وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

النووي الايراني.... التصريحات الاسرائيلية تصدر من البطن

نشر بتاريخ: 26/11/2013 ( آخر تحديث: 26/11/2013 الساعة: 16:07 )
بيت لحم - معا - كثيرة هي التصريحات التي صدرت عن وزراء الحكومة الاسرائيلية وعن رئيس الوزراء بعد التوقيع على الاتفاقية بداية هذا الأسبوع في جنيف بين ايران والدول "5+1" ، وما يثير الدهشة بأن هذه التصريحات صادرة من البطن بدلا من التوجه الى العمل.

بهذا العنوان كتب البروفيسور عوزي ابان في صحيفة "معاريف" اليوم الثلاثاء ، متسائلا هل قرأت الحكومة الاسرائيلية بنود الاتفاق الذي تم التوقيع عليه ؟ ، وهل هذه التصريحات الصادرة عن عديد الوزراء وعن رئيس الوزراء نتنياهو بأنه خطأ تاريخي جاءت بعد الاطلاع على الاتفاقية؟، خاصة أنني قرأت البنود الواردة في الاتفاقية والتي استطيع القول بأن الخطر الايراني بدأ يتلاشى .

ويدعم موقفه هذا بالنقاط الأساسية الواردة في الاتفاقية والمتمثلة بالتالي :

أولا – الخطر النووي الايراني الذي يشكل أكبر تهديد على دولة اسرائيل يأتي من المفاعل النووي الذي سيتم افتتاحه العام القادم بالقرب من مدينة أصفهان ، والذي كان سيساهم بشكل كبير في تخصيب اليورانيوم لانتاج القنبلة النووية، وكانت قدرته الانتاجية ستكون بمعدل قنبلتين في السنة، ومن خلاله يمكن تصنيع رؤوس نووية يتم تركيبها على صواريخ شهاب الايرانية القادرة على الوصول الى اسرائيل، وفي الاتفاقية الموقعة فان ايران التزمت بوقف العمل في هذا المفاعل ولن يتم استكمال الاعمال فيه لافتتاحه، ما يعني بأن الخطر الحقيقي الذي كان ينتظر اسرائيل قد توقف.

ثانيا – قد يقول البعض بأن ايران لديها يورانيوم مخصب، وهذا صحيح ولكنها لا تستطيع تصنيع قنبلة نووية من هذا اليورانيوم ولا حتى من استمر التخصيب وفقا للاتفاقية بأقل من 5%، وفي حال فكرت في تصنيع قنبلة نووية فان وزنها سوف يصل الى 6 طن، وهذا أمر الجميع يعرف بأنه مستبعد وغير عملي، ولكن الأهم بأن هذا اليورانيوم لا تستطيع ايران تصنيع رؤوس نووية منه لتحميلها على صواريخ شهاب.

ثالثا – قد يسأل البعض وهذا مشروع، بأن ايران سوف تصل الى اسرائيل بقنبلة وليس من خلال الصواريخ، ولكن الاتفاقية تمنع ايران من امكانية تصنيع القنبلة، كونها التزمت بعدم تخصيب اليورانيوم لأكثر من 5%، وهذا سيكون خاضع بشكل كامل لرقابة وكالة الطاقة الدولية والمجتمع الدولي وهذا لم يحدث لأي دولة سابقا.

رابعا – قد تكون هذه التصريحات الصادرة من بطن الوزراء تهدف الى أخرى، على سبيل المثال تحقيق شروط أفضل في الاتفاقية النهاية والتي ستأتي بعد 6 شهور، أو محاولة من قبل الحكومة الاسرائيلية لمنع ايران من التراجع عن الاتفاقية والهروب منها، ولكن يبدو ان حكومتنا لا ترى الصورة كاملة خاصة بأن ايران تدرك تماما ما هو الثمن الذي سوف تدفعه حال تهربت من هذه الاتفاقية، واذا اعتقدت الحكومة الاسرائيلية بأن الايرانيين أغبياء فأنا أقول لهم بأنكم مخطئون .