|
عشراوي تدعو قناة "إن بي سي" لوقف مشاركتها الاحتلال في التضليل
نشر بتاريخ: 09/12/2013 ( آخر تحديث: 09/12/2013 الساعة: 14:37 )
رام الله - معا - دعت حنان عشراوي، بالنيابة عن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، قناة (إن بي سي) الأمريكية الى ادراك خطورة مشاركتها في دعم انتاج مسلسل درامي جديد يدعى ( دِغ- Dig)، واحترام قرارات الشرعية الدولية والالتزام بها، وعدم التعامل مع الاحتلال، مشيرة الى أن تورطها في التستر على خروقات اسرائيل والترويج لمدينة القدس باعتبارها "عاصمة موحدة" لإسرائيل يعني القبول والاعتراف بالاحتلال الاسرائيلي وضمها غير القانوني للجزء الشرقي من المدينة.
وتستعد أكبر قنوات التلفزة الأمريكية "إن بي سي" بالتعاون مع شركة "كيشيت ميديا جروب" الاسرائيلية وشركة الاعلام الأمريكية "بيرمان براون" الى انتاج وتصوير سلسلة درامية من ست حلقات في مدينة القدس المحتلة للترويج لتاريخ المدينة وتراثها وآثارها باعتبارها مدينة "يهودية وعاصمة ابدية" لإسرائيل بدعم من سلطات الاحتلال ورئيس بلدية الاحتلال "نير بركات" الذي وعد بتقديم التسهيلات اللازمة للوصول الى المناطق التاريخية في المدينة القديمة ومعالم أخرى لتصوير هذا المسلسل من أجل جذب مئات الملايين من المشاهدين في العالم الى زيارة المدينة. ويذكر ان "بركات" قد اختار بنفسه الكاتب الأمريكي "تيم كرينغ" لكتابة السيناريو مع الكاتب الاسرائيلي "جدعون راف"، وقد أشاد هو ووزير اقتصاد الاحتلال "نفتالي بينيت" بهذا المشروع الترويجي ووصفاه بالعلامة الفارقة للقدس التي ستصبح موقعاً هاماً لجذب الانتاج والسياحة الدولية. كما يذكر ان معظم المسلسل سيتم تصويره في اراضي سلوان في القدس الشرقية المحتلة. وأدانت عشراوي هذه المحاولة التضليلية بشدة، ووصفتها بالترويج الكاذب للرواية الاسرائيلية المزورة وإساءة لتاريخ وممتلكات السكان الفلسطينيين الاصليين التي لا تقع تحت سيادة اسرائيل القانونية، وقالت: " تتزامن هذه المحاولة مع مساعي اسرائيل المكثفة والتصعيدية لتهويد وضم القدس، وإن اختيار البلدة القديمة والأحياء العربية لتصوير احداث المسلسل يهدف الى طمس حقيقة وجود الاحتلال والواقع الاحتلالي المرير الذي يعيشه المقدسيون، ومحاولة منها لربط قسمي المدينة لإيهام الرأي العام عامة والأمريكي خاصة بأن القدس هي "العاصمة الموحدة" والأبدية لها، وتزوير هوية المناطق التاريخية والحضارية وتسويقها على انها اسرائيلية، ودعم للاقتصاد الاسرائيلي على حساب شعبنا الفلسطيني وموارده وممتلكاته". واعتبرت عشراوي هذه المحاولة اعتداء متعمداً على حدود الأرض الفلسطينية المحتلة، وانتهاكاً صريحاً للأعراف والقوانين الدولية كافة، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة والتي تعترف بالقدس الشرقية أرضاً محتلة تخضع لاتفاقية جنيف الرابعة وترفض السيادة الاسرائيلية عليها، مشيرة الى المادة رقم 16 من بروتوكول جينيف التي بموجبها "يحظر على اسرائيل ارتكاب اي أعمال عدائية موجهة ضد الآثار التاريخية او الأعمال الفنية او اماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي والروحي للشعوب". كما أشارت الى الموقف الأمريكي الرسمي الوارد في رسالة التطمينات الامريكية في تشرين اول 1991 الذي لا يعترف بضم اسرائيل للقدس الشرقية، وتشجيعه للاطراف كافة على تجنب الأعمال الأحادية. وأضافت:" ندعو قناة "ان بي سي"، ورئسها الجديد "جيف واتشل" الى سحب تعاونها ودعمها لهذا الانتاج، وإلغاء تصوير المسلسل وعدم التورط فيه نظراً للاعتبارات القانونية والأخلاقية. فوفقا لقرار الجمعية العامة رقم 2949 (د 27) لعام 1972 الذي "ناشد جميع الدول بعدم الاعتراف بالتغييرات التي قامت بها اسرائيل في الأرض المحتلة، وتجنب أعمالاً بما في ذلك المساعدة التي يمكن ان تشكل اعترافاً بالاحتلال"، ووفقاً للمقرر الخاص للأمم المتحدة ريتشارد فولك الذي أكد على "أن المبادئ الواردة في الميثاق العالمي، والتي يتعين فيها على المؤسسات التجارية دعم و احترام حماية حقوق الإنسان المعلنة دولياً والتأكد من أنها ليست ضالعة في انتهاكات حقوق الإنسان"، فإنه "ينبغي الا تخرق الشركات أحكام القانون الدولي الانساني، ولا ينبغي ان تتواطؤ في اية انتهاكات، وإن فعلت ذلك فقد تقع تحت طائلة المسؤولية الجنائية والمدنية، وقد تطال هذه المسؤولية الأفراد المستخدمين لهذه الشركات". من جهة اخرى، دعت عشراوي دول العالم الى مقاطعة هذه الانتاج، و طالبت المنظمات الدولية ذات العلاقة والتابعة للأمم المتحدة الى الزام اسرائيل بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الانساني، ولجم اعتداءاتها على حدود المناطق الفلسطينية المحتلة، ودعت منظمة "اليونسكو" الى توفير ضمانات دولية لعدم منح الشرعية لأي انتهاك إسرائيلي في القدس القديمة، ولجم اسرائيل عن الترويج للأماكن والتراث في المناطق التي لا تقع تحت سيادتها، وإيجاد اليات لحماية التراث والمعالم الأثرية والثقافية من هذه الانتهاكات. كما وجهت دعوة الى منظمة المؤتمر الاسلامي ولجنة القدس، وجامعة الدول العربية للتصدي لهذه المحاولات للحفاظ على هوية القدس وطابعها العربي الحضاري والتاريخي وارثها الثقافي الذي يعدّ جزءاً اساسياً من التراث الانساني العالمي. |