وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التعمري: قضية فلسطين مرتبطة بالتطورات في المنطقة وفتح تدرس امكانية اعادة بحث استراتيجيتها بخصوص حل الدولتين

نشر بتاريخ: 28/05/2007 ( آخر تحديث: 28/05/2007 الساعة: 17:12 )
بيت لحم- قال اللواء صلاح التعمري محافظ بيت لحم وعضو المجلس الثوري لحركة فتح ان مستقبل القضية الفلسطينية اصبح مرتبطا بالتطورات في منطقة الشرق الاوسط خصوصا فيما يتعلق بالعلاقات بين الولايات المتحدة وايران وما ستؤول ايه هذه العلاقات.

واوضح التعمري خلال استقباله السفير الاسترالي لدى السلطة الوطنية ان حركة فتح تدرس طرح امكانية العودة الى استراتيجيتها التي تتعلق باقامة دولة واحدة على ارض فلسطين التاريخية خلال مؤتمراتها القادمة بحيث سيعيش في هذه الدولة وفق الرؤية الفتحاوية المسلمون والمسيحيون واليهود بمساواة تامة اذا ما استمر العالم بسياسة الصمت عن الممارسات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وهو الامر الذي ادى الى تمادي اسرائيل في طغيانها وممارساتها القمعية وبالتالي فشل حل الدولتين نتيجة الممارسات الاسرائيلية التي لم تبقي من الارض أي شيئ لاقامة الدولة الفلسطينية التي يتحدث عنها العالم الى جانب دولة اسرائيل.

كما واوضح التعمري ان الشعب الفلسطيني ومن خلفه الامة العربية والاسلامية يعملون من اجل السلام مشيرا الى ان وثيقة الاسرى والمبادرة العربية وغيرها من مبادرات تؤكد هذه الرغبة العربية والاسلامية الا ان ممارسات اسرائيل توضح موقفها الرافض لهذه المبادرات وبالتالي توتير الاجواء وتصعيدها .

وعبر التعمري عن اعتقاده من ان استمرار اسرائيل في سياستها الحالية يصعب الامور على الطرف الفلسطيني الذي يسعى لتحقيق السلام خصوصا وان الشعب الفلسطيني يرى بشكل يومي اصنافا متعددة من الممارسات القمعية الاسرائيلية كالجدار والاستيطان والاهانة على الحواجز والاعتقال وهدم البيون وغير من قضايا حياتية يومية .

كما وتطرق البحث بين التعمري والسفير الاسترالي الجديد لدى السلطة الذي جاء للقاء المحافظ التعمري وللاطلاع على الاوضاع الفلسطينية على الارض عن كثب الى السياسات الاسرائيلية الخاصة بالحصار الاقتصادي على الشعب الفلسطيني كمنع تصدير المنتجات الزراعية ومحاصرة الاماكن السياحية واقتصار زيارات الحجاج الى هذه المناطق لساعات فقط .

واشار التعمري الى انه لم يتقبى للشعب الفلسطيني امام هذه الممارسات سوى تعزيز وحدته الوطنية وتقويتها ولعب دور اكبر في بناء مجتمع مدني والانتظار حتى تجري متغيرات على الوضع العالمي ومنح الفلسطينيون حقوقهم المشروعة مشددا على ان الشعب الفلسطيني سينتصر في نهاية المطاف وان نصره يتمثل في صموده وبقاءه على ارضه.

وشدد التعمري على ان الذين يسقطون من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي يمثلون خسارة للطرفين يمكن تجنبها لانه في نهاية المطاف سيجلس الطرفان وتعود الحقوق لاصحابها.

وحول تساؤولات السفير الاسترالي عن واقع حركة فتح قال التعمري ان استراتيجة فتح لا تقوم على اساس ابادة اسرائيل بل على مناهضة الصهيونية العنصرية فيها وهو الامر الذي دفع الكثيرين فيها الى امكانية اعادة بحث تفعيل بنود اقامة دولة واحدة على فلسطين ليعيش الجميع فيها بحقوق وواجبات متساوية

وحول وضع حركة فتح بعد الانتخابات الاخيرة قال التعمري ان لحركة فتح جذور في العمق الفلسطيني مؤكدا ان الشعب الفلسطيني صوت لبرنامج فتح كقائمة لكنه عاقب اشخاصها على فشل وفساد بعض القيادات في الحركة.

واشار التعمري الى ان هناك حركة استنهاض للجهود داخل الحركة خصوصا في الاجيال الشابة من خلال المؤتمرات الحركية وصولا الى المؤتمر العام السادس مشددا على انه يفضل كلمة استنهاض للجهود بدل اصلاح الحركة.

وحذر التعمري من محاولات بعض الجهات حرف قيادات فتحاوية عن مسارها من خلال تمويل مؤسسات اهلية وخلق قيادات جديدة خدمة للاهداف الامريكية والاسرائيلية مشددا ان هذه الجهات تحاول تعطيل عقد المؤتمرات الحركية الا ان وحدة حركة فتح اكبر من كل هذه المحاولات.

وشدد التعمري على ان العدو الحقيقي للشعب الفلسطيني بالنسبة لفتح هو الاحتلال الاسرائيلي وليس حركة حماس وانه من الخطا التنازع مع حماس والاقتتال معها رغم الاختلاف الجوهري معها على كافة الصعد السياسية والاجتماعية.

كما وعبر التعمري عن رفضه لكل المحاولات الرامية لاجراء انتخابات مبكرة مشيرا الى ان حماس جاءت بانتخابات ويجب ان تذهب بانتخابات يتفق عليها الجميع او الى حين انتهاء فترتها القانونية أي بعد اربع سنوات لاعطاءهم والشعب الفلسطيني للحكم عليهم من خلال تصرفاتهم .

وشدد التعمري على انه والكثيرين من قيادات فتح يعملون على خلق نماذج طيبة عن حركة فتح من خلال العمل وليس من خلال الكلمات وهو الامر الذي سيعيد لهذه الحركة مكانتها.

من جهته شكر السفير الاسترالي المحافظ التعمري على حسن استقابله مشددا على ضرورة العمل من اجل تعزيز العلاقات الفلسطينية الاسترالية.

وعبر السفير الاسترالي عن امله في ان تساهم بلاده في تحقيق السلام والعدل في هذه المنطقة بما يضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشرعة ليتمكن من بناء دولته ومؤسساته ويعيش بكرامة