وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إطلاق حملة عالمية ضد اعتقال الأطفال المقدسيين

نشر بتاريخ: 02/12/2013 ( آخر تحديث: 03/12/2013 الساعة: 00:44 )
القدس- معا - أطلق مركز مدى الإبداعي اليوم الإثنين الحملة العالمية ضد اعتقال الأطفال وتعذيبهم، بعنوان "غرفة رقم 4"، وذلك في مقر نادي المركز في سلوان بمدينة القدس، بحضور ممثلين عن القنصليات والممثليات ومندوبين عن المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والدولية.

وشملت الحملة العالمية في مرحلتها الأولى معرضا فنيا، من تصوير أشرف الدواني، واخراج وانتاج الفنان تامر نفار، حيث عكست الصور ما يعانيه الأطفال في قسم التحقيق الإسرائيلي المعروف باسم "غرفة 4"، من تعذيب وضغط نفسي وجسدي لانتزاع الاعترافات منهم.

وأوضح جواد صيام مدير مركز مدى الإبداعي خلال المؤتمر الصحفي للاعلان عن انطلاق الحملة، ان الحملة جاءت نتيجة لتزايد عمليات اعتقال الأطفال من كافة مناطق مدينة القدس، حيث سجل السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في أعداد الأطفال المعتقلين في السجون الإسرائيلية، لافتا ان الاحتلال اعتقل منذ مطلع العام الجاري حتى شهر تشرين اول الماضي 350 طفلا.

وعن سبب تسمية الحملة "غرفة رقم 4" أوضح صيام ان الحملة حملت اسم "غرفة رقم 4" اشارة الى الغرفة التي يُحقق فيها مع كافة أهالي مدينة القدس (الأطفال، والنساء، والرجال) من كافة الفئات العمرية، والمعروفة "بقسم الأقليات" علما انها احدى أقسام معتقل المسكوبية بغربي المدينة، حيث يتعرض الاطفال في هذه الغرفة على وجه الخصوص لاعتداء جسدي ولفظي، وضغط نفسي لنزع الاعترافات منهم بالقوة، وبالتالي توجيه التهم ضدهم، وتحويلهم الى السجن الفعلي.
|253446|
من جانبه أوضح الفنان تامر نفار أن هدف الحملة هو رفع التوعية للمجتمع المحلي والدولي عن اعتقالات الأطفال في شرقي القدس، من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الموقع على الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الطفل، وقال:" ان اسرائيل تنتهك القوانين الدولية بشكل يومي في شرقي القدس، بتنفيذ الاعتقالات للاطفال - من هم دون ال18 عاما- بصورة منافية للاعراف الدولية، بحجج وذرائع مختلفة.

وأوضح انه اشترك في الصور عدد من الفنانين الفلسطينيين من مدينة القدس والضفة الغربية ومناطق الداخل الفلسطيني، ومنهم الفنان صالح بكري, والفنانة ريم تلحمي, اضافة الى فناني برنامج وطن عوتر, وغيرهم، مضفا ان كل صورة عكست ما تعرض له الأطفال داخل "غرفة رقم 4"، حيث تم اقتباس ما قاله وتحدث عنه الاطفال في التقرير الذي نشره مركز مدى عام 2012 بعنوان “The Impact of child arrest and detention" حيث أسلوب التحقيق القاسي والمنافي للقوانين الإسرائيلية والدولية... متمثلة بالتحقيق مع الأطفال دون مرافق، واستخدام العنف الجسدي واللفظي، منوها الى استعمال أسماء "مُستعارة" للأطفال الذين جرت مقابلتهم حفاظاً على سلامتهم.

