وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل تجسست أمريكا على إسرائيل أم أن الأخيرة ضللتها؟

نشر بتاريخ: 21/12/2013 ( آخر تحديث: 22/12/2013 الساعة: 09:49 )
بيت لحم- معا - يجب أو من المفترض أن لا تمر معلومات سرية عبر البريد الالكتروني لرئيس وزراء إسرائيل ووزير جيشها، ومع ذلك يمكن للولايات المتحدة أن تستشف وتحصل على معلومات كثيرة جدا عبر التجسس عليها مثل من يملكون التأثير على ايهود اولمرت ونتنياهو ؟ متى تعقد جلسات واجتماعات لاتخاذ قرارات هامة ؟ لكن من قال ان الإسرائيليين المشهورين بالحذر الشديد لم يضللوا الولايات المتحدة بعد ان اكتشفوا أمر التجسس عليهم . سؤال كبير طرحه اليوم " السبت " موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني الذي نشر نبأ تجسس الولايات المتحدة وبريطانيا على إسرائيل وكبار مسؤوليها عبر التجسس على بريدهم الالكتروني وهواتفهم .

وأضاف الموقع الذي تشارك بنشر نبأ التجسس مع الكثير من صحف العالم بان وزير الجيش الإسرائيلي السابق أيهود باراك والحالي بوغي يعلون وكل من سبقهم في هذا المنصب كانوا ينطلقون في تصرفاتهم من افتراض مبدئي يقول بأنهم تحت نظر وسمع عمليات التجسس الأمريكية، وذلك استنادا لتجربتهم الشخصية على الأقل وان عمليات التجسس المفترضة لم تقتصر على البريد الالكتروني العام لوزارة الجيش بل وصلت إلى الهواتف بكل أنواعها وتصنيفاتها وصنف وزراء الجيش الإسرائيلية هذا الأمر كمسلمة من مسلمات الحياة التي يجب عليهم التعايش معها .

وقال مصدر امني إسرائيلي لموقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني "في كل مكان نتواجد فيه نأخذ بالحسبان وبالاعتبار بأننا نتعرض لعمليات تنصت سواء عبر الهواتف الخلوية او داخل غرف الفنادق التي نقيم بها خلال زياراتنا الخارجية، وان واحدا من وزراء الجيش على الأقل استخدم وسائل اتصال يدرك تماما بأنها تحت الرقابة الأمريكية بهدف أن يوصل للأمريكان رسائل تلائم أهدافه واعتباراته الإستراتيجية لهذا يمكن وصف عمليات التصنت كالسيف الحاد واذا قامت المخابرات الأمريكية ووكالات التصنت المرتبطة بها بإعادة تفحص المعلومات التي وصلتهم سيكتشفون بأنهم الضحية وليس المفترس".

وتحتوي القائمة التي بها العميل الأمريكي الهارب إلى موسكو "سنواودن " لوسائل الإعلام عناوين الكترونية إسرائيلية مكشوفة وعلنيا يمكن لأي واحد معرفتها واستخدامها في ارسال الرسائل الموجهة لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أو مكتب وزير الجيش، وأكثر من ذلك يمكن مخاطبة جهات عليا أخرى عبرها وفقا لادعاء الموقع الالكتروني العبري .

ووجدت في قائمة التصنت الأمريكية البريطانية عناوين تابعة لمكتب رئيس الوزراء ، منها بريد نتنياهو " [email protected] " وأخرى لمكتب وزير الجيش وفقا للوثيقة التي سربها "سنواودن " .

ونقل الموقع الالكتروني عن مصادر أمنية إسرائيلية وصفها بالرفيعة قولها بأنه وعلى فترات مختلفة تناقلت بينها معلومات غير سرية عبر البريد الالكتروني التابع لمكتب وزير الجيش على سبيل المثال إذا أراد وزير الجيش إلقاء خطاب كان يتم صياغة هذا الخطاب في المكتب، وبعد مراجعته من قبل الوزير كان يتم تحويله عبر الايميل لمجندات مكلفات بطباعته وهذا الإجراء متبع حتى اليوم ومثله يجري أيضا في مكاتب أخرى مثل مكتب رئيس الحكومة .
|256396|

ويدور الحديث وفقا للمصادر الإسرائيلية عن عناوين بريدية الكترونية غير سرية يتم عبر تداول معلومات ليست بالسرية ومع ذلك يمكن أن تشكل عمليات التجسس واعتراض البريد الالكتروني والمكالمات الهاتفية لرئيس الحكومة ووزير الجيش بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا منجم من الذهب حصل الأمريكان من خلالها على معلومات كثيرة ساعدت متخذي القرار في الإدارة الأمريكية اذ مكن لهم أن يتعرفوا عبر المعلومات المتداولة على نوعية الضغوط السياسية التي يتعرض لها رئيس الحكومة ومن يمارس هذه الضغوط على سبيل المثال.

