|
تباين آراء طلبة الإعلام حول تغطية الصحف لفوز الفنان عساف
نشر بتاريخ: 30/11/2013 ( آخر تحديث: 30/11/2013 الساعة: 16:57 )
رام الله- معا - تباينت آراء طلبة الاعلام في جامعتي الخليل والنجاح، وفي كلية فلسطين التقنية العروب، إزاء حجم وكيفية تغطية الصحف الفلسطينية الثلاث: "القدس"، "الأيام" و"الحياة الجديدة"، لفوز محمد عساف محبوب العرب في برنامج "أراب آيدول"، حيث انقسمت الآراء ما بين متحفظ على التغطية ومؤيد لها، في حين اتخذ فريق منهم موقفا معارضا لظاهرة الفنان محمد عساف من أساسها.
الفريق الذي أبدى تحفظه، برر موقفه من حجم التغطية التي قامت بها الصحف في تلك الفترة، بأنها كانت على حساب قضايا وطنية ونضالية هي في نظرهم أكثر إلحاحا مثل: قضية الأسرى حيث خاض الأسرى وعلى رأسهم سامر العيساوي في تلك الفترة إضرابا عن الطعام، لم يحظ بذات الحجم من التغطية في وسائل الاعلام، ولا حتى في اهتمامات الطبقة السياسية والاقتصادية التي تجندت خلف عساف وسعت إلى فوزه واضعة كل إمكانياتها. وتساءل هذا الفريق خلال عرض نتائج تقرير وحدة الرصد في "مفتاح" على طلبة الاعلام عن الأسباب التي تمنع هذه القوى من حشد دعمها وتأييدها لقضايا اعتبروها ملحة وذات أولوية مثل الأسرى، والاستيطان في القدس، واستهداف المسجد الأقصى، ولماذا لا يقوم الاعلام الفلسطيني أيضا وتحديدا الصحف الثلاث بالتجند لهذه القضايا على نحو ما غطت به فوز عساف. وليس بعيدا عن موقف هذا الفريق، ما أبداه المعارضون إزاء تغطية تلك الصحف، وإزاء الظاهرة التي جسدها عساف من خلال فنه، على اعتبار أن الانشغال بتغطية مسابقة فنية كمثل التي شارك فيها عساف صرفت الأنظار، عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته بحق الأسرى والقدس، ومصادرة الأراضي والاستيطان، بالإضافة إلى موقف هذا الفريق المبدئي من قضية الفن والغناء ورفضه لها، وعدم النظر إلى الفن كأداة نضالية أيضا لا تقل أهمية باقي ادوات النضال. لكن الفريق المؤيد أبدى موقفا داعما لما قامت به الصحف الثلاث من تغطية مميزة وواسعة لفوز عساف، وعبروا عن ثقتهم بأن وسائل الاعلام المحلية يمكنها أن تقوم بدور مؤثر في جميع القضايا الأخرى أيضا فيما لو تجندت معها القوى السياسية المختلفة، ودعمها النفوذ المالي لرجال الاعلام، كما ظهر في وقوف كبار رجال الأعمال خلف عساف، وتنافس كبرى شركات الاتصال على دعمه، إلى جانب الدعم السياسي ومن أعلى المستويات، ما كان سببا في تحقيق عساف الفوز، وعلى ذلك يمكن أن تقاس النتائج في القضايا الوطنية والنضالية الأخرى، كالأسرى وغيرهم. وعبر هذا الفريق عن دعمه للظاهرة الفنية التي جسدها عساف، ولم يفصلها عن القضية الوطنية باعتبار الفن أداة نضالية، نجح عساف في نقلها إلى العالم كله، ووحد خلفه جموع الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، رغم الانقسام السياسي القائم. وأكدت بعض مداخلات الطلبة في هذا المجال أن حكاية خروج عساف من مخيم خانيونس مجتازا الحدود المصرية وصولا إلى بيروت، عكست حكاية المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون عموما وهو ما ظهر في تغطية الصحف، وحتى في تقارير وكالات الأنباء العالمية التي كتبت عن عساف اللاجيء الفلسطيني الشاب الذي تمكن من تحقيق حلمه بالفوز رغم كل التحديات التي واجهته انطلاقا من لحظة خروجه من مخيم خانيونس إلى أن وصل بيروت وهناك حقق الفوز الكبير. ولعل هذه المواقف، هو ما ظهر في تقرير وحدة الرصد في "مفتاح"، وما خرج به من نتائج، كان من أبرزها تعامل الصحف الفلسطينية الثلاث مع ظاهرة الفنان محمد عساف كحدث وطني هام استحق أن تخصص له العناوين الرئيسية على صدر صفحاتها الأولى، ونادرا ما يحدث مثل هذه التغطية، علما بأن الحدث السياسي كان على الدوام هو العنوان الرئيس لتلك الصحف. وهذا التحول في سياسات تلك الصحف يعكس تطورا إيجابيا مهما في النظرة حيال قضايا إنسانية تتعلق بإبداعات الشعب