وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين: مسيرة للأطفال بغزة تطالب بمنع التدخين في الأماكن المغلقة

نشر بتاريخ: 03/06/2007 ( آخر تحديث: 03/06/2007 الساعة: 17:42 )
غزة-معا- طالبت مسيرة نظمها عشرات الأطفال بغزة تحت شعار " لا للتدخين في الأماكن المغلقة..لا للتدخين في أماكن العمل" بمنع التدخين في الأماكن المغلقة.

وحمل المشاركون في المسيرة التي نظمتها دائرة التثقيف وتعزيز الصحة بوزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ونادي الصحفي الصغير الشعارات والافتات التي كتب عليها شعار الحملة.

وانطلقت المسيرة اليوم الأحد من مقر وزارة الصحة بعيادة الرمال بغزة إلى المجلس التشريعي وحمل الأطفال مجسما كرتونيا كبيرا يمثل علبة سجائر تم إحراقها في إشارة إلى رفض التدخين.

واستقبل الدكتور رضوان الأخرس وزير الصحة الأطفال المشاركين في المسيرة وقال " اعبر لكم عن بالغ سعادتي بوجودكم اليوم في هذه المناسبة الهامة لكم ولجميع أبناء الشعب الفلسطيني فأنتم جيل المستقبل وعماد الوطن ".

وتابع الوزير الأخرس " إن أطفال فلسطين يستحقون منا جميعا كل الاهتمام والتقدير وبذل كل الجهود في التوعية والتثقيف الصحي لهم لخلق سلوكيات صحية سليمة والتخلص من الخطر المحدق بالجميع وهو التدخين" .

بدوره تحدث محمود ضاهر مدير البرنامج الوطني في مكتب منظمة الصحة العالمية بغزة حيث قال " باسم المنظمة نحيى أطفال فلسطين وندعم كل الجهود الداعمة في مجال مكافحة التدخين وأعرب عن أمله أن يتم قبول فلسطين بعضوية المنظمة للتوقيع على الاتفاقية الخاصة بمكافحة التدخين ".

و ألقت الطفلة آلاء الشنار من نادى الصحفي الصغير كلمة نيابة عن المجموعة المشاركة في المسيرة حيث قالت " نحن أطفال فلسطين نتوجه برسالتنا في اليوم العالمي لمكافحة التبغ للعالم أجمع وصناع القرار تحديداً لما لهذا الحدث من حجم, فالإدمان على التدخين وباء عالمي يورث الدول خرابا ودمارا تظهر معالمه في الإعاقات والمرض وفقدان الإنتاجية والموت المبكر ولقد أظهرت نتائج المسح العالمي للتدخين في إقليم شرق المتوسط ان 27:5% من الشباب والمراهقين يبدءون التدخين قبل سن العاشرة وفى فلسطين وصلت هذه النسبة إلى 24:6% ".

وثمن الأطفال دور وزارة الصحة ممثلة بدائرة التثقيف وتعزيز الصحة والتي دأبت على تنفيذ حملاتها للحد من التدخين بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية فالمواجهة يجب إن تكون مواجهة واعية لا تقتصر على الحملات الإعلامية والدروس التوجيهية بل يجب أن تشارك فيها جميع القطاعات بلا استثناء كالتعليم والصحة والدين والقانون فالذين يتولون رسم السياسيات العامة تبقى على عاتقهم المسئولية الأكبر في إيجاد مناخ متحرر من التدخين.

و حملت المسيرة بيانا للجنة الصحية للمجلس داعية إياها أن تتبنى قرارا يحرم التدخين في الأماكن المغلقة وأماكن العمل هذا ومن المتوقع أن تستمر فعاليات الحملة المناهضة للتدخين خلال الأسبوعين القادمين حيث سيتم تنظيم عدة لقاءات علمية لطلبة الجامعات ولمزودي الخدمات الصحية ، كما سيتم تسجيل عدة حلقات تلفزيونية خاصة بالموضوع.

