وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اهالي رهط والنقب يشيعون الشاب العربي الذي قتل برصاص فلسطيني

نشر بتاريخ: 25/12/2013 ( آخر تحديث: 25/12/2013 الساعة: 23:32 )
بئر السبع – تقرير خاص معا - شارك الآلاف من أهالي رهط والنقب عصر اليوم الأربعاء في تشييع جثمان الشاب صلاح شكري أبو لطيف (23 عاما) ضحية اطلاق النار أمس على الحدود الاسرائيلية مع قطاع غزة.

وقد انطلق الموكب الجنائزي من بيت والد المرحوم للصلاة عليه في مسجد "التقوى"، ومن ثم توجه المشيعون إلى مقبرة "الهزيّل" مدخل المدينة.

وبعد اتمام عملية الدفن، ألقى الشيخ حماد أبو دعابس، رئيس الحركة الإسلامية، خطبة التأبين والتي ناشد من خلالها الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بوقف مسلسل الدماء وأن يسود السلام الحقيقي.

وقال: "بما أن صلاح قتل على ما يبدو برصاص فلسطيني، نؤكد أننا لا نريد الانتقام ونطالب إسرائيل بعدم الرد بقصف قطاع غزة، وكما كان حزننا شديدا بوفاة المرحوم صلاح فقد حزنّا أيضا على وفاة الطفلة الفلسطينية التي قتلت نتيجة القصف الإسرائيلي للقطاع ردا على العملية".
|257264|
وأنهى الشيخ أبو دعابس خطبته بالدعاء للمتوفى بالرحمة والمغفرة ولذويه بالصبر والسلوان، خاصة أنّ المرحوم كان من رواد المساجد.

والد القتيل: "كفى سفكا للدماء"

أما الحاج شكري أبو لطيف، والد المرحوم صلاح، فقال: "نريد السلام بين اليهود والعرب، ولا أريد انتقام وكفى لسفك الدماء. حزني الوحيد أنّ إبني لم يحصل على الوقاية الكافية خلال عمله على الحدود في أول يوم له". وأضاف الوالد الثاكل: "نحن لا نريد الحرب، وإذا التقيت بقاتل ابني فسوف أقول له سامحك الله ولكن لا تعيدها. وأقول لكم إنّ ابني كان على وشك الزواج قريبا ولكن هذا قضاء الل، فإنا لله وإنا إليه راجعون". ويشار إلى أن العائلة لها العديد من الأقارب في قطاع غزة.
أما قريب المرحوم، خالد أبو لطيّف، فقال: "لقد كان المرحوم شابا خلوقا، وانسانا يحبه كل من عرفه. للأسف الشديد لم يصل إلى العائلة أي مسؤول رسمي ليبلغنا عما حدث معه بالضبط".

أما طلال القريناوي، رئيس بلدية رهط، فقال: "الشاب صلاح كان من خيرة شباب المدينة وقد راح ضحية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ونتيجة للحرب التي لا مكان لها في منطقتنا".

من جانبه وصل كل من قائد شرطة لواء الجنوب وشرطة النقب لتقديم العزاء. وقال قائد لواء الجنوب في الشرطة، الميجور جنرال يورام هاليفي: "يحزنني أننا مضطرون للالتقاء في ظروف كهذه وليس في الأفراح. أشكر العائلة على قبولها حضورنا لتقديم واجب العزاء، ونحن نحضن العائلة في هذه الظروف في حزنها الكبير". يشار إلى أنه لم يشارك في الجنازة أي مسؤول رسمي في الحكومة الإسرائيلية، كما هو متبع في مثل هذه الظروف.

"وصل إلى المستشفى ميتا"

وكان الشاب صلاح شكري أبو لطيّف لقي مصرعه اثر إطلاق قناص فلسطيني النار عليه، أثناء عمله في تصليح الجدار الذي دمرته العاصفة الأخيرة، بالقرب من "ناحل عوز".

وكان الشاب، والذي يعمل على تراكتور منذ فترة مع شركة "هاكودحيم شبات" من مدينة كريات ملاخي في الجنوب، وصل إلى مكان عمله لتصليح الجدار العازل بعد أن دمرته العاصفة الأخيرة. وقد أصيب بعيار قنّاص فلسطيني شمال قطاع غزة ونقل إلى مستشفى "سوروكا" في حالة ميؤوس منها بواسطة طائرة مروحية عسكرية. وهناك اضطر الطاقم الطبي الإعلان عن وفاته في الحال.

وفي حديث خاص مع مراسل "معا" في النقب روى زميله في العمل، يورام ميخائيل، ما حدث صباح يوم الثلاثاء قائلا: "كنا ثلاثة نعمل في الجدار، وقد وقفت قبل ثماني دقائق من الحادثة مكان صلاح. كان الأمر بالنسبة لنا كالروليتا الروسية، حيث كان بامكان القناص الذي أطلق النار أن يختار أي واحد من العمال الثلاثة، ولكن يبدو أن المرحوم وقف في مكان لاءم القناص".

وأضاف ميخائيل (52 عاما)، من البلدة التعاونية عيزر المجاورة لعسقلان: "كان ذلك اليوم الأول لنا في العمل حيث كان ثالثنا ابن صاحب العمل على تصليح الجدار. وقف صلاح على ارتفاع 1.5 متر عن وجه الأرض، وسلمه ابن صاحب العمل الشاكوش واستطاع أن يضرب به مرة أولى وحين أراد أن يضرب في المرة الثانية، طار الشاكوش من يده، مع سماع طلقة رصاص واحدة. رأيته يضع يده اليمنى على صدره والدم يتدفق من صدره بغزارة، ففهمت أنه أصيب، ومن ثمّ سقط على الأرض. دخل ابن صاحب العمل في هستيريا ففهمت أن قناصا رصدنا، فأدخلته بالقوة تحت مركبة لكي لا نصاب بأذى. بعد لحظات وصلت قوات كبيرة من الجيش إلى المكان وبدأت باطلاق نار كثيف تجاه منطقة إطلاق النار".

وأضاف ميخائيل: "في مثل هذه الحالات كان علينا أن نلبس الدروع الواقية، ونعمل تحت حراسة دبابة كوننا في منطقة إطلاق نار، ولكن لا أعلم لماذا سمح لنا الجيش بالدخول إلى المنطقة بدون حماية". وقد عبر أصحاب الشركة التي يعمل فيها صلاح عن انتقادهم الشديد لعدم وجود حماية للعاملين على الجدار.
وأضاف زميل صلاح في العمل قائلا: "كان صلاح في موقع مريح بالنسبة له. لم يقل لنا أحد أن علينا أن نلبس الدروع الواقية. لقد كان المرحوم شابا منطويا على نفسه ولكنه كان مهتما بغيره، وقد التقيت بالقليل مثله. لم أبك في حياتي على أحد، ولكني بكيت عليه اليوم في بيت العزاء في رهط". ويشار إلى أن أصحاب العمل وصلوا هم أيضا وشاركوا في جنازة المرحوم.

وعقب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي على تصريحات العائلة وأصحاب العمل بالقول: "الجيش يشارك العائلة حزنها. الحادثة في مرحلة التحقيق وأي رد لن يكون مسؤولا".