وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الكاظمين الغيظ

نشر بتاريخ: 25/12/2013 ( آخر تحديث: 25/12/2013 الساعة: 22:52 )
بقلم : عبدالمطلب الشريف

في ساعات العسرة وأكثرها حرجاً ، عندما يأتي الخطر ويداهم المجهول ، تتكشف قدرات القادة العظام ممن يستطيعون بحكمتهم وسعة عقولهم إعادة الأمور الى نصابها بعدما تكون قد بلغت القلوب الحناجر ، وكاد السوء أن يعصف بأهله وبغير أهله ، فيقطعون بذلك سبل الشر على كل عابث توسوس له نفسه أن يمتطي صهوة الفتنة ليعيث في الأرض فسادا .

دروس الحكمة هذه وسعة الصدر والبصيرة المتّقدة نقلها العرفاتيون قادة الفتح عن قائدنا ومعلمنا الشهيد ابي عمار رحمه الله ، واستذكر هنا ما أجاب به حين سُئل الى أين أنت ذاهب يا ابا عمر وهو ذاهب وصحبه الى المجهول في أرض التيه على ظهر سفينة الخروج من بيروت ، فقال بثقة القائد بربه وبشعبه وبنفسه * الى القدس بإذن الله *.

وها هو قائد عرفاتي آخر يتحلى بهذه الثقة بالنفس والحرص على وحدة شعبه عامة وأبناء الفتح على وجه الخصوص لإدراكه بأن كرامته من كرامة الوطن ولا مكان ولا كرامة لوطن ممزق تعصف به الرياح والأحداث من كل جانب ، وفي سبيل ذلك كظم الغيظ وعفا عن المسيء وأسقط حقه الشخصي بكبرياء الثائر وتواضع ورحمة القائد الحنون ، فأطفا لهيب النار المستعرة المتأججة ، وقطع الطريق على مشعليها ، ووأد تحت بياض الثلج الذي غطي ربوع الوطن حينها سواد الفعل والفتنة التي لعن الله موقظها .

كبير انت يا سيادة اللواء بكل ما فعلت ، وما فعلت لا يصدر إلاّ عن كبار القوم وقادتهم ممن يشبهون الجبال الشامخات الراسيات التي تقاوم بثباتها وصلابتها عصف الرياح العاتيات ،وتنموا فوق لين ترابها ازهار الياسمين وشقائق النعمان وأشجار الطيب المثمرات.