وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 25/12/2013 ( آخر تحديث: 25/12/2013 الساعة: 19:43 )
بقلم :صادق الخضور
مسابقة الكأس تنطلق في الضفة، بعد أن كانت الانطلاقة في قطاع غزة قبل فترة، والتساؤل المطروح: هل ستكون هناك مفاجآت من فرق الدرجة الثانية والثالثة؟ والتساؤل نابع من من طول فترة الراحة التي خلدت إليها فرق المحترفين والأولى بعد توقف الدوري، إذ كانت فترة الاستراحة ثم الأحوال الجوية وتراكم الثلوج سببا في تمديد أمد الراحة، ومع وجود بعض الصالات المغلقة يبدو أن الفرق لم تتوجه للإفادة منها، وبالتوفيق للفرق جميعها.

الفدائي يبدأ المشوار... ونحن بالانتظار
اليوم: تنطلق بطولة غرب آسيا التي يشارك فيها منتخبنا الوطني، آملين أن يكون فدائيّو المنتخب في الموعد لتحقيق إنجاز للكرة الفلسطينية، مدركين أن الاستعدادات كانت محكومة بمعطيات الظروف والإمكانيات، إلا أن المعسكر الداخلي ثم معسكر الإمارات قد يكونا عاملا مساعدا في زيادة التجانس، والكابتن جمال محمود قادر على تقديم منتخب منافس، فالرجل صاحب فكر كروي متميز ولا نجامل عندما نقول أنه جعل للمنتخب شخصية واضحة المعالم.
البداية أمام قطر، والمهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، والمنتخب الفلسطيني قادر على تحقيق نتيجة جيدة في مباراة الاستهلال، نقول هذا ونحن ندرك أن تأخّر انضمام لاعبي غزة ثم عدم التحاقهم بالمنتخب كان ضربة لمنتخبنا الوطني، ويبقى الأمل في الموجودين وهم من طينة الكبار فأشرف نعمان والبهداري وأبو غرقود وأحمد ماهر والبطاط وهيثم ذيب والصالحي وأبو جزر وبقية اللاعبين قادرون على تقديم مردود يتناغم وتسمية الفدائي، وبانتظار إبداعهم.

وكان الأمل أن تكون هناك مباريات إعدادية مع منتخبات، لكن اعتذار الأردن الشقيق، وعدم النجاح في عقد لقاءات مع منتخبات إشكالية لم تتح للجهاز الفني تجريب اللاعبين بالصورة المأمولة.

كل التوفيق لمنتخبنا الوطني، ونتأمّل أن يكون توقيت البطولة المتزامن مع أعياد الميلاد بشرى لميلاد إنجاز كروي فلسطيني جديد، فالمنتخب الوطني حامل آمال الكل، وهو محطّ اعتزاز الجميع، وبانتظار أن تكون البداية شاهدا على أداء يجمع بين الطموح ووجود الروح والمستوى الفني العالي.

تنطلق البطولة، والمطلوب أكبر دعم جماهيري ومتابعة جماهيرية، فالفدائي يستحق وفلسطين يستحق، وقد حان الوقت لتتويج الحراك الرياضي الذي يقوده اللواء الرجوب بإنجاز يعيد لنا الأمل في تشكيل منتخب قادر على مقارعة الكبار، وإذا كانت العيون ترنو نحو الدوحة، فاستحقاق بطولة التحدّي على الأبواب، والمشاركة في بطولة غرب آسيا خير إعداد للتحدّي، وهذه النقطة يجب أن تكون ماثلة في عقول اللاعبين ووجدانهم، وعليهم بذل كل جهد ممكن لتكون مشاركتنا في البطولة خطوة على طريق حصد لقب بطولة التحدّي.

للاعبي منتخبنا الوطني نقول: شدّوا الهمّة وارفعوا سقف أدائكم ليرتفع سقف طموحنا، لكم خالص الدعوات بالتوفيق، معنيّون بالأداء وبالنتيجة، وندرك صعوبة المهمّة، لكننا بكم نثق وعليكم نعتمد لترفرف رايات الوطن في ربوع الدوحة، واليوم نتيجة طيبة ستجلب دفء الفرح ليبدّد جليد الانتظار، وواثقون من أن ربيع الإنجاز قادم، فابذلوا كل جهد ممكن.
وللكابتن جمال محمود والجهاز الفني نقول: وفقكّم الله في قيادة الفريق للإنجاز، وواثقون من نجاحكم في تحفيز اللاعبين على تقديم المستوى الذي يليق بتطلعات الجماهير، فواصلوا العمل وبثّ الأمل، وأعلنوها من قلب الدوحة: ننشد الإنجاز والفرحة، وسنرسم من فنون الأداء أجمل لوحة.

