|
بيروت- الأمم المتحدة تحيي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
نشر بتاريخ: 29/11/2013 ( آخر تحديث: 30/11/2013 الساعة: 09:07 )
بيروت - معا - أحيت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا بالأمم المتحدة (اسكوا)، اليوم الجمعة، في مقرها بالعاصمة اللبنانية بيروت، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في كلمته، خلال الاحتفال الذي أقيم لهذه المناسبة، "لفلسطين تحية حب بل تحية عروبة ونضال، لفلسطين التي استوطنت أحلامنا ولا زالت تستحوذ على عزمنا بالصلاة في قدسها الشريف، لفلسطين وقضيتها التي تمركزت في قلب كل عربي فسكنت الثنايا والضمائر، لفلسطين التي كشفت كل نقاط ضعفنا ونقاط قوتنا ونقاط الالتقاء ونقاط الاختلاف، لفلسطين في يومها العالمي سلاما ووعدا أنها ستبقى البوصلة والهدف والمبتغى". وأضاف: "لقد قرر لبنان منذ بداية الأزمة السورية أن يفتح حدوده وقلبه لكل مظلوم من سوريا ولم يفرق بين سوري وفلسطيني، بل ورغم كل الصعوبات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية قام بواجبه الأخلاقي والديني ليعطي للكون نموذجا عن كيفية تعامل البشر مع البشر فكيف إذا كانوا أشقاء؟'. وتابع ميقاتي: "نحن نعتبر أن العالم بأسره مدعو لدعم لبنان وعلى كل الصعد ومدعو للعمل سريعا على إيقاف القتل في سوريا من خلال عملية سياسية يتوافق على صياغتها السوريون، تنهي القتال وتعيد إلى هذا البلد الشقيق راحته وسلامه'. وقال إن "كلنا يعلم أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تجري بإشراف الولايات المتحدة الأميركية التي أظهرت رفضا واضحا لسياسة الاستيطان ورغبة في ملاقاة مبادرة العرب في بيروت عام 2002، ونحن نزيد بدورنا أن لا اتفاق سلام يستطيع أن يحيا إلا بضمان حق العودة للفلسطينيين ... كل الفلسطينيين، ونحن في لبنان أجمعنا دولة وأحزابا وفعاليات على رفض التوطين وبات الرفض هذا جزءا من مقدمة الدستور، ونحن والفلسطينيون ها هنا متفقون على توحيد الجهود لإقرار حق العودة ومنع التوطين". وأكد أن جوهر السلام هو أن يعيش الشعب الفلسطيني على أرضه في ظل دولة حرة مستقلة وفق القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وكل محاولة لتجاوز هذه الثوابت ستؤدي إلى مزيد من الأزمات في الشرق الأوسط والعالم. وقال: من فلسطين تبدأ مسيرة السلام، وفي فلسطين يبدأ تأريخ هذه المنطقة. فلسطين متجذرة في عمق التاريخ، وهي ماضي وحاضر ومستقبل كل المنطقة، وليعلم العالم، وليعلم الاحتلال، أن فلسطين قضية الأمة وستبقى، ولن تزول من ذاكرتنا، وهي بقيت حية لأجيال، وستستمر لأجيال، ولن تستطيع قوة على وجه الأرض أن تطمس قضية فلسطين. لا سلام من دون فلسطين.. لا استقرار من دون فلسطين.. لا أمان من دون فلسطين.. لا عدالة من دون فلسطين..لا حرية ولا ديمقراطية مكتملة من دون فلسطين..فالسلام العادل والشامل لا يكون إلا بفلسطين.. ومن دونها لا يكون". وبدوره، قال رئيس الوزراء رامي الحمدالله: "يشرفني بداية أن أتوجه إليكم جميعا، باسم سيادة الرئيس محمود عباس، وباسم شعبنا بخالص التحية وعميق التقدير للبنان حكومة وشعبا، وإلى الأسكوا على تنظيمها لفعاليات اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وإنه لشرف كبير أن أكون بينكم اليوم، وضمن هذه النخبة المميزة من أصدقاء ومناصري القضية الفلسطينية، لنحيي معا فعاليات هذا اليوم الذي يحمل دلالات هامة لأبناء شعبنا، ويأتي تذكيرا برحلة كفاحهم الطويلة من أجل نيل حقوقهم العادلة والمشروعة، ويشكل في الوقت ذاته، مناسبة هامة نجدد فيها إصرارنا على الصمود والتمسك بحقوقنا الوطنية كما حددتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حقنا في العودة وتقرير المصير وإقامة دولتنا المستقلة'. وأضاف أن ما يزيد هذا اليوم أهمية هو أننا نجتمع في كنف لبنان الذي احتضن شعبنا منذ سنوات النكبة، واختلط دمنا بأرضه وذكرياتنا بترابه، فعاش معنا ولا يزال محطات مشوارنا نحو الحرية والعودة والاستقلال. وتابع الحمد الله أن إحياء هذه المناسبة، كما في كل عام، يأتي وإسرائيل لا تزال تحاصر شعبنا بالاستيطان والجدار وتحكم سيطرتها على أرضنا ومواردنا ومقدارت شعبنا، ولا يزال مستوطنوها يواصلون إرهابهم، إضافة إلى ما تتعرض له مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وخصوصا المسجد الأقصى المبارك من اعتداءات متواصلة وممنهجة. وأضاف: لقد استطعنا العمل، رغم كل هذه الظروف، وبفضل التفاف شعبنا حول قيادته، على تعزيز صمود أبناء شعبنا وبقائهم على أرضهم. وقال: انصبت إستراتيجية عملنا خلال السنوات الماضية على مسارين أساسين ومتلازمين، يتمحور الأول حول إنجاز مهام التحرر الوطني والتصدي للاحتلال الإسرائيلي وطغيانه واستيطانه وجدرانه وإرهاب مستوطنيه، وقد اعتمدنا في ذلك كله على المقاومة الشعبية السلمية التي كرسها أبناء شعبنا نهجا تتسع رقعة المشاركة فيه، فيما ارتكز الثاني على ترسيخ البنية المؤسسية الفاعلة القادرة على رعاية مصالح المواطنين، وتلبية احتياجاتهم بكفاءة وفعالية، بما يساهم في استنهاض المزيد من طاقات وإمكانيات شعبنا. وأضاف الحمد الله: نجحنا، بفضل هذه الإستراتيجية، والعمل الدبلوماسي المتواصل الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بتحقيق إنجازات نوعية هامة تكللت باحتضان المجتمع الدولي وبأغلبية كبيرة لدولة فلسطين ورفع مكانتها في الأمم المتحدة، وكذلك قبولها عضوا كاملا في منظمة اليونسكو، وانتزعنا إقرارا دوليا بفعالية وجاهزية بنيتنا المؤسسية لخدمة مواطنيها بكفاءة واقتدار، ورفعت العديد من دول العالم مستوى التمثيل الدبلوماسي بيننا، وتنبهت الكثير من المؤسسات الدولية المتخصصة إلى ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وعرقلته لجهود التنمية الوطنية التي نحن بصددها خاصة في المناطق المسماة (ج)، والتي تشكل حوالي 62% من مساحة الضفة الغربية، يحرم أبناء شعبنا فيها من ممارسة حقهم في الحياة والاستثمار وتنفيذ المشاريع التنموية التي تستجيب لاحتياجاتهم". وفي هذا الصدد، أشاد الحمد الله بمشروع السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة الذي اعتمدته الأمم المتحدة قبل نحو أسبوعين، والذي يطالب إسرائيل بالالتزام بقواعد القانون الدولي وعدم استغلال الموارد الطبيعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، ويؤكد على حقوقنا غير القابلة للتصرف'. وقال: "لنا أن نفخر بتصويت دولة فلسطين، لأول مرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لانتخاب قاضي للمحكمة الدولية ليوغسلافيا السابقة". وأشار إلى أن إسرائيل قابلت كل جهود التنمية والبناء والمأسسة التي نحشد لها كل طاقاتنا بمزيد من الانتهاكات لحقوق شعبنا، ومزيد من الاستهتار بالجهود الدولية المبذولة لإعادة المصداقية للعملية السياسية عبر استمرار النشاط والتوسع الاستيطاني، وبناء جدار العزل والفصل العنصري، ومواصلة الاجتياحات العسكرية والإغلاقات، بالإضافة إلى مواصلة سياسة الاعتقالات التي تطال أبناء شعبنا يوميا، بمن فيهم الأطفال والمرضى والنساء وكبار السن، واستمرارها في اعتقال الآلاف الذين يقبعون في سجونها ومعتقلاتها، والحصار الظالم المفروض على أهلنا في قطاع غزة، وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، وعرقلة مؤسسات