وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وفد اقتصادي اردني رفيع المستوى يزور نابلس

نشر بتاريخ: 27/11/2013 ( آخر تحديث: 27/11/2013 الساعة: 15:40 )
نابلس - معا - استضافت غرفة تجارة وصناعة نابلس وفدا اقتصاديا اردنيا رفيع المستوى برئاسة وزير الصناعة والتجارة والتموين الدكتور حاتم الحلواني. وكان في استقبال الوفد رئيس واعضاء مجلس ادارة الغرفة ، ووفد من ملتقى رجال اعمال نابلس. وجاء اللقاء في اطار زيارة الوفد الاردني لفلسطين لحضور اجتماعات اللجنة الاقتصادية الفلسطينية الاردنية المشتركة.

واستهلت الزيارة باجتماع جرى في قاعة غرفة تجارة وصناعة نابلس حضره اعضاء الجانبين حيث رحب رئيس الغرفة حسام حجاوي بالوفد الضيف ، معبرا عن سعادته ومجلس ادارة الغرفة بهذه الزيارة الهامة، مطلعا الوفد على تاريخ الغرفة ، مقدما استعراضا لما شهدته نابلس من اوضاع اقتصادية صعبة ابان الانتفاضة الثانية ، مبينا ان نابلس تتعافى اقتصاديا الآن، منوها الى ضرورة العمل بشكل جاد على الاستثمار المشترك ، حيث ان التبادل الحالي لا يرتقي لمستوى العلاقة بين البلدين الشقيقين، معبرا عن الامل في تحويل التطلعات الى واقع ملموس تنفيذا للاتفاقات ومذكرات التفاهم الموقعة.

وعبر د. حاتم الحلواني عن شكره للغرفة ومجلس ادارتها على حفاوة الاستقبال ، منوها الى العلاقات التاريخية التي تجمع الاردن وفلسطين بتوجيهات من الملك عبد الله الثاني بن الحسين، واعدا بتكثيف العمل مع الجانب الفلسطيني لما فيه مصلحة الشعبين، مبينا ان مذكرات التفاهم الموقعة ستجد طريقها الى التنفيذ العملي، موضحا ان الاستعداد الاردني لزيادة التفاعل والتعاون بلا حدود، مؤكدا الجاهزية لحل اي اشكاليات قد تظهر في المستقبل.

واعرب نائب رئيس الغرفة عمر هاشم عن اعتقاده بوجوب العمل على مشاريع استثمارية مشتركة من اجل النهوض بالاوضاع الاقتصادية في فلسطين، مبينا ان الاقتصاد الفلسطيني بحاجة الى دعم كل الاشقاء والاصدقاء. وثمّن هاشم الدعم الاردني لفلسطين في كافة المجالات، موضحا ان الحديث عن التفاصيل بخصوص المشاريع المشتركة يستوجب عقد جلسات واجتماعات اخرى.

من جهته، طالب عضو مجلس ادارة الغرفة زاهي عنبتاوي بتفعيل البروتوكولات الموقعة بما يفيد الاوضاع الاقتصادية، والعمل على تذليل كافة الصعاب التي تواجه المصدر الفلسطيني خاصة في قطاع المواد الغذائية، علاوة على معاملة المستثمر الفلسطيني اسوة بالمستثمر العربي والاجنبي في الاردن، مؤكدا ان الاستثمار الصناعي هو أداة للنهوض بالاقتصادات العربية.

واستعرض اعضاء من الوفد الاردني في مداخلات لهم ما يقدمه الاردن للاشقاء في فلسطين، مؤكدين استعداد كافة الجهات الاردنية ذات العلاقة لتذليل الصعوبات وخدمة ابناء الشعب الفلسطيني في ظل توجيهات العاهل الاردني وتعليمات حكومته.

وقدم م. نصير عرفات عرضا تقديميا عن نابلس معززاً بالصور والبيانات والاحصائيات والمعلومات التاريخية والاقتصادية. كما قدمت الغرفة هدايا تذكارية لرئيس واعضاء الوفد الاردني الشقيق.