ويمكن لمنفذي عمليات التصنت ان يتعرفوا على المزاج العام للجمهور الذي يتوجه برسائله لرئيس الحكومة ورغم أن إسرائيل دولة "ديمقراطية " ويمكن لأمريكا أن تحصل على معلومات مشابه عبر الاطلاع على الصحف الإسرائيلية أو مشاهدة محطات التلفزيون الإسرائيلي ومتابعة الإذاعة او عبر تصفح الانترنت حيث الكثير من المعلومات المتعلقة بالمزاج العام والضغوط السياسية لكن عبر التجسس على رسائل الجمهور لموجهة لرئيس الحكومة ووزير الجيش والتجسس على الضغوط السياسية التي يخضعون لها والاطلاع على طبيعة ردود رئيس الوزراء ووزير الجيش على هذه الرسائل والضغوط تسمح للولايات المتحدة بقياس مدى صدق وموثوقية ما تنشره الصحف الإذاعات ويسمح لها بمقارنة المعلومات للحصول على صورة أوضح وأفضل .

وهناك ضرر اخر قد ينجم عن عمليات استخدام المواقع الالكترونية المعروفة في مكتب رئيس الوزراء ووزارة الجيش ويتمثل بإمكانية زرع فيروسات وبرامج تجسس " حصان طروادة " عبر البريد الالكتروني إضافة إلى إمكانية الحصول على عناوين البريد الالكتروني لمسؤولين كبار غير معروفين وتسعى أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية منذ فترات طويلة لتعقبهم والتجسس عليهم مثل رجالات السياسة وكبار قادة الأمن الحاليين والسابقين وغيرهم كثيرين ممن يمكن تصنيفهم ضمن دائرة الاستهداف الاستخبارية .

ويمكن للمخابرات الأمريكية والبريطانية مثلا ان يعلموا عبر التجسس على البريد الالكتروني متى يعقد وزير الجيش جلسة مشاورات مع وزراء جيش سابقين ما يشير إلى قرب اتخاذ قرارات صعبة ومن العيار الثقيل .

كما تسمح هذه العمليات للولايات المتحدة بمعرفة طبيعة الصراعات والمنازعات السياسية داخل قمة الهرم القيادي الإسرائيلي وباختصار تسمح لها بجمع معلومات سياسية وأمنية ذات قيمة عالية وصولا في بعض الأحيان إلى إمكانية الحصول على مؤشرات عن الطبيعة العملية والتنفيذية للحكومة عبر إشارات غير مباشرة يتم استخلاصها من الرسائل الالكترونية .

ورفضت الإدارة الأمريكية التعليق على الأنباء المتعلقة بعمليات تجسس امريكية على ايهود اولمرت ومكتب نتنياهو وايهود باراك ومكتب وزير الجيش لكن مجلس الأمن القومي الأمريكي اصدر توضيح جاء فيه " سبق لنا وان قلنا بان الولايات المتحدة تجمع معلومات خارجية من النوع الذي تجمعه بقية دول العالم " وفقا لما قاله موقع " يديعوت احرونوت " الالكتروني .

وكان موقع " يديعوت احرونوت " الالكتروني قد كشف يوم أمس بعض ما ورد في وثائق الجاسوس الأمريكي الهارب " سنودان" وتناولت هذه المرة اعتراض وكالة الأمن القومي الأمريكي (NSA) ونظيرتها البريطانية (GCHQ) الرسائل الالكترونية لرئيس وزراء إسرائيل ووزير جيشها ومتابعة وتعقب الممثليات الإسرائيلي في الخارج في عدة دول وذلك كجزء من خطو تعقب ومراقبة واسعة شملت إلى مكن 1000 هدف في أوروبا وإفريقيا .

