وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشرافي: الاحتلال هو المسؤول الاول عن ارتفاع نسبة الاعاقة في فلسطين

نشر بتاريخ: 04/12/2013 ( آخر تحديث: 04/12/2013 الساعة: 14:53 )
رام الله- معا - قال الدكتور كمال الشرافي وزير الشؤون الاجتماعية ليس من باب المبالغة ان نتحدث عن مسؤولية الاحتلال عن ارتفاع نسبة الاعاقة في فلسطين، ذلك ان كل المؤشرات والاحصائيات تؤكد ارتفاع نسبة الاعاقة في فلسطين عن النسبة العامة في الاقليم، مع ان كثيراً من المؤشرات التنموية كنسبة التعليم وانتشار الخدمات الاجتماعية والصحية ونشاط منظمات المجتمع المدني تضع فلسطين في مستويات متقدمة في الاقليم والسبب كما هو مرتبط لدينا بارتفاع نسبة الاصابة نتيجة ممارسات الاحتلال واعتداءاته وتلويث اليية الفلسطينية وتسميم المياه والقاء النفايات في الاراضي المحتلة، فضلاً عن مسؤولية الاحتلال المباشرة في ارتفاع نسبتي الفقر والبطالة والقيود على نشاط السلطة والمؤسسات الفلسطينية في خدمة المواطنين والحد من قدرتها على القيام باجراءات الوقاية والعلاج للحد من ارتفاع الاعاق كل ذلك وغيره يجعل الاحتلال المسؤول الاول عن ارتفاع نسبة الاعاقة في فلسطين عن مثيلاتها في دول الاقليم.

جاء ذلك خلال احتفال حاشد نظمه الهلال الاحمر الفلسطيني في البيرة بحضور ومشاركة فعاليات رسمية واهلية وقطاع خاص وحشد كبير من فئة الاشخاص ذوي الاعاقة.

واضاف ان الاهتمام بفئة الاشخاص ذوي الاعاقة من باب دمجهم واحترام كرامتهم اصبحت معيار لقياس تقدم المجتمعات وتحقيقها لانسانية الانسان.
وقال ان العالم يهدف من الاحتفال السنوي للاعقة الى تعزيز فهم قضايا الاعاقة زيادة الوعي المجتمعي لاهمية دعم كرامة وحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، واضاف ان العالم يسعى الى اظهار الانجازات التي حققتها كل دولة في مجال دعم قضايا الاعاقة ودمجهم في كل جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والرياضية.

وقال الشرافي أن تزامن الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة باليوم العالمي للتطوع له دلالة رمزية على ترابط محاور نضالنا الوطني والاجتماعي لبناء مجتمع فلسطيني عصري متطور يُؤمّن الحقوق والكرامة لكل أبناءه وبناته في ظل دولة فلسطين مستقلة.

واضاف ان إحياء اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة والذي يصادف الثالث من كانون الاول من كل عام، حيث يحتفي العالم بانجازات الأشخاص ذوي الإعاقة ومساهماتهم في بناء مجتمعاتنا، ويؤكد على ضرورة الالتزام بحقوقهم وفتح الأبواب وكسر الحواجز من اجل الوصول إلى مجتمع جامع يضم الجميع.

وافاد الشرافي إذا كان العالم يحتفل باليوم العالمي للتطوع تكريساً لقيم إنسانية أصيلة تراجعت في ظل طغيان المادة ورأس المال، واعترافاً بأهمية هذه القيم في بناء مستقبل أفضل للبشرية، فان شعبنا الفلسطيني عرف هذه القيمة ومارسها على امتداد تاريخه حيث كانت "العونة" جزءاً أصيلاً من تقاليدنا الوطنية والاجتماعية، وتطورت من مرحلة لأخرى لتظهر بأرقى تجلياتها كأداة مهمة لمواجهة الاحتلال وبناء المجتمع الفلسطيني ومؤسساته في غياب السلطة والدولة الفلسطينية.