غريب...عجيب
عرفنا -فيما عرفنا- أن الأندية جسر العبور للمنتخب، فالتألق مع الأندية جواز مرور اللاعبين للمنتخب، أما أن يكون المنتخب جسر العبور للأندية فهذا غريب عجيب، وكم كانت الفرحة بقدوم لاعبي غزة للانضمام للمنتخب، إلا أن اللاعبين القادمين لم يلتحقوا بالمنتخب، بل صاروا محط أنظار الأندية التي سارعت للتعاقد معهم.

كل الترحيب باللاعبين، لكن ما جرى بحاجة إلى تفسير، لماذا لم يلتحق أي منهم بالمنتخب؟ ألا يوجد بينهم لاعب واحد يمكن أن يكون إضافة للمنتخب؟ وهل كان اللاعبون والجهاز الفني على دراية بأنه لن يتم سفرهم مع المنتخب بعد تأخّر قدومهم؟ والأسئلة كثيرة في هذا الشأن.
الخلاصة: ستة لاعبين جدد من ينضمون لدوري المحترفين والمحترفين جزئي في سيناريو غريب، ومن جديد نؤكد أن الترحيب بهم هو الأساس، لكن المنتخب يجب ألا يكون وسيلة بل يجب أن تكون رفعته غاية في حدّ ذاتها.

واقعيّة المكبر
نسور الجبل، الفريق العنيد الكبير، الذي برهن أنه رقم صعب في دورينا، يبادر إلى التخلّي عن مجموعة من ركائز الفريق، والسبب الأزمة المالية الخانقة، وإذا كانت بعض الجماهير تتعاطى مع الأمر باعتباره تقصيرا أو عجزا فإن للأمر تفسيرا آخر، وقد يكون ما فعلته إدارة المكبر عين الصواب.

الفريق بحاجة إلى عدد محدود من النقاط للبقاء، وتبدو إمكانية المنافسة على اللقب شبه مستحيلة، لذا كانت واقعية المكبر بالتخلي عن أبرز لاعبيه، والسعي للبقاء في منتصف الجدول مسؤولية أبناء المكبر، والخطوة الجديدة تفسح المجال لإشراك أكبر عدد ممكن من اللاعبين الصاعدين؛ ما يتطلب أن يكون الأمر وفق خطة مدروسة، بعد أن أحجمت معظم الفرق بل معظمها عن دمج الناشئين.

المكبّر يخطو خطوة تشكّل سابقة في تاريخ دوري الاحتراف، والجميع يترقّب نتائج هذا التوجّه الإداري رغم ما يحمله الأمر في طيّاته من مصاعب لا تخلو من مخاطرة، وكل التوفيق للمكبر، وعلى جماهير المكبر إسناد هذه الخطوة والالتفاف حول الفريق، فالجماهير التي طالبت مرارا وتكرارا بإشراك الناشئين مطالبة بإسناد هذا التوجّه، وتعليق لا إلغاء طموح حصد البطولات لموسم واحد.
خطوة المكبر من الزاوية الأخرى بمثابة دق ناقوس الخطر، فالأندية باتت في وضع مالي كارثي، نتاج تراكمات 3 مواسم، فخطوات المكبر جاءت استجابة لوضع خطير، ونأمل مبادرة القطاع لمساندة الاتحاد في مساعدة الأندية.

دوري الثانية يتواصل
يتواصل دوري الدرجة الثانية، وحتى الآن نجح الرماضين والقوات وسلوان وطوباس في تسجيل الأفضلية، وهذه الفرق قد تكون المتنافسة على الصعود مع بقاء عدد كبير من المباريات، والنتائج المتحققة تؤكد أن هذه الفرق في دائرة المنافسة مع أن الجولات المتبقية من عمر الدوري وتحديدا في الجنوب الذي يتأخر بمرحلتين عن الوسط والشمال قد تغيّر المعالم.

دوري الدرجة الثانية يشهد تفاوتا في اهتمام بعض وسائل الإعلام بفرق على حساب أخرى، ووجود لاعبين كانوا من المؤثرين في دوري المحترفين، وكوكبة مدربين أصحاب خبرة، وهذه الأمور لم تشهد التناول الكافي من وسائل الإعلام.
دوري الدرجة الثانية يتواصل، والفرق المشاركة في بطولة الكأس من الدرجة الثانية على المحك، فهي تحمل مسؤولية التمثيل المشرّف لهذا الدوري في الكأس، فهل ستكون هذه الفرق قادرة على تحقيق نتائج لافتة تعزز المطالبات بمزيد من الاهتمام بدوري الدرجة الثانية.