس جمعية الجلمة التعاونية الزراعية قال "في السنوات الخمس الاخيرة تكبد المزارعون والتجار خسائر كبيرة وتراكمت عليهم الديون والالتزامات اتجاه البلدية من ايجارات سابقة، عدا عن تلف الخضروات التي تبيت ليلتها ولا تباع حيث وصلت الخسائر الى ألاف الدنانير الاردنية" حسب قوله.

وأشار الى ان بعض التجار اراد تسليم مفتاح المحل الى بلدية جنين كونها تملكه لكنها رفضت الاستلام مشترطة من التاجر تسديد الديون المتراكمة عليه من ايجار، فايجار المحل يصل الى 1200 دينار اردني سنويا، وهو الان ومنذ خمس سنوات لم يعمل بالشكل المطلوب فكيف يريد تسديد الديون التي عليه مطالبا البلدية بوضع خطة فعلية ومتكاملة للنهوض بسوق خضار جنين المركزي. |252108|

بدوره فند وليد ابو مويس رئيس بلدية جنين الاتهامات الموجهة الى بلديته بالتهميش والإهمال وان من يتحمل المسؤولية هم التجار والمزارعون الذين تركوا السوق وتوجهوا الى الاسواق الاخرى خارج مدينة جنين.

وقال ابو مويس لمراسل معا في جنين السوق المركزي بدء العمل بإنشائه عام 2002 وتوقف لسنوات بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي مرت بها البلاد حتى افتتح عام 2006 وذلك عند السماح لفلسطينيي 48 الدخول الى مدينة جنين .

وأشار الى ان البلدية قدمت العديد من التسهيلات والإعفاءات من الرسوم وبعض الديون المتراكمة عليهم وخلال استلامي لبلدية جنين على فترتين قمت خلالهما بإعفاء المزارعين والتجار من الرسوم ومن الديون المتراكمة عليهم بنسبة 45 % كان اخرها قبل عامين حيث قامت البلدية بإعفائهم من الرسوم من اجل تشجيعهم على العودة الى السوق المركزي ورغم ذلك لم يأتوا . |252109|

وأعلن ابو مويس عن استعداده التام في توفير اللازم وما يحتاجه السوق المركزي لكن بشرط عودة التجار والمزارعين الى السوق المركزي وإحيائه من جديد فهذا السوق يعتبر الاكبر على مستوى الضفة الغربية بالإضافة الى انه سيوفر العشرات من فرص العمل عدا عن ان سوق خضار جنين المركزي يشكل قيمة اقتصادية كبيرة.