دولتنا من العمل بأقصى طاقاتها لتلبية احتياجات المواطنين في أماكن تواجدهم كافة". وأضاف أن المعاناة التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، في القدس ومحيطها، وفي مضارب البدو، وفي القرى المهمشة والمهددة من الجدار والاستيطان، وفي الأغوار، واستمرار مأساة اللجوء والاغتراب عن الوطن التي يحياها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وسوريا والأردن، وفي منافي الشتات، إنما تستدعي التدخل الفوري والفاعل من قبل المجتمع الدولي وقوى السلام والمحبة والعدل في العالم لإلزام إسرائيل بتنفيذ استحقاقات عملية السلام، والتوقف عن فرض وقائع جديدة على الأرض، فعلى إسرائيل أن تدرك عواقب انتهاكاتها على مستقبل عملية السلام برمتها وعلى حل الدولتين. وأكد أن شعبنا، وقيادته، سيتصدى لكل محاولات الانتقاص من حقوقه الوطنية، ولن يقبل إلا بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، والقدس عاصمة لها، وحل قضية اللاجئين على أساس القرار 194، وكما تضمنته المبادرة العربية للسلام، فقضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية، وتقع في قلب مشروعنا الوطني التحرري. وتابع الحمد الله: "لقد اعتمدنا في مواجهة التحديات الكبيرة التي تعصف بمشروعنا الوطني على البقاء والمقاومة، وعمدنا في ذلك إلى توفير مقومات صمود وبقاء المواطنين على الأرض. ويتركز جزء هام من عملنا هذا، على ضمان توفير الحياة الكريمة لأهلنا اللاجئين في الوطن وفي الشتات، بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات المحلية والدولية ذات العلاقة، خصوصا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وعلى حث الجهات والدول المانحة على مواصلة دعمها للأونروا لضمان استمرارها بتأمين خدماتها وتحسين نوعيتها أيضا لحين التوصل إلى حل دائم وعادل للاجئين". وقال 'إن إصرار اللاجئين الفلسطينيين وثباتهم في وجه التحديات وتشبثهم بالوطن وبحلم العودة إليه رغم مرور أكثر من ستين عاما على النكبة، كان ولا يزال مكونا أساسيا في حفظ الثقافة والهوية الفلسطينية، وهو اليوم حافزا إضافيا لنا لمواصلة العمل لتحقيق المصالحة وطي صفحة الانقسام المأساوي وحماية الهوية الوطنية من محاولات الطمس والتشتيت والمصادرة، فالوفاء لتاريخ ياسر عرفات وإرثه التاريخي، يحتم علينا إعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، هذه الوحدة التي ظل زعيمنا الراحل مخلصا لها ومدافعا عنها حتى آخر لحظات حياته'. وأضاف: إننا نؤمن تماما بالبعد العربي والدولي لقضيتنا، فهذه القضية التي ارتبطت بالأمم المتحدة ومؤسساتها منذ عام 1947، تستمد المزيد من الزخم والقوة بفضل دعمكم المتواصل، والذي كان له عظيم الأثر في تعزيز ثقة أبناء شعبنا بحتمية إنجاز حقوقنا العادلة. ونحن نعول اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، على استمرار هذا الدعم للوصول بمشروعنا الوطني إلى نهايته المتمثلة في الخلاص التام من الاحتلال وتجسيد سيادتنا الوطنية في دولتنا المستقلة'. وثمن الحمد الله عاليا جهود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومبادرات اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، ورئيسها السفير عبد السلام ديالو، على الجهود التي يبذلونها جميعا لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وضمان إلزام إسرائيل بالوقف الفوري لانتهاكاتها والالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية، كمدخل أساسي ولا بد منه لإعطاء المصداقية للعملية السياسية. وحيا الحمد الله، في ختام كلمته، أبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم، خاصة