|
محلل سياسي فلسطيني يدعو للمبادرة بوقف اطلاق الصواريخ مثلما اوقفت العمليات التفجيرية لصالح مقاومة شعبية يتفق عليها
نشر بتاريخ: 29/05/2007 ( آخر تحديث: 29/05/2007 الساعة: 13:31 )
بيت لحم- معا- بعث الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني المعروف هاني المصري مقالة لوكالة معا بعنوان الصواريخ: ألعاب نارية أم مقاومة مجدية؟
ويدعو المحلل السياسي الفصائل الفلسطينية لاعادة البحث في ايجابيات وسلبيات اطلاق الصواريخ على سديروت !! ويدعو التنظيمات الى المبادرة بوقف اطلاق الصواريخ لصالح المقاومة الشعبية فيقول : " لنبادر لوقف إطلاق الصواريخ لصالح مقاومة متعددة الأشكال تعتمد على الشعب والمقاومة الشعبية، مقاومة متفق عليها من الجميع أو من الغالبية العظمى من الشعب والقوى وتحظى بتأييد العالم كله، أو بتفهم العالم كله " وجاء في المقالة الطويلة التي تنشر نصها كاملة في باب المقالات : المسألة التي يجب أن تناقش هي مدى جدوى اطلاق الصواريخ، وهل هي الأسلوب الرئيسي أو الوحيد والأجدى للمقاومة، وهل تملك أفقاً استراتيجياً أم انها مجرد رسائل وإشارات، كما قال أحمد يوسف، في احدى المقابلات الصحافية. إذا كانت ناجعة جداً لماذا ايقافها الآن، ولماذا سبق وأن أوقفت؟ وإذا كانت مجرد رسائل أو إشارات فالغرض منها قد تحقق؟ أما إذا كانت وسيلة لتحسين شروط هذا الفصيل أو ذاك في الصراع الداخلي وفي عملية السيطرة على السلطة والمنظمة والقرار الفلسطيني، فإنها لم تستنفذ أغراضها، فالمعركة الداخلية ما زالت في بدايتها. ولكنها وسيلة ستساهم في إحراق كل شيء. وضياع كل شيء، حتى تكون الصواريخ وسيلة استراتيجية يجب أن تملك القدرة على الاستمرارية والتطور بحيث تصبح أبعد مدى وأكثر فاعلية. وهذا يجعل الفلسطينيين بحاجة إلى حاضنة عربية على الحدود الفلسطينية ودولية تدعم هذا النمط من المقاومة، مثل هذه الحاضنة غير موجودة بدليل أن اسرائيل مرتاحة للتفهم الدولي للرد الإسرائيلي وللصمت العربي. إذاً، الاعتراض على الصواريخ ليس اعتراضاً على المقاومة، وهو لا يرجع أساساً لأن حجم الخسائر الفلسطينية أكبر بكثير من حجم الخسائر الإسرائيلية، وإنما لأنها وسيلة لا يوجد لها أفق ومستقبل، ولأنها ليست محل اجماع أو شبه إجماع، بل هي أحد أهم أسباب الانقسام الداخلي الفلسطيني، وذريعة تستخدمها اسرائيل لتضليل شعبها والعالم كله، وتبرر لها استخدام ما تعتقد أنه يلزم من قوة لايقاف خطر الصواريخ. وأخيراً نقد أسلوب إطلاق الصواريخ، لا يمكن أن يكون مجدياً، إذا تم الاكتفاء بالدعوة للهدنة المجزأة، واستمرار الأوهام عن وجود أفق سياسي، واهمال ما يجري على الأرض من عدوان عسكري واستيطان وجدار ومصادرة أراضٍ وتقطيع أوصال، تجعل إقامة الدولة الفلسطينية أبعد مع فجر كل يوم جديد، وسيكون ضاراً نقد اطلاق الصواريخ إذا كان مبنياً على الاقلاع عن المقاومة بكل أشكالها. ففي هذه الحالة تكون مقاومة الصواريخ العبثية أفضل من لا شيء، وأفضل من عدم المقاومة على الإطلاق، وأفضل من المراهنة على عملية سلام غير موجودة أصلاً. لنبادر لوقف إطلاق الصواريخ لصالح مقاومة متعددة الأشكال تعتمد على الشعب والمقاومة الشعبية، مقاومة متفق عليها من الجميع أو من الغالبية العظمى من الشعب والقوى وتحظى بتأييد العالم كله، أو بتفهم العالم كله! مثل هذه المقاومة لها أفق، وقادرة على الانتصار، والشعب الفلسطيني يقاوم ليس من أجل المقاومة، وإنما من أجل دحر الاحتلال، ويقاوم من أجله ومستقبل الأجيال القادمة. فالأجيال القادمة ستلعن الجيل الحالي إذا ضيع أية فرصة لتحقيق أي شيء، ولدرء أي خطر أو خسارة، وإذا كان همّه فقط تسجيل موقف للتاريخ ومشاغلة الاحتلال لحين استيقاظ المارد العربي أو الإسلامي أو كليهما!! فما نفعله، وفيما إذا كان في الاتجاه الصحيح أم لا يساهم في إيقاظ العرب والمسلمين والأحرار في العالم كله، أو في ابقائهم نياماً. إذا كانت العمليات داخل إسرائيل، وهي التي أحدثت خسائر كبيرة في إسرائيل قد تم ايقافها نظراً لحساب الربح والخسائر وكونها تدفع الصراع الى حسم عسكري والمعارك الفاصلة والى مستوى لم يستعد الفلسطينيون له، فالأولى أن يتم ايقاف إطلاق الصواريخ خصوصاً ان نسبة الخسائر الإسرائيلية الى الفلسطينية بسببها وصلت إلى 65:1 كما صرح أحمد يوسف أيضاً!. |