وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الإغاثة الطبية الفلسطينية تعقد المؤتمر الثاني لنماذج التطوير الصحي

نشر بتاريخ: 09/12/2013 ( آخر تحديث: 09/12/2013 الساعة: 18:20 )
رام الله -معا - عقدت جمعية الاغاثة الطبية الفلسطينية المؤتمر الثاني لنماذج التطوير الصحي في فلسطين، لطرح ثلاثة نماذج جديدة وهي نموذج الرعاية الصحية الأولية ونموذج كلية صحة المجتمع الوحيد من نوعه في الشرق الاوسط، ونموذج دور عاملة صحة المجتمع.

ورحب الدكتور محمود بريغيث مدير عام الاغاثة الطبية الفلسطينية بوزير الصحة جواد عواد وبمدير عام الصحة الاولية في وزارة الصحة الدكتور اسعد رملاوي وممثلي المؤسسات الاهلية والدكتور مصطفى البرغوثي رئيس جمعية الاغاثة الطبية الفلسطينية والعاملين في الاغاثة الطبية وجميع المشاركين.

واستعرض بريغيث دور الاغاثة على مدى 34 عاما من خلال البرامج الصحية المختلفة والعيادات المتنقلة والثابتة وتركيزها على صحة المراة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة حيث باتت تقدم خدماتها النوعية في 500 موقع لتصل تلك الخدمات الى مليون ونصف المليون مواطن سنويا خاصة في المناطق المهمشة والقدس وغزة والاغوار بالتعاون والشراكة مع وزارة الصحة والمؤسسات الاهلية ومؤسسات المجتمع المحلي.

وقال بريغيث :"اننا كنا نتمنى ان يكون بيننا الدكتور علام جرار رئيس برامج التاهيل الصحي في الاغاثة الطبية بسبب وعكة صحية المت به متمنيا ان يكون بيننا قريبا."

من جهته اعرب الدكتور جواد عواد وزير الصحة عن سروره على المشاركة في المؤتمر من اجل التأكيد على الحق في الصحة الذي يوليه الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله الاهمية الكبرى والاولية. |254498|

وقال الدكتور جواد ان فصل الضفة عن غزة واستمرار الاستيطان وجدار الفصل والحواجز العسكرية وتقسيم ارضنا والحصار الاقتصادي واحتجاز الاموال انعكست على مجمل مناحي الحياة وعلى الحقوق الصحية والاجتماعية والاقتصادية.

واشار جواد الى الامراض الناتجة عن المياه العادمة الناتجة عن المستوطنات وما تخلفه من مواد صلبة سامة وانعكاس ذلك على صحة المواطنين.

واشاد الدكتور جواد عواد بالدور التاريخي والوطني للاغاثة الطبية الفلسطينية قبل نشوء السلطة الوطنية وتوفيرها الخدمات الصحية لشعبنا والذي توج بتكريم رئيسها الدكتور مصطفى البرغوثي من قبل منظمة الصحة العالمية مما يعد اعترافا ودليلا على انجازات الاغاثة الطبية في توفير الحقوق الصحية لابناء شعبنا.

واكد جواد ان وزارة الصحة ابان قيام السلطة الوطنية استندت على انجازات المؤسسات الاهلية الصحية من اجل بناء المؤسسات الصحية وتحسين المعايير الصحية مما جعلنا ننقل خبراتنا الى دول عربية تعرضت لازمات سياسيةعدة.

واضاف ان معدل حياة الفلسطيني كانت عند نشوء السلطة الوطنية كان 63 عاما وأصبح اليوم 75 عاما اضافة الى العناية بالامهات والرضع وان معدل وفيات الأمهات انخفض الى 32 حالة بين كل مئة الف وكذلك الرضع واستئصال الأمراض المعدية إلى جانب الحملة الوطنية التي تقوم بها وزارة الصحة ضد شلل الاطفال .

واشاد بالام الفلسطينية، مشيرا الى ان الوزارة تمكنت من تطعيم ربع مليون طفل مشددا على ان الصحة النوعية حق لكل فلسطيني .

واوضح عواد ان الوزارة تقدم الخدمات الوقائية وغيرها خاصة التامين الصحي الذي يتم العمل على تطويره وتوفير افضل الخدمات الصحية لكل مواطن.

من جهتها قالت الدكتورة نسرين عطاطرة مسؤولة ملف الحقوق الصحية في منظمة الصحة العالمية إن دستور المنظمة يؤكد على الحقوق الصحية لكل مواطن وهي حقوق ادرجت في معاهدات حقوق الإنسان الدولية والاقليمية وفي دساتير دول عدة .

واشارت الى ان الحق في الصحة ليس فقط توفير الرعاية الصحية في الوقت المناسب بل ايضا محددات الصحة مثل المياه الصالحة للشرب والاطعمة المغذية والتثقيف الصحي والمعلومات الصحية والمساكن الآمنة وظروف مهنية وبيئية صحية .

واكدت عطاطرة ان عناصر الحق في الصحة هي التوافر وامكانية الوصول والمقبولية والجودة فيما يفرض الحق في الصحة على الدول شانه شان حقوق الانسان التزامات الحماية والاحترام والاداء.

وقالت عطاطرة ان منظمة الصحة تعمل مع وزارة الصحة والمؤسسات الأهلية والأوساط الأكاديمية والجمهور المحلي والدولي على رصد انتهاكات الحق في الصحة وإصدار التقارير.

