|
غزة.. أين سنلعب الكرة؟ أندية كرة القدم تتوزع بين فتح وحماس والأنروا.. والفيفا يموّل الدوري .. والمباريات بدون جمهور
نشر بتاريخ: 01/06/2007 ( آخر تحديث: 01/06/2007 الساعة: 12:40 )
بيت لحم - معا - صالح النعامي - على الرغم من الجدية التي كانت بادية على وجوههم، إلا أن اللاعبين كانوا يتبادلون بين الحين والآخر النكات، وهم يتدربون، بينما كان صوت الانفجارات الضخمة الناجمة عن قيام طائرات جيش الاحتلال بقصف مواقع في المدينة تتردد في جميع أرجاء المدينة التي تقع في الطرف الجنوبي من قطاع غزة، وكأن هذه الانفجارات تهز منطقة أخرى. فلاعبو فريق نادي «خدمات رفح» منهمكون في الاستعدادات الأخيرة للمبارة النهائية التي ستحدد بطل الدوري الفلسطيني، حيث سيتنافس هذا الفريق أمام فريق «اتحاد الشجاعية».
درويش الحولي يجب عدم وقف مسيرة الحياة ويشع مدير النادي درويش الحولي، تصميماً، وهو يتابع تدريبات الفريق. ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنه رغم الواقع السريالي، الذي يسود في قطاع غزة، والذي يستعصي على كل منطق، فإنه يتوجب عدم وقف مسيرة الحياة «وبكل تأكيد يجب عدم وقف مسيرة الرياضة الفلسطينية، رغم المعيقات الكبيرة». ويضيف «من السهل علينا نجد الأعذار الكثيرة، بسبب الواقع المستحيل الذي نعيش، فبإمكاننا أن نعلق تقصيرنا على شماعة الاحتلال، أو الفلتان الأمني، أو تدهور الأوضاع الاقتصادية بالغة السوء، الى جانب تدهور الأوضاع النفسية للجمهور الفلسطيني، الذي لم يعد متحمساً للأنشطة الرياضية بسبب ما يتعرض له من ممارسات». ابو حشيش اغرب دوري في التاريخ والمباراة التي ينتظرها لاعبو فريق «خدمات رفح» ستختم «أغرب» دوري رياضي في العالم، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، جمال أبو حشيش الناطق الإعلامي باسم اتحاد كرة القدم الفلسطيني.ويوضح أبو حشين أن مسيرة هذا الدوري بدأت في مطلع العام 2005، ومع أنه كان يتوجب أن ينتهي في غضون ستة أشهر على أكثر تقدير، لأنه دور تصنيفي، ويهدف فقط لتحديد مكانة كل فريق في الدرجة الممتازة والأولى والثانية والثالثة؛ إلا أنه امتد الى أكثر من عامين. وحول الأسباب التي أدت الى استغراق الدوري كل هذا الوقت، يقول أبو حشيش، إن الدوري بدأ قبل تنفيذ خطة «فك الارتباط»، حيث كان جيش الاحتلال يحتل اجزاء كبيرة من قطاع غزة، وكان يكثر من إقامة الحواجز العسكرية على الشوارع الرئيسية في قطاع غزة، الأمر الذي جعل من المستحيل على الفرق الرياضية، أن تتحرك من مكان الى آخر، فكان يتم اجراء المباريات بين الفرق التي تقطن في مناطق متجاورة، بينما تم تأجيل المباريات بين الفرق التي تقطن في بقية المناطق، واستمر هذا الوضع حتى تنفيذ خطة فك الارتباط في ايلول من عام 2005، وبعدها توقف الدوري بسبب اهتمام الجماهير بالوضع الجديد الناجم عن تنفيذ فك الارتباط. ويشير الى أنه في مطلع عام 2006 استأنف الدوري، لكن مع اجراء الانتخابات التشريعية وما اعقبها من اختطاف للجندي الاسرائيلي جلعاد شليت، وما تمخض عنه من عمليات عسكرية اسرائيلية في قلب قطاع غزة، توقف الدوري من جديد. ابو شعر الفلتان الامني جعل من المستحيل انهاء مباراة بسلام ابراهيم ابو شعر المعلق الرياضي الفلسطيني يشير الى بعد آخر يؤثر وبشكل كبير على مسيرة الرياضة الفلسطينية، ومن ضمنها على مسيرة الدوري، وهو الفلتان الأمني الذي يجتاح قطاع غزة، والذي جعل من المستحيل في بعض الأحيان انهاء مبارة بين فريقين بسلام. ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن حالة الفلتان الأمني شكلت عاملاً اضافياً اعاق مسيرة الرياضة الفلسطينية بشكل واضح، حيث دفع غياب سلطة القانون الكثير من الأندية الى تأجيل الكثير من المبارايات. مباراة بدون جمهور والمثال الصارخ على وطأة تأثير القمع الإسرائيلي ونار الفلتان الأمني على المسيرة الرياضية هو الأجواء التي ستنظم فيها المبارة النهائية لكأس الدوري، حيث ان هذه المبارة ستعقد بدون جمهور. ويضيف درويش الحولي أنه توصل لاتفاق مع إدارة نادي «اتحاد الشجاعية»، الذي سيتنافس مع فريقه في هذه المبارة لاتفاق ينص على أنه بسبب غياب ضمانات أن تسير أحداث المبارة بسلام لعدم وجود قوى امنية قادرة على ضبط الأمور، فإنه يتوجب اجراء المبارة بدون الجمهور، وستجرى على أرض محايدة، على ملعب «محمد الدرة» في مدينة «دير البلح»، في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، حيث سيقتصر الحضور على ادارتي الفريقين وممثلي وسائل الاعلام ووزارة الشباب والرياضة. وبهذا ينتهي الدوري الذي استمر لأكثر من عامين بمباراة تتم من دون حضور جمهوري الفريقين المتنافسين، خوفاً من حدوث ما لا تحمد عقباه. «مؤسف وقاس»، يقول الحولي «لكنه يبقى أفضل ألف مرة من أن تنتهي المباراة بشكل غير لائق». التحدي الابرز تدهور الاوضاع الاقتصادية أما التحدي الأبرز الذي يواجهه الرياضة الفلسطينية، فيتمثل في تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتفاقمها بشكل غير مسبوق في أعقاب فرض الحصار على الشعب الفلسطيني أثر فوز حركة حماس في الانتخابات. ويقول أبو حشيش إن الأندية الرياضية لا تملك ميزانيات، ووزارة الشباب والرياضة لا تقدم شيئا بسبب الحصار، ناهيك عن أن الشركات التي كانت تقدم مساعدات مالية للأندية توقفت عن ذلك بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، ناهيك عن عدم وجود بنية تحتية للرياضةالفلسطينية. ويشير الى أنه بسبب النقص في الامكانيات للأندية، فإن كل اثني عشر نادياً يشتركون في ملعب واحد، وذلك بسبب عجز المؤسسات الرسمية عن القيام بأي استثمار في مجال البنى التحتية التي تخدم الرياضة الفلسطينية، الفيفا هي التي تدعم الرياضة فقط يضيف أبو حشيش أنه باستثناء مليون دولار تدفعه الفيفا لاتحاد كرة القدم الفلسطيني كل اربع سنوات، فإنه لا يتم دفع مليم واحد لدعم الرياضة الفلسطينية. ويبقى الاستهداف الإسرائيلي لملاعب كرة القدم هو أحد التحديات الكبيرة التي تواجه الرياضة الفلسطينية. فقبل عام قامت طائرات إف 16 الاسرائيلية المقاتلة بقصف معلب اليرموك، الإستاد الرياضي المركزي في قطاع غزة بقنابل تزن الواحدة طناً من المتفجرات، الأمر الذي ألحق به الكثير من الأضرار. احمد محيسن المال