بعد ذلك، قام الوفد الضيف يرافقه رئيس واعضاء مجلس ادارة الغرفة بزيارات ميدانية الى كل من الشركة الوطنية لصناعة الالمنيوم والبروفيلات (نابكو)، ومجموعة عنبتاوي، ومجمع البزرة للمفروشات، حيث استمع الوفد الى مداخلات من ممثلي المنشآت الثلاثة، مطلعين الوفد الضيف على الاستثمارات في الصناعة الفلسطينية ومنتجاتها، ومدى جودتها، وتطلعات مسؤوليها المستقبلية، مؤكدين قدرة المستثمر الفلسطيني على العمل والانجاز رغم كل الصعوبات. وقد ابدى الوفد اعجابه بما شاهد من قدرات صناعية فلسطينية.

كما زار الوفد الضيف ضريح الشهيد الاردني (ابو هاشم)، وقرأ الفاتحة على روحه الطاهرة، مستذكرين دور الشهيد في الدفاع عن نابلس ، مشيدين بدور نابلس في تكريمه.
|252412|
ونظمت الغرفة حفل غداء على شرف الوفد في منتجع حياة نابلس ، حضره شخصيات رسمية واعتبارية واعضاء من الهيئة العامة للغرفة ، حيث القى رئيس الغرفة حسام حجاوي كلمة قال فيها ان اللقاء الذي يعقد اليوم في نابلس يأتي تأكيدا على دور القطاع العام والخاص في فلسطين والاردن في قيادة الشأن الاقتصادي ورسم معالمه وذلك من خلال التعاون المشترك من اجل خدمة اهداف الشعبين الشقيقين على الصعيد الوطني والعربي.

واضاف حجاوي "انها لحظاتٌ مفعمة بالسعادة تجمعنا بوفد عزيز من المملكة الاردنية الهاشمية ، الشقيق التوأم ، من اجل توثيق عُرى التعاون الثنائي، والبحث عن فرص العمل المشترك، بهدف النهوض بالواقع الاقتصادي، والتأكيد على الارتباط التاريخي بين دولة فلسطين والملكة الاردنية الهاشمية على كافة الاصعدة، وبتوجيهاتٍ من الرئيس محمود عباس وأخيه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظهما الله".

واوضح اننا ونحن نتوجه بالشكر الى المملكة الاردنية الهاشمية ، قيادةً وحكومةً وشعباً ، لمواقفها الداعمة ووقوفها المشرف الى جانب الشعب الفلسطيني ، فاننا نتطلع باهتمام بالغ الى ما يلي: استثمار الاردن لعلاقاته الدولية في توفير الحماية للمسجد الاقصى والاماكن المقدسة ، خاصة في الاوقات الراهنة ، وتثمين دور صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وحكومته الرشيدة في ظل الهجمة الشرسة التي تمارس الآن ضد القدس والمقدسات، مساندة الاردن ، كما هو عهدُنا به ، لاشقائه في فلسطين ، لدعم توجهنا في الضغط على الجانب الاسرائيلي بخصوص استغلال مناطق (C) مما يمكن من التوسع في البناء والاستثمار فيها ، واستغلال ثرواتها، زيادة التبادل التجاري من خلال اقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة ، متطلعين الى رؤية البضائع الاردنية في السوق الفلسطينية ، كما نتطلع الى رؤية البضائع الفلسطينية في السوق الاردنية ، الامر الذي يؤدي الى رفع منسوب حركة التصدير والاستيراد المتبادلة التي من المفترض ان تتناسب بحجمها مع حميمية العلاقة الاخوية التي تجمعنا، ورفد الخبرة الاردنية والقدرات التدريبية الاردنية لاشقائهم في فلسطين على كافة الاصعدة الاقتصادية بما يعزز قدرات القوى البشرية العاملة، العمل المشترك على الضغط على الجانب الاسرائيلي لزيادة تبادل الزيارات ذات الطابع الاقتصادي والتي يقف الجانب الاسرائيلي عائقا امامها ، ونؤكد على ضرورة اقامة معرض الصناعات الاردنية في فلسطين، تفعيل المركز اللوجستي لتسهيل التجارة على الجسر وكافة الاتفاقات ومذكرات التفاهم المبرمة، ايجاد نافذة لتسهيل معاملات رجال الاعمال والتجار من خلال اعتماد بطاقة الغرف التجارية في عملية السفر على معبر الملك حسين، تفعيل الجانب السياحي بشكل كبير من خلال استقدام وفود سياحية من اجل النهوض بالواقع السياحي في فلسطين.