و من ناحيته قال معين الكريرى مدير دائرة التثقيف وتعزيز الصحة بالوزارة " تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية أن التدخين يقتل سنوياً 5 مليون شخص في العالم بمعدل 13 ألف حالة وفاة يومياً ما يعادل حالة وفاة لكل 6.5 ثانية ويتوقع زيادة عدد الوفيات بسبب التدخين ليصل 10 ملايين وفاة سنوياً بحلول العام 2020 وبمعدل وفاة كل 3 ثوان ، 50% منهم الفئة العمرية 20-25 سنة ، ومن المفجع أن نعلم أن كل ما قتلته القنبلتين الذريتين التين ألقيتا على هيروشيما وناجازاكي هو ربع مليون شخص بينما قتل التدخين كل هذا العدد من البشر، أضف إلى ذلك أن 700 مليون طفل يتعرضون للتدخين السلبي من البيت أو المحيط الذي يعيشون فيه ، وهو ما يعدل نصف أطفال العالم.

وتأتي مساهمة دائرة التثقيف وتعزيز الصحة ومديرة اعلام مكتب الوزير زينب عودة وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في تفعيل هذه المناسبة من خلال سلسلة فعاليات قامت وتقوم بها وقد تضمنت إجراء سلسلة لقاءات وبرامج حول التدخين ومضاره في الإذاعات والتلفزيون ونشر رسالة معالي وزير الصحة بهذه المناسبة في الصحف ووسائل الإعلام والإشراف على تنفيذ مسيرة للأطفال تنادي بالامتناع عن التدخين وعقد ندوات ومحاضرات في الجامعات والكليات وتوزيع النشرات والبوسترات التي تدعو للإقلاع عن التدخين.

من الجدير ذكره أن شركات التبغ واغلبها أمريكية تصنع 3 سجائر لكل إنسان على وجه الأرض يوميا ، أي 18 ألف مليون سيجارة ، وهي تكفي لإبادة الجنس البشري بأكمله لو اخذ منها النيكوتين حقنا. ويحتوي التبغ على 4000 مركب كيماوي منها جزء كبير مواد معروفة بأنها سبب رئيسي للسرطان.

وتابع الكريرى " في الدراسة التي أجرتها دائرة التثقيف وتعزيز الصحة بوزارة الصحة فى فلسطين ضمن المسح العالمي للتدخين والذي استهدف طلبة المدارس عمر (13 -15 ) سنة تبين أن 32.8% من هؤلاء الطلبة كانوا قد جربوا التدخين ولو مرة واحدة، بينما بلغت نسبة المدخنين 14.6% ( 21.9% ذكور، مقابل 7% إناث ) .

وأضاف الكريرى " جاء هذا الشعار لهذا العام لتسليط الضوء على مضار التدخين السلبي الذي يتعرض له غير المدخنين حولهم سواء في البيت أو أماكن العمل ، أو في وسائط النقل والمواصلات ، والتدخين السلبي له أثار فورية مثل ( حساسية في العيون ، الأنف ، الحنجرة ، كما يسبب السعال والصداع والدوار والغثيان )أما أضرار بعيد ة المدى فتتمثل في السرطانات المختلفة ( الرئة، الأنف ، الحنجرة ، عنق الرحم ، البنكرياس ، الكلى ، الدم ) .

كما أثبتت الدراسات أن التدخين السلبي أيضاً يسبب أمراض القلب والجلطات ، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن حوالي 40% من الدخان المتطاير يكون من نصيب من يجلس حول المدخن وأن 50% من أطفال العالم يتعرضوا للتدخين السلبي بما يصل ل 700 مليون طفل ، وتقدر منظمة العمل الدولية نسبة وفيات العمال بسبب أمراض ناتجة عن تعرضهم للتدخين السلبي في أماكن عملهم ب200.00 عامل سنوياً بينما في دول الاتحاد الأوروبي وجد أن حوالي 80.000 شخص ماتوا نتيجة تعرضهم للتدخين السلبي عام 2002 وفي فلسطين وجد أن 57.1 % من طلبة المدارس الذي أجرى عليهم البحث يعيشون في منازل يوجد بها من يدخن أمامهم ، فهذه الأرقام والإحصائيات تدق ناقوس الخطر.