هو احد المتطلبات لانجاد الرياضة ورسم أحمد محسين مدير عام ديوان وزير الشباب والرياضة الدكتور باسم نعيم، وهو ايضا احد قيادات حماس، صورة بالغة القتامة عن وضع الرياضة الفلسطينية، بسبب الحصار الاقتصادي الذي تكابده مناطق السلطة الفلسطينية. وقال محسين لـ«الشرق الأوسط»: «المال هو أحد المتطلبات الأساسية لنجاح الرياضة، وبدونه لا يمكن الزعم بأن هناك انشطة رياضية تمارس». ويشير الى أن رئيس الوزراء اسماعيل هنية عندما شغل في الحكومة السابقة منصب وزير الشباب والرياضة عمل جاهداً على توفير ميزانيات للأندية والفرق الرياضية، موضحا أن هنية استطاع تجنيد بعض الأموال، التي استخدمت في دفع حوافز للاعبين، حيث قام بمنح مكافآت للفرق التي فازت بالبطولات الرياضية واللاعبين الذين كان اداؤهم متميزا. ويضيف أن انجاز هنية تمثل في الاتفاق الذي توصل اليه مع حكومة قطر ويقضي ببناء مدينة رياضية، وسط قطاع غزة، مشيرا الى أنه ستتم اقامة هذه المدينة على مساحة 91 دونما، على الأراضي التي كانت قائمة عليها مستوطنة «نيتساريم»، جنوب مدينة غزة. وقال محسين، إن الوزير نعيم واصل دفع المشروع قدماً، وانه اجرى اتصالات مع المسؤولين العرب للتوصل لاتفاقيات تنظم انتقال اللاعبين الفلسطينيين للعب في الاندية العربية، ناهيك من مد فلسطين بالاستشارات في مجال الانشطة الرياضية حتى تكون متطابقة مع المعايير العالمية، الى جانب عقد اتفاقات تسمح بتمويل الدول العربية للأنشطة الشبابية في فلسطين. وأشار الى أن أكثر من 65% من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة هم ممن تقل اعمارهم عن الثلاثين عاماً، الأمر الذي يعني ان العبء الذي يتوجب أن تقوم به الوزارة كبير جداً، لو كان هناك ثمة موارد تسمح بذلك. لكن المشاكل التي يواجهها المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم تبدو أكثر تعقيداً وصعوبة. فكما هو معروف، فإن المنتخب الوطني مكون من لاعبين من قطاع غزة والضفة الغربية والشتات. وبسبب الفصل التام بين الضفة والقطاع واستحالة التواصل بينهما، فإن إدارة المنتخب تكون ملزمة بتنظيم معسكرات التدريب خارج حدود فلسطين، لا سيما في مصر والأردن، واحياناً في سورية وقطر، مع العلم أن اتحادات كرة القدم في هذه الدول تستضيف المنتخب الفلسطيني على ملاعبها، وتسدد تكاليف إقامة لاعبيه وادرته. وقبيل أية مباراة للمنتخب، يتوجه اللاعبون من قطاع غزة الى مصر، في حين يتوجه اللاعبون من الضفة للاردن ومنها الى مصر. أما لاعبو الشتات فيفدون من الاردن وسورية ولبنان والكويت. الأوضاع البائسة التي يحياها لاعبو المنتخب وإدارته، وانعدام الموارد الاقتصادية تجعل الكثير من مشاركة المنتخب في الكثير من البطولات العربية والأقليمية والدولية، في كثير من المباريات لمجرد إثبات الوجود. ابو حشيش مجموعة المنتخب قوية فمثلاً سيغادر المنتخب بعد أيام الى مصر لإقامة معسكر تدريب استعداداً لبطولة غرب آسيا، لكن بالنسبة لأبو حشيش، لا توجد أية أوهام، فالمجموعة التي سيلعب ضمنها المنتخب الفلسطيني، تضم كلاً من إيران والعراق،وهما فريقان قويان، وبالتالي، فإنه