|
معا تبدأ بسلسلة تقارير عن افريقيا - هيلا مريام قريبا في رام الله
نشر بتاريخ: 29/11/2013 ( آخر تحديث: 30/11/2013 الساعة: 01:11 )
اديس ابابا- تقرير معا - غادر الاستعمار الاجنبي افريقيا وهو يعتقد أنه لم يعد بها ما يستحق العناء، غادرت ايطاليا ليبيا وغادرت فرنسا الجزائر وغادرت البرتغال موزمبيق وغادرت بريطانيا جنوب افريقيا وغادرت فرنسا افريقيا الوسطى وهكذا... ولكن الدول الغنية لم تكتف بما حققته، وتكتشف كل يوم أن حضارتها لن تدوم من دون القارة السوداء التي حباها الله بكل ما تحلم به أي دولة صناعية، بل تجمع الدراسات العالمية وابحاث الامم المتحدة أن قارة افريقيا هي مخزون البشرية القادم من ناحية المواد الاولية، وبدء من الصين الى روسيا وامريكا وانجلترا وفرنسا وهولندا وحتى تركيا وايران لا تستطيع هذه الدول أن تواصل الصناعة من دون أن تعود الى افريقيا وتطلب المواد الاولية.
ولكن الطريقة التي عادت بها الدول الكبرى الى افريقيا هي المهمة الان، فقد انتهى الاستعمار وبدأ الاستثمار !!! فما هو الاستثمار؟ وهل يختلف عن الاستعمار؟ إن الشراكة مع افريقيا واحترام حضارتها وابناء قومياتها ومعتقداتهم هو حجر الرحى في كل ما يدور الان، اما نهب مخزون المواد الاولية بأبخس الاسعار بدعوى الاستثمار فهو استعمار جديد وليس استثمار مفيد. |252734| موسوفيني رئيس اوغنداـ قالها صراحة في وجه الرئيس الامريكي: انتم تأتون للاسثمار هنا وتشترون منا القهوة بأثمان رخيصة ويجري تصنيع قهوة اوغندا في ايطاليا وتاتون لبيعها هنا بعشرة دولارات رغم انكم اشتريتموها بعدة سنتات فقط!!! هل هذا استثمار؟؟؟ وكالة معا طرحت على السفير زهير الشن، سفير فلسطين في اثيوبيا (الحبشة) هذه المخاوف فقال، وهو يحاول جاهدا الحفاظ على اللياقة الدبلوماسية: لا تزال لغة الحوار بين افريقيا والدول الاجنبية من جهة، وافريقيا وبعض الدول العربية تفتقد الى الثقة والى الفهم المشترك، والدليل على أنه في اول منعطف تظهر أزمات خطيرة، تماما مثلما جرى بين اثيوبيا ومصر بشأن سد النهضة العظيم الذي تريد حكومة اثيوبيا اقامته عند بحر دار، وفي تسمية اخرى بحيرة تانا. |252736*السفير زهير الشن| السفير زهير الشن خدم في السلك الدبلوماسي ورقد في تونس وفي سراييفو نحو 6 سنوات، يوضح لنا وجهة نظر الاحباش (ان الاثيوبيين يعتبرون ان هذا السد سينعش بلدهم في تزويد الطاقة وبيع الطاقة ويعتبرونه امرا سياديا بحتا وليس عدائية ضد احد وضد مصر بالتحديد ويقولون انه لن يؤثر في كميات المياه المتفقة للسودان ومصر). ولكن معا وحين بحثت وجدت أن اثيوبيا تعيش عقدة ذنب، وهي نادمة على جيبوتي واريتيريا وجيبوتي الاستقلال في التسعينيات، وعلى كل حال ورغم أن الجبهة الشعبية لتحرير اريتيريا وزعيمها افرودي حظيوا بدعم الثورة الفلسطينية، الا ان العرب سرعان ما صدموا أن افوردي رئيس ارتيريا يبدي اعجابه الشديد بتجربة اسرائيل، ويتعقد أن عرفات دعم خصمه عثمان والذي توفي قبل سنوات. بل