وأضاف نفار أن الحملة ستُطلق مساء الخميس القادم موقعا الكترونيا هو مختص باعتقال الأطفال http://www.roomno4.or، وذلك بالتزامن مع نقل معرض الصور الى مقر المعهد الفرنسي بشارع صلاح الدين بالقدس، لافتا ان المعرض سيستمر لمدة شهر وهو "بالاشتراك مع مؤسسة "وور تشايلد".
|253445|
من جانبه اوضح المصور اشرف الدواني ان فكرة الصور مستوحاة من الواقع الذي يعيشه الأطفال في القدس، الذين يحرمون من العيش بحرية وأمان، وقال:" ان التركيز على الأيادي في كافة الصور جاء لمقابلتي احد الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال في سلوان حيث قال:" لما ادخل غرفة رقم(4) بشوف ايدين وبعدها ما بشوف اشي"اشارة الى ضربه."، والاعتماد على الاضاءة المعتمة هي اضافة درامية للشعور بالعزلة التي يعيشها هؤلاء الأطفال.

بدوره اوضح المحامي عامر ياسين من مركز معلومات وادي حلوة خلال المؤتمر أن اسرائيل حولت "الاستثناء" الى "قاعدة"، لتنفيذ اعتقالات الأطفال، حيث تمنع القوانين الإسرائيلية اعتقال الاطفال ليلاً ما بين الساعة (8 مساءً حتى السابعة صباحا)، الا ان معظم اعتقالات الاطفال في شرقي القدس تكون في ساعات الفجر، ويتم التحقيق مع الأطفال لوحدهم دون وجود مرافق، كما تنص القوانين، علما ان اعتقال الأطفال يجب ان يكون الوسيلة الاخيرة وليست الاولى، حيث من الممكن استدعاء الطفل لاستجوابه مع احد والديه.

وأضاف ان القوانين الاسرائيلية تلزم وجود مرافق مع الاطفال خلال التحقيق، كما تنص على ضرورة وجود محقق مختص مع الاطفال، الا ان ذلك يعتبر شبه معدوم في غرف التحقيق خاصة غرفة رقم (4)، وفي هذه الحالات تدعي الشرطة ان ذلك "لمصلحة التحقيق، وعدم التشويش على مجرياته.

وعن تقييد الاطفال خلال الاعتقال قال المحامي عامر ياسين ان القوانين الاسرائيلية تمنع تقييد يدي الاطفال في اماكن عامة، وخلال التحقيق، الا ان ذلك لا يطبق للضغط على نفسية الأطفال.

واشار ان طواقم المحاميين يقدمون الالتماسات واستئنافات وتقارير قانونية للسلطات المختصة حول انتهاك اسرائيل القوانين خلال تنفيذ اعتقال الاطفال.

بدورها شرحت سحر بيضون مركزة شؤون المراة والاطفال في مركز مدى عن التقرير الذي نشره مركز مدى العام الماضي- 2012- بعنوان "The Impact of child arrest and detention" والذي ركز على الآثار النفسية التي تلي الاعتقال مباشرة، وبعد الاعتقال بعام، وذلك من خلال الزيارات التي ينفذها المركز والاتصال المباشر مع الأهالي، وقالت بيضون:" ان الآثار تختلف من طفل لآخر، فالأطفال الأقل عمرا يتعرضون لحالات الفزع والهلع، والتبول اللاارادي، اضافة لحاجتهم لمتابعة طبية بسبب أوجاع والالم في الظهر، اما الاثار على المدى البعيد فتتمثل بعزلة الطفل -انسحابه من الحياة-، والعنف الزائد، اضافة الى التراجع الدراسي، ومن الممكن ترك المدرسة، بعد عام انسحاب من الحياة، توازن من خلال الجلسات النفسية، 30 حالة 40% تركزا المدرسة

من جانبها تحدثت ام محمد شيوخي عن تجربة اعتقال ابنائها الاربعة، وكانت اعمارهم اقل من 18 عاما، حيث تم توقيفهم لعدة أيام في معتقل المسكوبية، علما ان الاعتقالات كانت تتم في ساعات الفجر الاولى، والتحقيق في غرف 4 بمفردهم دون وجود مرافق، وتحدثت شيوخي عن اعتقال ابنها عبد الكريم عندما كان عمره اقل من 14 عاما، وذلك بعد خروجه من المستشفى مباشرة بعد اجرائه عملية جراحية "الزايدة الدودية"، حيث تم اعتقاله لعدة ايام واحتجازه رغم وضعه الصحي الصعب، كما لم يعرض على طبيب طوال فترة الاعتقال.