في مخيمات الشتات واللجوء، مؤكدا أنه لن يهدأ لنا بال حتى يتم إطلاق سراح أسرى الحرية من سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، كما شكر 'الإسكوا'، التي حرصت منذ سنوات على إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وتلا واتكنز رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جاء فيها: 'يتيح يوم التضامن السنوي لهذا العام فرصة للتأمل في الحال الحرجة التي يواجهها الشعب الفلسطيني والنظر في مساهماتنا الجماعية ومسؤولياتنا كحكومات أو منظمات دولية أو منظمات للمجتمع المدني، لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ويقام الاحتفال هذا العام في الوقت الذي يعمل فيه المفاوضون الإسرائيليون والفلسطينيون معا نحو الهدف المتفق عليه المتمثل في التوصل إلى تسوية شاملة وسلمية لكل قضايا الوضع الدائم'. وأضاف كي مون: 'إنني أدعو المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للطرفين في هذا المسعى الطموح للوفاء بالحل القائم على الدولتين، وبذلك يتم وضع حد للنزاع، ويجب على جميع الأطراف أن تتصرف بطريقة مسؤولة والامتناع عن الأعمال التي تقوض احتمالات نجاح المفاوضات". وقال: "إنني منزعج من الوضع الخطير على نحو متزايد على الأرض، وعلى الرغم من أنني أرحب بإفراج إسرائيل عن السجناء كجزء من الاتفاق على استئناف المحادثات، فإن نشاطها الاستيطاني في الأرض الفلسطينية المحتلة ما زال مستمر، ولا يزال مدعاة للقلق الخطير للغاية. إذ أن الإعلان عن بناء الآلاف من الوحدات السكنية الجديدة لا يمكن أن يتوافق مع هدف التوصل إلى حل الدولتين ويهدد بانهيار المفاوضات، وتعد المستوطنات انتهاكا للقانون الدولي وتشكل عقبة في طريق السلام، ويجب أن تتوقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية. ولن يعترف المجتمع الدولي بالتدابير التي تحكم مسبقا على قضايا الوضع النهائي. وتابع: في الوقت نفسه، يتواصل تشريد الفلسطينيين من خلال هدم المنازل في المنطقة 'جيم' في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتتسم التطورات في القدس الشرقية بأهمية خاصة، حيث تم في هذا العام وحده، هدم نحو 100 من المباني، ما أدى إلى تشريد 300 شخص، ويواجه مئات غيرهم من الفلسطينيين خطر التشريد لأن منازلهم بنيت دون تصاريح بناء صادرة عن إسرائيل، وهذا ما يبرز أهمية حصول الفلسطينيين على نظام عادل للتخطيط وتقسيم المناطق. وأود أن أذكر إسرائيل بالتزاماتها بحماية السكان في ظل الاحتلال، مبينا أن الوضع في غزة لا يزال مصدرا للقلق الشديد. وحول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) التي تعد شريان الحياة بالنسبة للملايين من الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والمنطقة، قال بان كي مون إنها لا تزال تواجه صعوبات مالية خطيرة، داعيا جميع الجهات المانحة، بما في ذلك الجديدة منها، إلى تقديم أو زيادة المساهمات من أجل الحفاظ على العمليات الحيوية والتي لا غنى عنها التي تضطلع بها 'الأونروا'. واعتبر الوحدة الفلسطينية على أساس التزامات منظمة التحرير الفلسطينية ومواقف مبادرة السلام العربية أمرا أساسيا لحل الدولتين، حاثا الفلسطينيين على التغلب على الانقسامات من دون تأخير لمصلحة الوحدة. وقال: يبقى الهدف واضحا، وهو وضع حد للاحتلال الذي بدأ عام 1967 وإقامة دولة فلسطين ذات السيادة والمستقلة والقابلة للبقاء على أساس حدود عام 1967، تعيش جنبا إلى جنب في سلام مع دولة إسرائيل الآمنة، ويتعين أن تخرج القدس من المفاوضات باعتبارها عاصمة الدولتين، مع وضع ترتيبات للأماكن المقدسة تكون مقبولة للجميع، ويجب إيجاد