من جهتها أشادت المديرة العامة لمؤسسة لجان العمل الصحي شذى عودة بأهمية المؤتمر مشيرة إلى الدور الذي تقوم به الاغاثة الطبية.

واستعرضت عودة دور المؤسسات الأهلية في دعم صمود المواطنين وتعزيز الممارسة الديمقراطية الى جانب دورها الصحي وغير الصحي قبل نشوء السلطة الوطنية .

وقالت انه وبما ان مؤسسات المجتمع المدني تشكل وسيطا بين الفرد والدولة فانه يتوجب عليها القيام بدور يقوم على تعزيز الحكم الرشيد القائم على أساس المساءلة والشفافية مما يجعلها جهة فاعلة.

واشارت عودة الى اهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز صمود شعبنا من اجل الوصول الى الدولة مشيرة بهذا الخصوص الى دور المؤسسات الصحية من خلال مختلف برامجها الرامية الى توفير الخدمات الصحية النوعية للمواطنين من مختلف الفئات.

وقالت ان دور المساءلة من قبل مؤسسات المجتمع المدني للحكومة والوزارات ليست بالمستوى المطلوب مطالبة وزارة الصحة بإعادة النظر في قرار الوزارة بمرور كافة المشاريع الى المنظمات غير الحكومية بعد الموافقة الاولية عليها، الأمر الذي يعيق عمل هذه المنظمات مضيفة ان هذه المنظمات تشكّلت استجابة للأزمات التي تعرّضت لها فلسطين .

من جهته رحب رئيس جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي بوزير الصحة الدكتور جواد عواد والدكتور اسعد رملاوي وممثلي المؤسسات الشريكة والمؤسسات الأهلية وجامعة بيرزيت ومنظمة الصحة العالمية ومؤسسة نوفيب ومؤسسة سيدا وميديكو ووكالة الغوث الدولية و صندوق تنظيم الاسرة واللجنة التحضيرية للمؤتمر التي ضمت كلا من الدكتور محمد عبوشي رئيس اللجنة والدكتور محمد سكافي والدكتور جميل الحمد والدكتور خالد السيفي وعايدة عايش ونجاة ابو كويك واحمد عياش ومدير عام الاغاثة الطبية الدكتور محمود بريغيث وكل العاملين والمتطوعين في الاغاثة والعاملات الصحيات .

واكد البرغوثي على الدور المهم الذي تقوم به الإغاثة الطبية التي عملت في ظروف صعبة قبل 34 عاما خاصة في الانتفاضة الاولى والثانية .

وقال البرغوثي ان الاغاثة ارتبطت بشكل متين مع ابناء شعبنا خاصة في المناطق المهمشة في المجتمع الفلسطيني .

واعرب البرغوثي عن فخره بمضاعفة الاغاثة الطبية عملها هذا العام في القدس ثلاث مرات في ظل محدودية قدرة الجهات الرسمية على العمل هناك بسبب الظروف السياسية التي تمر بها المدينة المقدسة ووسعت عملها في غزة الذي يعاني جراء الانقسام مما يؤكد التصاقنا باهلنا في غزة الذين حال الاحتلال دون مشاركتهم في هذا المؤتمر .

واضاف الدكتور مصطفى البرغوثي ان خدمات الاغاثة الطبية باتت تصل الان الى 500 قرية ومخيم ومدينة ويستفيد منها أكثر من مليون ونصف المليون مواطن سنويا.

وبيّن البرغوثي في كلمته ان الاغاثة تركز في عملها على الرعاية الصحية الاولية وعلى مبدأ الوقاية باعتباره اهم من مبدأ العلاج وعلى الحقوق الصحية للمواطنين التي توسع اهتمام الاغاثة الطبية به ، مؤكدا ان شعارنا دائما أنّ الصحة يجب أنّ تكون مثل الهواء والماء متوفرة للجميع.

وأوضح الدكتور مصطفى البرغوثي ان جمعية الإغاثة الطبية عملت على استحداث ونشر نماذج التطوير الصحي التي تتناسب مع احتياجات المجتمع الفلسطيني كنموذج مكافحة الأمراض المزمنة وتغيير نمط الحياة ونموذج صحة المرأة، مشدّدا على أهمية نموذج "العاملة الصحية" الذي ابتكرته جمعية الإغاثة وتابع: "نفتخر بهذا النموذج لأن العاملات الصحيات هن الأساس في عمل الإغاثة الطبية، حيث حظين باعتراف وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة".

وناشد البرغوثي وزارة الصحة اعتماد هذه المهنة على كادر الوزارة علما أن جمعية الإغاثة الطبية توظّف 64% من المتدربات على هذا النموذج".

واكد البرغوثي أن الاحتلال هو المهدد الأول لصحة الشعب الفلسطيني مضيفا ان تحديات كبيرة تقف أمامنا، فمنذ انطلاق المفاوضات الحالية استشهد 25 مواطنا آخرهم الشهيد الطفل وجيه الرمحي من مخيم الجلزون، كما ازدادت وتيرة الاستيطان 132% عن السابق فيما خصصت اسرائيل عشرة أضعاف الموازنة لمشاريع الاستيطان.

ودعا البرغوثي في الذكرى السادسة والعشرين للانتفاضة الاولى الى استعادة قيمها وعلى رأسها العمل التطوعي ووحدة الصف وتصعيد المقاومة الشعبية وعدم المراهنة على المفاوضات التي تستغلها اسرائيل غطاء لجرائمها وتوسعها الاستيطاني .