أن العاصمة اسمرة لا يوجد بها تمثيل فلسطيني وترفض الانضمام الى جامعة الدول العربية. اما جيبوتي فقد تحولت الى ما يشبه المستعمرة الفرنسية، فعدد سكانها 600 الف منهم 300 الف فرنسي. وفيما يدرس طلابها العرب في اليمن يوجد في جيبوتي جامعة باللغة الفرنسية!! اثيوبيا الان تعيش ازمة ذنب فقد اكتشفت انها خسرت ساحل مضيق باب المندب حين منحت جيبوتي الاستقلال، كما خسرت شاطئ البحر الاحمر حين منحت اريتيريا الاستقلال، وهي الان دولة كبيرة عدد سكانها 100 مليون ولكن لا يوجد لها اي منفذ بحري. |252738| وعودة الى السفير زهير الشن يقول إن اثيوبيا بلد امن وحضارة الحبشة قوية، كما أن اثيوبيا مثل باقي الدول الافريقية تبحث عن مصالحهها اولا وليس عن مصالح العرب، وعيون الدول الغنية مفتوحة على اثيوبيا فهي غنية بالخيرات مثل السمسم والنفط والثروات المعدنية والذهب والمغنيسيوم واليورانيوم والماس الى جانب ثروة هائلة من الخشب والذي تستميت الصانع الايطالية عليه. والان "تهجم" الدول الكبرى تريد "الاستثمار" في افريقيا بعدما نضبت بلادهم ، و"نهبوا خيرات اوروبا الشرقية"، ولكن القمم التي تعقد لا يوجد بها صراحة كافية لتشخيص الازمة وتوضيح العلاقة، وكلما حاولنا الحديث مع وزير او دبلوماسي تراه يتجنب الحديث المباشر. السفير زهير الشن مشكورا اجاب على اسئلتنا وقال ايضا: إن قمة سرت العربية الافريقية التي عقدت ايام القذافي ماتت في ارضها، ولم ينفذ اي قرار من قراراتها. وحين سألناه عن السبب قال: لعدم وجود ارادة سياسية لتنفيذ هذه القرارات. ويؤكد انه في اثيوبيا هناك 30 فلسطينيا فقط، وهم من رجال الاعمال وليسوا جالية وان اثيوبيا ترحب بالفلسطينيين وتسهل قدومهم اليها. وهم يديرون شركات صغيرة ومؤسسات وقد بدأوا قبل سنوات بعشرة الاف دولار او اكثر وتزدهرت اعمالهم. اما اليوم فيرى السفير أن أي استثمار جدي يحتاج الى مئة الف دولار واكثر لينجح. فاثيوبيا بلد انفتاح والامور تغيرت عن ذي قبل. |252735| مستوى دخل الاثيوبي يصل الى 300 دولار شهريا للموظف ، ولديها جيش قوي، وهناك نصف مليون اثيوبي وصلوا لعمل في السعودية في غضون اقل من سنة. ومن الدول المرشحة للاستثمار في القارة السوداء الى جانب اثيوبيا، هناك الغابون والكونجو وتوغو وغانا واوغندا الغنية بالماء. اما في مجال التنقيب فهناك كينيا وافريقيا الوسطى. وفي مجال النفط هرعت الشركات الامريكية الى رواندا وبرونداي وانغولا، وللعلم انغولا بلد نفطي غني ويتحدثون اللغة البرتغالية. والفلسطينيون لهم مصنع صابون شهير في اثيوبيا فيما اقامت هولندا مزارع هناك وتركيا اقامت مصانع دباغة وجلود والصين تولت شق الطرقات واشهر الفنادق في اديس ابابا اقامها رجال اعمال سعوديون. العلاقة طيبة بين منظمة التحرير واثيوبيا وقد صوتت مع فلسطين في كل المحافل الدولية ومنحتها الدعم السياسي، ويتوقع ان يقوم الرئيس هيلا مريام بزيارة رام الله في شهر ديسمبر القادم، اي خلال الاسابيع القادمة. |