حل متفق عليه لملايين اللاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء المنطقة'. من جانبها، رحبت الأمينة التنفيذية للاسكوا، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة ريما خلف بالحضور، وقالت: أعود إلى ظروف نشأة هذا اليوم في عام سبعة وسبعين من القرن الماضي، عندها قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اختيار التاسع والعشرين من تشرين الثاني من كل عام يوما يتضامن فيه العالم، بدوله وشعوبه، مع الشعب الفلسطيني الذي تنتهك حقوقه في وطنه تحت الاحتلال الإسرائيلي، وفي الشتات'. وتابعت: نلتقي اليوم تضامنا مع شعب تستباح حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كل يوم في أسوأ احتلال عرفته البشرية في التاريخ المعاصر، الاحتلالات جميعها قبيحة وبغيضة، ولكن ما يتفرد به الاحتلال الإسرائيلي، ليس التنكر للكرامة المتأصلة للشعب القابع تحت الاحتلال فحسب، بل العمل على إبادته سياسيا، وإحلال شعب الدولة المحتلة محله، إسرائيل التي منعت اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم منذ عام 1948، احتلت بالقوة سائر فلسطين، وأمعنت في سياسة تهجير أهلها مستخدمة وسائل شتى من تضييق على سبل عيش الفلسطينيين ومصادرة أرضهم ومصادر رزقهم، إلى هدم بيوتهم وطردهم من وطنهم. وأضافت أنه حسب تقارير الأمم المتحدة، قامت إسرائيل منذ عام 1967، بهدم أكثر من خمسة وعشرين ألف منشأة ومنزل وإبعاد أكثر من ربع مليون فلسطيني في خرق سافر لاتفاقية جنيف الرابعة، ولما يزيد على 13 قرارا لمجلس الأمن، كما دفعت إسرائيل بمئات الآلاف للاستيطان في الأرض الفلسطينية في خرق سافر لاتفاقية جنيف الرابعة التي تمنع صراحة سلطات الاحتلال من نقل مواطنيها إلى الأراضي المحتلة. . وقالت خلف:'من اعتقد بعلوه على الآخر يحرر نفسه من الرادع الأخلاقي الذي يمنع من إيذاء الآخر، وعندما يترافق هذا مع تساهل في القانون وحصانة من المساءلة والعقاب، يصبح عنف المستوطنين العنصري ضد الفلسطينيين سمة أصيلة في نظام الاحتلال القائم على القهر ومصادرة الحق'. وأضافت: 'لا ينحصر العنف الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين، بالعنف الجسدي المباشر، بل يتعداه إلى عنف معنوي وعقوبات جماعية يتجلى أسوأ أشكالها في الحصار الجائر على قطاع غزة الذي يعرض مليون ونصف المليون فلسطيني لمشكلات صحية وتعليمية وحياتية ناهيك عن القتل والاغتيال'. وحيت خلف الشعب الفلسطيني في يوم التضامن معه، وقالت أتطلع إلى يوم يجمعنا فيه قيام دولة فلسطين الحرة المستقلة وذات السيادة'. وكان الاحتفال افتتح بأغان من التراث الفلسطيني للفنانة أمل كعوش، التي بدأت مسيرتها الغنائية مع فرقة 'جفرا' للأغنية الفلسطينية والحائزة على المركز الأول في مسابقة 'حنظلة' لأفضل رسم عن النكبة الفلسطينية مع معرض رسومها في بيروت 'ميرون 48'. ثم كانت رسالة إنسانية للفنانة التونسية هند صبري التي زارت فلسطين، وعايشت معاناة شعبها تحت الاحتلال، والتي شكرت في مستهل كلمتها 'الإسكوا' على دعوتها وتنظيمها هذا النشاط 'الذي تنبع أهميته من كونه اعترافا من الأمم المتحدة، ممثلة العالم، بالظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني منذ عام 1947، أي منذ صدور قرار التقسيم الذي كان فاتحة لمآسي الشعب الفلسطيني وغيره من الشعوب العربية التي عانت، ولا تزال، بسبب الحروب والقتل والتدمير'. وأضافت: إن التضامن الذي نبديه اليوم ودعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني حتى يتمكن من العيش بكرامة على أرضه متمتعا بحقوقه كافة، هو واجب على كل إنسان ذو ضمير حي، هنا وفي العالم أجمع. |