|
اريحا : لقاء علمي يناقش واقع الصحة النفسية في فلسطين بشكل عام واريحا والاغوار بشكل خاص
نشر بتاريخ: 31/05/2007 ( آخر تحديث: 31/05/2007 الساعة: 10:52 )
اريحا- معا- ناقش لقاء علمي نظمته جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في مقر محافظة اريحا، تحت رعاية محافظ اريحا والاغوار الدكتور سامي مسلم, "اوضاع الصحة النفسية في فلسطين بشكل عام, ومحافظة اريحا والاغوار بشكل خاص".
وحضر اللقاء عدد كبير من ممثلي المؤسسات والدوائر والمهتمين, حيث افتتح اللقاء ماهر الناطور, مدير جمعية الهلال الاحمر في اريحا, مرحباً بالحضور, مشدداً على اهمية عقد مثل هذه اللقاءات في سبيل نشر الوعي والمعرفة بهذا الجانب. من جانبه, قال الدكتور سامي مسلم, محافظ اريحا والاغوار:" ان المحافظة تتعرض ما تتعرض له باق المحافظات الفلسطينية من قتل وتدمير، الامر الذي يترك اثاراً نفسية سلبية على المجتمع، مضيفاً " اولينا اهتماماً كبيراً بضرورة ايجاد طبيب نفسي مقيم في المحافظة من اجل متابعة الحالات الطارئة وباقي الحالات التي تحتاج لعلاج"، مشيداً بجهود المؤسسات العاملة في هذا المجال, داعياً لتكثيف مثل هذه اللقاءات وتنظيم زيارات مجتمعية لهذه المؤسسات. وتطرق مسلم خلال حديثه, الى جهود السلطة الفلسطينية, ووزارة الشؤون الاجتماعية, في اعادة بناء بيت الاجداد في المدينة بشكل نموذجي وبدعم الدول المانحة، وهناك تقصير في الاشارة الى هذه الجهود بالرغم من محدودية الامكانات الا ان هذا العمل يعتبر انجاز للشعب الفلسطيني. بدوره, ثمن ابراهيم دعيق, نائب رئيس بلدية اريحا, جهود القائمين على هذا اللقاء داعيا الى عقد المزيد منها لاهميتها، مضيفاً ان هناك سلوكيات واضحة في حياتنا اليومية بدءا بالاطفال وانتهاءا بكبار السن ناجمة عن ممارسات الاحتلال الاسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وفي ظل اشتداد الهجمة الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني, قائلاً:" لا بد ان نتكاثف افرادا ومؤسسات ونتعاون للحد من التاثيرات النفسية نتيجة ممارسات الاحتلال خاصة شريحة الاطفال". وأشار دعيق الى بعض الممارسات التي يسلكها الاطفال نتيجة الكبت الذي يعيشوه مثل تكسير الانارة في الشوراع، فهذه الظاهرة هي تعبير عن وضع نفسي معين ناجم عن ممارسات الاحتلال, داعياً الى التعاون بين المؤسسات كافة من اجل ايجاد نشاطات وفعاليات للاطفال للتفريغ خاصة في فترة العطلة الصيفية, ومن حق اطفالنا العيش بكرامة وطفولة بعيدة عن كل التاثيرات النفسية. وابدى دعيق استعداد البلدية للتعاون مع كافة المؤسسات للخروج بواقع نفسي افضل لاطفال الشعب الفلسطيني, وكل من تاثر بسبب الاجراءات الاسرائيلية. من جانبه, قال الدكتور توفيق سليمان, مدير مراكز "sos", في الضفة الغربية:" ان محافظة اريحا والاغوار بحاجة الى خدمات ثابتة في هذا المجال، مشيداً بتعاون المؤسسات في اريحا مع مؤسسته. واضاف ان الامراض النفسية حالها كحال الامراض الاخرى بل ربما تحمل خطورة اكبر، قائلاً:" انه لا يوجد مضاد يعطى لعلاج الامراض النفسية، كما تعطى الامراض الاخرى كانفلونزا الطيور مثلا، وعادة ما تطغى النظرة الاجتماعية بما يعرف بمفهوم "العيب" على هذه الحالات، وهناك عدم اقتناع من قبل المجتمع بالعلاج النفسي، مع العلم ان كل شخص معرض للاصابة بحالة نفسية، وهناك نسبة كبيرة في المجتمع الفلسطيني مصابة بحالات الاكتئاب، ونحن اخصائيين نفسيين ندق ناقوس الخطر بما يخص الاطفال، حيث يجب متابعة حالات الاطفال النفسية قبل ان تتفاقم لدرجة يصعب السيطرة عليها" وأكد خلال السنوات الست الاخيرة ظهرت امراض نفسية لطالما حذرنا منها, والان تتطورت هذه الامراض واصبحت بحاجة الى علاج وتستدعي خطة وطنية لعلاجها, ونصح الاهالي بعدم التردد بالتوجه للاطباء النفسيين حين ملاحظة سلوكيات غريبة على اطفالهم, بالاضافة لفتح المجال للاطفال للتعبير عن رايهم بشكل حر. بدوره, استعرض الدكتور فتحي فليفل, مدير دائرة الصحة النفسية في الهلال الاحمر الفلسطيني تجربة العمل في الصحة النفسية في فلسطين, قائلاً:" مؤسسات العاملة في هذا المجال بحاجة الى مزيد من التطوير والتكامل فيما بينها، وهناك تقبل بدا يتنشر في المجتمع تجاه هذا العلاج النفسي، واصبح مقبولا نوعا ما ودعا الى تطوير امكانات العاملين في مجال الصحة النفسية". هذا ودار نقاش في نهاية اللقاء بين الاخصائيين والحضور تمحور حول احتياجات المجتمع الفلسطيني في هذا الجانب وطرق العلاج المختلفة. |