ونشرت صحف " دير شبيغل " الألمانية و" نيويورك تايمز" الأمريكية و " الغارديان " البريطانية و"يديعوت احرونوت " الإسرائيلية بالتزامن المعلومات السرية التي سربها العميل الأمريكية والتي تغطي الفترة الزمنية الواقعة بين 2008-2009 .

ووفقا للمعلومات المسربة نفذت الوكالة الامريكية والبريطانية عمايت التجسس والتعقب من قاعدة خاصة بنتها الوكالة البريطانية بتمويل امريكي سخي على ساحل مدينة " Bude " في منطقة "كورنفيل" جنوب غرب بريطانيا وتم ربط القاعة بعدة اقمار صناعية لتسهيل عملية التجسس الواسعة والشاملة التي حملت الاسم الرمزي (Broadoak).

وتشمل قائمة التجسس الأمريكية البريطانية التي سربها العميل الأمريكية عناوين الالكترونية تابعة لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وكذلك لمكتب وزير الجيش الإسرائيلي حينذاك اهود باراك الذي شارك في مرحلة معينة مكتبه مع مسئول طاقمه " يوني كورن " واستخدم الاثنان في فترات معينة ذات البريد الالكتروني الذي شكل بالنسبة لهم قناة اتصال مع العالم الخارجي والوزارات الإسرائيلية الأخرى .

وكانت مجندات تم انتدابهن من قبل الجيش الإسرائيلي مسئولات عن تشغيل البريد الالكتروني الذي لم تصنفه وزارة الجيش بالسري لكن خطر هذا البريد يتمثل بوصفه من قبل المستخدمين الخارجيين الذين يريدون مراسلة وزارة الجيش كقناة اتصال موثوقة مع وزير الجيش ومساعديه لذلك يمكنهم تضمين رسائل معلومات حساسة .

ودفعت رغبة الولايات المتحدة الأمريكية بمعرفة إستراتيجية إسرائيل الحقيقية اتجاه إيران وهل تخطط لشن هجوم منفرد عليها ام لا المخابرات الأمريكية إلى تعقب البريد الالكتروني المذكور خاصة وان هذا الموضوع كان في الفترة الزمنية المذكورة موضوعا متفجرا بين الدولتين في ظل رفض إسرائيل التعهد بعدم مهاجمة إيران منفردة أو مجرد إعطاء أمريكا إنذار مسبق بقرب الهجوم .

وقال اهود باراك تعقيبا على التقرير " منذ عام 1938 وفي كافة المناصب القيادية التي توليها مثل رئيس " امان "، رئيس الأركان ، زير الجيش، رئيس الوزراء، تصرفت انطلاقا من فرضية مبدئية مفادها بأنني هدفا للتجسس والتصنت وإنني اخضع لعملية مراقبة استخبارية أجنبية على مدار الساعة سواء حين أتجول في عواصم العالم أو حين أكون في إسرائيل" .

وتضمنت القائمة عنوان الالكتروني أخر يعود الى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي اهود اولمرت حتى نهاية عام 2009 حين تولى نتنياهو المنصب ليواصل استخدام نفس البريد الالكتروني الذي شكل على مدى السنوات الخمس الأخيرة إحدى نقاط الاتصال بين المكتب الذي يعتبر في إسرائيل الأكثر سرية وبين العالم الخارجي" خارج أسوار المكتب ".

وهناك قائمة طويلة من المسئولين والجهات الإسرائيلية والخارجية التي يتراسل ويتواصل معها مكتب نتنياهو عبر هذا البريد الالكتروني بما في ذلك تحديد موعد اللقاءات والاجتماعات وتمرير الكثير من المعلومات غير السرية .

وشكل العنوان المذكور بالنسبة للولايات المتحدة إطلالة على الاتصال والتواصل بين نتنياهو ومكتبه وأوساط يمينية يهودية في المستوطنات لان أمريكا تشلل وتنظر بكثير من الشكل في صحة المعطيات المتعلقة بالبناء الاستيطاني التي تسلمها إسرائيل لأركان الإدارة الأمريكية لذلك رغبت الولايات المتحدة بالحصول على معطيات حقيقية حول حجم البناء عبر التجسس على مراسلات نتنياهو مع المستوطنين ورسائل المستوطنين إلى مكتبه