الفلسطيني النضالية والفنية والثقافية. في حين عكست تغطية الصحف الثلاث اهتماما في إبراز المشاعر الوطنية التي جاء بها فوز محمد عساف، وإظهار الفخر الرسمي والشعبي بالفنان الشاب الذي استطاع أن يعبر عن هموم وطنه وشعبه وقضاياه الإنسانية بإبداع فني كبير شهد له به كبار الفنانين العرب. وظهر ذلك أيضا من أغانيه التي قدمها عن الكوفية والشهداء والأسرى الفلسطينيين وهي رموز وطنية يتوحد حولها الفلسطينيون عموما، كما قدم جانبا آخر من موهبته حين غنى من الطرب العربي الأصيل لكبار الفنانين العرب، لم يقلدهم بل أضاف إلى أغانيهم إبداعا جديدا جعل منه ظاهرة لفتت انتباه لجنة التحكيم وقالت فيه ما قالت بشأن إبداعه حتى تحقيقه الفوز. بينما خصصت الصحف الثلاث مساحات مهمة من مقالات الرأي التي تناولت بالقراءة والتحليل الظاهرة الفنية الفلسطينية الشابة التي اخترقت الحدود وحققت الفوز المنشود. رغم الانتقادات التي وجهت من قبل فريق فلسطيني لهذه الظاهرة لدواع دينية أيديولوجية، وكان هذه الانتقادات محلا للانتقاد من كتاب رأي فلسطينيين وعربا. وظل الكاريكاتير حاضرا أيضا في مواكبة هذه الظاهرة الفنية، وبدت مضامين تلك الكاريكاتيرات في "الأيام" و"الحياة الجديدة" متطابقة مع الدلالات والمعاني التي ركزت عليها الصحف الثلاث في عناوينها الرئيسية حيال فوز عساف، من خلال إظهار مشاعر الفخر والاعتزاز بالفنان الشاب وبموهبته الفذة وقدراته الفنية. وعن اختيار هذا الموضوع لرصده وقراءته كما ورد في الصحف المحلية الثلاث، يقول رهام النمري، منسق وحدة الرصد في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" " سبب اختيارنا لهذا الموضوع، هو أن هذا الحدث لم يحظ بمثل ما حظي به فوز الفنان الفلسطيني الموهوب محمد عساف بلقب محبوب العرب "أرب أيدول"، سواء على المستوى الرسمي والشعبي أو على مستوى تغطية وسائل الاعلام الفلسطينية المختلفة التي تجندت جميعها خلف هذه الظاهرة الفنية الفلسطينية غير المسبوقة، وسعت الأوساط جميعها على مستوى الوطن وخارجه وفي كل الساحات التي تواجد فيها فلسطينيون إلى أن يحقق هذا الشاب الموهوب والقادم من مخيمات قطاع غزة الفوز المنشود، خاصة أن عساف وفي مختلف مراحل المسابقة حمل رسالة شعبه إلى العالم وقدمها على خير وجه، فكان صاحب رسالة إنسانية أكدت للعالم حيوية الشعب الفلسطيني وقدرة أبنائه على الإبداع في جميع المجالات، سواء ما تعلق منها بنضاله الوطني، أو بدوره الانساني الحضاري في مجالات الفن والثقافة، لينضم هذا الشاب المبدع إلى قائمة المبدعين من أبناء شعبه، كمحمود درويش وسميح القاسم، وتوفيق زياد، وفدوى طوقان، وكثيرون ممن تركوا خلفهم إرثا إنسانيا وثقافيا هائلا" . وأضاف" لعل هذا ما يفسر اهتمام الفلسطينيين عموما بهذه الظاهرة الفنية التي شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء، والخصوم قبل الأشقاء، ولم يكن اهتمام وسائل الاعلام المحلية أقل اهتماما من جميع هذه القطاعات، وبالتالي، عرض التقرير الكيفية التي غطت بها الصحف الفلسطينية الثلاث فوز الفنان عساف من على مدى يومي الثاني والثالث والعشرين من شهر حزيران 2013، أي قبل يوم من اعلان النتائج وبعد يوم واحد من إعلانها، وذلك من خلال ما تضمنته العناوين الرئيسية للصحف الثلاث، وما تضمنته من ردود فعل من تصريحات، ومقالات رأي، ورسومات كاريكاتيرية. ركزت في معظمها على تعزيز الانتماء الوطني بالموهبة الفلسطينية الجديدة التي يمثلها محمد عساف، وإظهار مشاعر الفخر والاعتزاز بها، من خلال ما دلت عليه الصيغ والمصطلحات المستخدمة في عناوين تلك الصحف والتي تمحورت جميعها حول الرموز الوطنية التي يلتف حولها الفلسطينيون وتشكل قاسما مشتركا لهم وأبرزها الكوفية التي هي رمز لهويتهم وقضيتهم الوطنية، إضافة إلى إبراز قضايا تشغل الرأي العام الفلسطيني وتشكل مركز اهتمامه، وعليها أيضا يتوحد الفلسطينيون، مثل قضيتي الاسرى وشهداء الحرية". |