وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مجلس الافتاء: التهويد يهدد وجود المسجد الأقصى

نشر بتاريخ: 28/11/2013 ( آخر تحديث: 28/11/2013 الساعة: 13:26 )
القدس -معا- استنكر مجلس الإفتاء الأعلى المحاولات الإسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً بين المسلمين واليهود، منبهاً أن سلطات الاحتلال شرعت في إقامة مدينة (القدس 2)، وإكمال المتحف تحت المسجد الأقصى، وذلك كله بالتزامن مع الدعوات لتسهيل اقتحام المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه بشكل مكثف من قبل المستوطنين، وتوفير الحماية لهم.

وقال المجلس: إن استمرار الاعتداء على المقدسات الفلسطينية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك يحول المنطقة إلى قنبلة موقوتة، وينذر بحرب دينية وشيكة، وأضاف: إن تقرير التلفاز الإسرائيلي الذي أظهر افتتاح قوات الاحتلال لمتحف تحت المسجد الأقصى المبارك، والبدء ببناء عمارة "شتراس" ذات الطابع اليهودي، التي يراد لها أن تعلو قبة الصخرة لتطغى على الطابع الإسلامي، هو إعلان رسمي لتدشين المسجد ككنيس يهودي، وقبلة لليهود لتأدية صلواتهم وطقوسهم التلمودية على حساب إسلامية المسجد وحضارته.

وبين المجلس أن سلطات الاحتلال ماضية في تهويد المسجد الأقصى في ظل تعتيم إعلامي كبير وسرية تامة، مؤكداً على وهم المشروع الإسرائيلي الذي يهدف إلى تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك أو وضع اليد عليهما؛ لأن المسجد الأقصى المبارك بساحاته وأروقته وكل جزء فيه سواء أكان ظاهراً على وجه الأرض أم تحتها هو حق خالص للمسلمين وحدهم، ومدينة القدس ستبقى إسلامية الوجه، عربية الهوية، ولن يسلبها الاحتلال وجهها وهويتها مهما أوغل في الإجرام وتزييف الحقائق.

وأهاب المجلس بالفلسطينيين ومن يستطيع من المسلمين الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك أن يكثفوا شد الرحال إليه، لنصرته، والوقوف سداً منيعاً في مواجهة ما يحاك من مكائد للنيل من قدسيته.

من جانب آخر؛ استهجن المجلس ما يتردد من أخبار عن منع أنغولا ممارسة شعائر الإسلام فيها، والشروع بإغلاق المساجد ومنع إقامة الصلاة فيها، واعتبارها الإسلام طائفة وليس معتقداً دينياً، وقال المجلس: إن الدين الإسلامي دين وسطية وتسامح وتعايش، وهو دين رباني يحترم الإنسانية، وليس إرهاباً أو تطرفاً.

ودعا المجلس الأمتين العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الأسرى، والعمل على مناصرتهم ورفع الظلم عنهم، وإيصال معاناتهم إلى كل دول العالم من أجل التدخل الجاد للإفراج عنهم، ليبصروا نور الحرية.

وقال المجلس: إن دعم صمود الأسرى وعائلاتهم واجب شرعي ووطني، يجب القيام به خاصة في ظل تعنت سلطات الاحتلال وقمعها لهم ومنعهم من أبسط سبل الحياة التي يستحقها الإنسان، داعياً إلى الوقوف إلى جانبهم في إضرابهم لنيل حقوقهم وحريتهم.

وناشد المجلس العالم أجمع بدوله وحكوماته ومنظماته ومؤسساته وهيئاته الحقوقية العمل على ثني سلطات الاحتلال عما تقوم به من انتهاكات صارخة بحق الإنسان الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية، التي كان آخرها الإخطار بهدم مسجد خربة الطويل في نابلس، والوقوف في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية التي تغير معالم المدينة المقدسة، واتخاذ القرارات العملية لدرء الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس والأسرى في سجون الاحتلال والقضية الفلسطينية برمتها.

جاء ذلك خلال عقد الجلسة الحادية عشرة بعد المائة من جلسات المجلس، برئاسة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.