وبيّن الشرافي بعض الحقائق والاحصائيات المتضمنة في التقرير العالمي عن الاعاقة وقال ان هناك من مليار شخص يعيشون مع الاعاقة حول العالم، بمعنى ان نسبة الاعاقة تتراوح ما بين 10-15% من سكان الارض، منهم 150 مليون شخص لديهم اعاقات شديدة، واوضح ان نسبة الاعاقة تزداد بسبب كثرة الامراض وازدياد كبار السن، و80% منهم يعيشون في بلاد نامية، واشار الشرافي الى ان الاعاقة تكثر لدى الفئات الاقل حظاً والضعيفة وبين الاسر الاقل دخلاً وتحديداً لدى النساء والاطفال وكبار السن والشباب العاطلين عن العمل، واضاف ان الاشخاص ذوي الاعاقة وفي اغلب الاحيان لا يحصلون على الخدمات الصحيّة اللازمة، حيث 50% غير قادرين على شرائها مقارنة ب 30% من باقي افراد المجتمع، وحسب الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني فان نسبة البطالة بين الاشخاص ذوي الاعاقة بلغت 87% في العام 2011، ولهذا فان اكثر فئات المجتمع فقراً هم اسر الاشخاص ذوي الاعاقة.

وثمّن الشرافي مبادرة المؤسسات الأهلية لهذه الفعالية وقال هي تعبير راق عن وحدة قطاعات شعبنا وتجسيد للشراكة التي نسعى لبنائها وتطويرها وتكريسهاً نهجاً في إدارة شؤوننا الوطنية والاجتماعية، واضاف انها تنسجم تماماً مع توجهات الحكومة وقراراتها بتكريس الشراكة في كل القطاعات وخاصة في مجال الخدمات الاجتماعية، فالشراكة في نظرنا ليست مجرد ميّزة إضافية أو شأناً وجاهياً لأغراض الدعاية والعلاقات العامة، وإنما هي ضرورة حيوية قصوى ومن دونها لن ننجح في تنفيذ برامجنا ولا في تجسيد أهدافنا وحقوقنا الوطنية.

واوضح الشرافي إن الشراكة بين الحكومة ومؤسسات العمل الأهلي والقطاع الخاص مكسب للجميع، وهي بالأساس مكسب لشعبنا وبرامجه الوطنية فالحكومة هي المسؤولة عن وضع ومتابعة الخطط الوطنية والإستراتيجية، وهي الأقدر على تجنيد الموارد، والمؤسسات الأهلية تختزن تجربة تاريخية وعريقة في ميادين العمل الاجتماعي والتنموي، واستطاعت أن تدير شؤون شعبنا منذ النكبة وفي أقسى ظروف الاحتلال والتهجير والتشريد، وهذه التجارب كانت وستبقى مصدر فخر لنا كفلسطينيين، كما أن القطاع الخاص يختزن مبادرات الفلسطينيين وحيويتهم الفائقة وإبداعاتهم وقدراتهم على قهر المستحيل وبناء المستقبل المشرق الذي يليق بشعبنا وبتضحياته.

وقال الشرافي ان تأهيل الاشخاص ذوي الاعاقة يساهم في استثمار طاقاتهم ووظائفهم واستقلالهم، ويلاحظ ان هناك نقص شديد في خدمات التأهيل حيث ان نسبة الثلث قادرة على الحصول على هذه الخدمات او الوصول اليها.

من جانبه اكد الدكتور يونس الخطيب رئيس جمعية الهلال الأحمر على ضرورة العمل وتكاتف الجهود من أجل إعطاء الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة، على طريق دمجهم في المجتمع. واستعرض مسيرة التطوع الطويلة التي أنتهجتها الجمعية خلال مسيرتها في خدمة المواطنين وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة، وفي الحفاظ على ديمومة التطوع وتنميته وتطويره ومأسسته.

واستذكر الخطيب مؤسس الجمعية الراحل الشهيد الدكتور فتحي عرفات الذي يعد رمزاً كبيراً من رموز العمل التطوعي الفلسطيني والعمل مع ذوي الإعاقة، والذي صادفت مطلع الشهر ذكرى استشهاده السابعة.

وأضاف الخطيب "أسسنا الجمعية من أجل تقديم الخدمات الطبية للفدائيين، ثم واصلنا العمل مع الإعاقات الناجمة وكيفية تأهيل أصحابها على طريق دمجهم في المجتمع"، مشيراً إلى أن الجمعية بدأت العمل مع المعاقين مبكراً ومن بدايات تأسيسها.