لا مجال للحديث عن تحقيق إنجازات، لكنه مثل بقية زملائه في اتحاد كرة القدم، يرى أبو حشيش في مشاركة فلسطين في هذه البطولات، نوعاً من تكريس الوجود الوطني الفلسطيني الذي يتوجب أن يتواصل. الفرق الرياضية في قطاع غزة تنقسم الى ثلاثة أنواع، الفرق الرياضية في قطاع غزة تنقسم الى ثلاثة أنواع، وهي فرق اقامتها وكانت تمولها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا)، ويطلق عليها نوادي «الخدمات»، وقد توقف دعم الأنروا لها، ونواد اقيمت بمبادرات البلديات ومؤسسات الحكم المحلي، وفرق ونواد تتبع جمعيات أهلية مرتبطة بحركة حماس. ولا خلاف على أن حركة حماس تملك اكبر عدد من الفرق الرياضية. ففريق المجمع الإسلامي دشنه مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، ونادي الجمعية الإسلامية، لعب في صفوفه، ورأس مجلس إدارته فيما بعد، رئيس الوزراء اسماعيل هنية. وهذان الفريقان من الفرق الجدية في قطاع غزة، حيث أنهما حازا العديد من البطولات الرياضية في القطاع، ومثلا فلسطين في بعض البطولات الرياضية في ارجاء العالم العربي. الى جانب ذلك، فإن هناك فرق المساجد، حيث ان الكثير من المساجد في قطاع غزة لها فرق رياضية، وكانت فرق المساجد من الفرق التي تستحوذ على اهتمام قطاعات واسعة من الفلسطينيين، حيث كان ينظم كل عام دوري لفرق المساجد، لكن تفاقم الأوضاع الأمنية وتدهور الأوضاع الاقتصادية قلص الى حد كبير الدافعية لمواصلة هذه الأنشطة، في ظل التعريف الإسرائيلي لمصطلح «البنى التحتية للإرهاب»، الذي يضم فيما يضم، أيضاً النوادي والفعاليات الرياضية لحركة حماس وغيرها. * الرياضة.. والسياسة 1 ـ عدد الأندية الرياضية: 343، (300 في الضفة، و43 في القطاع). مع العلم ان الأغلبية الساحقة من اندية الضفة هي اندية صغيرة وغير جدية. 2 ـ عدد الملاعب الرياضية: 29 ملعباً، سبعة في قطاع غزة، و22 في الضفة، اكبرها ملعب اليرموك في غزة. 3 ـ الانتماء السياسي: معظم النوادي التي اسستها وكالة الغوث في معسكرات اللاجئين (الاونروا)، والتي يطلق عليها نوادي «الخدمات»، وعددها تقريباً ثمانية قريبة من «فتح»، والذي يدلل على صبغتها التنظيمية هي مقاطعتها لوزير الشباب والرياضة الحالي باسم نعيم. بالاضافة الى ان هناك بعض النوادي المرتبطة ببعض الاجهزة الامنية. وبالطبع هناك فرق تمثل الجمعيات الخيرية الاسلامية المقربة من حماس، مثل فريق الجمعية الاسلامية والمجمع الاسلامي وجمعية الصلاح الاسلامية. 4 ـ عدد الفرق المشاركة في الدوري بكل درجاته 120 في الضفة والقطاع. عدد الفرق في الدوري الممتاز 32؛ 16 في الضفة، و16 في غزة. 5 ـ اللاعبون لا يمارسون الاحتراف، ولا يتقاضون أيَّ مرتبات، او حتى مكافآت. ويقول جمال ابو حشيش الناطق بلسان اتحاد كرة القدم الفلسطيني إنه حتى اعضاء المنتخب لا يتقاضون أيَّ مرتبات أو حوافز، سوى مبلغ بسيط من المال عندما يسافرون للمشاركة في البطولات العربية والدولية «poket money» 6 ـ التمويل يقتصر على مبلغ مليون دولار تقدمه الفيفا كل اربع سنوات، بالاضافة الى مساعدات تقدمها الدول العربية بشكل غير محدد. |