وبيّن انه لا يخفى علينا جميعا ان فلسطين ما زالت تئن تحت وطأة سلسلة من الاجراءات والسياسات والتدابير الاسرائيلية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي ، والتي تؤثر على قدرة وعمل القطاع الخاص ، ورغم هذه الإجراءات التعسفية لهذا الاحتلال فان القطاع الخاص يسير قُدما في طريق العمل والبناء والاستثمار ، داعيا ومن خلال اللجنة الاقتصادية الفلسطينية الاردنية المشتركة الى تشكيل لجنة مشتركة لدراسة اقامة مشاريع استثمارية مشتركة في البلدين تساهم في رفع الناتج الوطني ، وتساهم في استيعاب العديد من العمالة في البلدين ، ومحاربة الفقر والبطالة ، تلك المشاريع التي تساهم في تخفيف الاعتماد على الواردات الاسرائيلية ، وتخفف العجز في الميزان التجاري لصالح دعم الاقتصادين الفلسطيني والاردني ، مؤكدا على توفر القدرة لدى المستثمرين في البلدين على المشاركة فيها وخاصة في القدس الشريف.

وعبّر حجاوي في كلمته عن الاهتمام البالغ لما جرى في اجتماعات اللجنة الاردنية الفلسطينية الاقتصادية المشتركة ، ونتقدم كقطاع خاص فلسطيني بالتقدير والاعتزاز للمتابعة الجادة في سبيل ما تم الاتفاق عليه ، مقدما الشكر لمعالي الاخ د. جواد ناجي وزير الاقتصاد الوطني ، واخيه معالي د. حاتم الحلواني وزير الصناعة والتجارة والتموين الاردني.

وتقدم بالشكر على جهود الاردن الشقيق في تسهيل عبور ابناء الشعب الفلسطيني والسلع الفلسطينية عبر اراضيه بوابتنا الى العالم ، كما تقدم بالشكر للغرف التجارية والغرف الصناعية في الاردن على دعمهم المتواصل لاشقائهم في فلسطين مطالبا بالمزيد من التعاون في كافة المحافل الاقتصادية العربية والاقليمية والدولية. وبين اننا نعتبر هذه الزيارة اليوم على ارض نابلس قيمة مضافة الى العلاقة الاقتصادية بين التوأمين الشقيقين ، ما يفتح الآفاق في تشريع الابواب امام التجارة من الصادرات الفلسطينية ، وتعزيز حضورها في الاسواق الاردنية والعربية. واختتم حجاوي بتقديم الشكر لكافة الجهات والمسؤولين الذين ساهموا في انجاح هذه الزيارة ، آملا ان تكون ملتقىً سنوياً بين القطاعين العام والخاص في فلسطين والمملكة الاردنية الهاشمية ، لترسيخ لَبِنات البناء الاقتصادي ، من خلال اجتماع هذه النُخَب الاقتصادية العربية الاردنية والفلسطينية.

من جانبه ، اكد وزير الصناعة والتجارة والتموين الاردني د. حاتم الحلواني على عمق العلاقة التي تجمع البلدين ، لافتا الى انه زيارة اليوم هي ترجمة عملية لهذه العلاقة ، والسعي الدؤوب لتعزيز مجالات العلاقات الاقتصادية والتجارية. وقال " هناك مجال كبير لتعزيز هذه العلاقة وعكسها من خلال تفعيل المجالات الاقتصادية والتجارية ، الامر الذي يؤدي الى رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين ، ونحن جادون وعازمون لحل كافة الاشكاليات التي تعترض تقوية هذه العلاقات من خلال التواصل وعمل اللجان المشتركة وسنتمكن من حلها لمضاعفة حجم التبادل التجاري.

والقى نضال البزرة رئيس ملتقى رجال اعمال نابلس كلمة ثمن فيها دور غرفة تجارة وصناعة نابلس في انجاح الزيارة ، وشدد فيها على العلاقة الطيبة التي تجمع الشعبين الاردني والفلسطيني ، واكد على ضرورة توطيد وتعزيز علاقات التعاون الثنائي.

واختتم الوفد زيارته لنابلس بجولة في البلدة القديمة لنابلس ، حيث زار فيها العديد من المنشآت ، رافقه فيها مدير جمعية اللجنة الاهلية م. نصير عرفات الذي اطلعهم على طبيعة وحيثيات الحياة فيها ، مطلعا الوفد على تاريخ المدينة ومنشآتها.