وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الهلال الاحمر: 2013 كان عام الانجازات رغم ممارسات الاحتلال

نشر بتاريخ: 26/12/2013 ( آخر تحديث: 26/12/2013 الساعة: 11:58 )
رام الله- معا - يصادف اليوم الذكرى الخامسة والاربعون لتأسيس جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني لتكمل الجهود الانسانية التي بذلتها جمعيات الهلال الاحمر الخيرية التي انشئت في بداية القرن الماضي، وجمعيات الهلال التي تأسست في الضفة الغربية وقطاع غزة عقب النكبة الفلسطينية في العام 1948.

وجاء تأسيس الجمعية في عام 1968 استجابة للاحتياجات الصحية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في اماكن تواجدة كافة، ومواكبة لانطلاقة الثورة الفلسطينية ونضالات الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال الوطني، واضعة نصب عينها بلسمة جراح الشعب الفلسطيني النازفة بفعل ممارسات الاحتلال الاسرائيلي، وزرع البسمة على شفاه المرضى والاطفال والمسنين والشيوخ.

ومنذ نشأتها حرصت الجمعية على أن لا تقصر خدماتها على الجانب الصحي، فحسب، بل تعدتها الى جوانب انسانية عديدة تبلورت في مجالات الصحة النفسية، وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، والاسعاف والطوارئ ومواجهة تداعيات الكوارث الطبيعية، وتلك التي بفعل الانسان.

كما اهتمت بقطاع الشباب فعملت على تجنيدهم ليساهموا بالجهد الانساني الذي تقوم به الجمعية لخدمة الشعب الفلسطيني، بفئاته كافة، وعنيت بشكل خاص بقطاعات المرأة والأطفال والمسنين، وانشأت المراكز الخاصة للعناية بهم، والحرص على صحتهم وتقديم العون لهم، كما اهتمت بالجوانب الروحية للانسان الفلسطيني فشجعت المواهب الشابة ووفرت السبل لهم لتفجير طاقات الابداع لديهم، في جوانب متعددة، وفي مقدمتها الجانب الثقافي والفني.
|257306|
وطيلة مسيرتها، لم تكن الطرق معبدة أمام عمل الجمعية الانساني، ولا امام كوادرها ومتطوعيها ، فقد تعرضت للكثير من المعوقات التي اعترضت فعالياتها الخدماتية، سواء كانت بفعل الاحتلال الاسرائيلي وتداعياته الانسانية، المتمثلة بالحواجز العسكرية، وتقييد حركة طواقمها الطبية وآلياتهم، او بفعل الكوارث الطبيعية، الناجمة عن الاحوال المناخية العاصفة، مثل التي حدثت خلال الشهر الجاري.

ومن اجل تحقيق رسالتها الانسانية هذة ، وتفاني كوادرها ومتطوعيها، قدمت الجمعية طيلة خمسة واربعين عاما من تاسيسها، عشرات الشهداء، منهم اربعة شهداء قدمتهم الجمعية خلال الاحداث المأساوية التي تشهدها سورية، عدا عن عشرات المعتقلين الذي قضوا فترات حبس متفاوتة المدة في السجون الاسرائلية.

وخلال أربعة عقود ونصف من مسيرتها لم ينقطع سيل الخدمات الانسانية التي قدمتها وتقدمها الجمعية في المجالات كافة: الصحية والاجتماعية والتوعوية عبر 15 مستشفى (ستة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وخمسة في لبنان وثلاثة في سورية وواحد في مصر) لديها احدث الاجهزة الطبية، وعبر فروعها وشعبها ال43 المنتشرة في فلسطين وسورية ولبنان ومصر والعراق، ومن خلال عشرات المراكز الصحية والتعليمية وعيادات الرعاية الصحية الاولية، الدائمة والمتنقلة.

ولم تتوانى الجمعية طيلة الفترات السابقة من تأسيسها عن تطوير وتحديث منشآتها ، ومنشآت فروعها التي كان آخرها ،خلال الشهر الجاري ، وضع حجر الاساس لمبنى فرع الجمعية في سلفيت .

ومثله مثل الأعوام السابقة ، لم يكن عمل الجمعية في العام 2013 ، الذي بقيت ايام معدودة على نهايته ، سهلا، وانما اعتورته ظروف سياسية وأمنية واقتصادية صعبة. فالأوضاع في سورية اثرت بشكل مباشر على ابناء الشعب الفلسطيني في المخيمات ، ما انعكس سلبا على الخدمات الانسانية التي تقدمها الجمعية في القطر الشقيق ، وكذلك الأمر في لبنان ، الذي اثرت عليه ما تشهده سورية من احداث، ما اضاف عبئا كبيرا على فرع الجمعية هناك .

اما في قطاع غزة فكان عام 2013 مليئاً بالتحديات التي واجهت الجمعية، من حيث معالجة آثار الحرب الاسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، التي وقعت في أواخر عام 2012 والتصدي للآثار التي خلفها المنخفض الجوي العميق، الذي ضرب المنطقة في شهر كانون ثاني من العام الجاري، وكذلك المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة في الشهر الحالي (كانون أول) من العام الجاري أيضا.

وفي الضفة الغربية المحتلة عملت الجمعية في ظل ظروف صعبة وواجهت منخفضين جويين بكل تداعياتهما، وتدخلت من أجل إغاثة مئات العائلات الفلسطينية التي تضررت بفعل الفيضانات التي سببها المنخفض والعاصفة الثلجية التي واكبته. كل ذلك تم برغم الحواجز والإغلاقات والمعيقات التي يضعها الاحتلال .

وعلى الرغم من هذه التباينات والظروف والأوضاع السياسية والأمنية التي عملت في ظلها جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، كانت لديها قدرة كبيرة على التكيف وتعديل برامجها وتعزيزها، وواصلت تقديم البرامج والخدمات على اختلافها، وفي كافة أماكن تواجد الشعب الفلسطيني.وهنا حصيلة مختصرة عن هذة الخدمات


وعلى صعيد البرامج والخدمات المركزية التي قدمتها وتقدمها الجمعية في دولة فلسطين المحتلة، واصلت الجمعية عملها وتدخلاتها الانسانية في المجالات التالية:

مواجهة تداعيات الكوارث:
طيلة عام 2013 استمرت الجمعية في تطوير وتعزيز استعداداتها في الضفة والقطاع من تجهيزات وتدريبات للطواقم والمتطوعين تحسبا واستعدادا للتدخل في اوقات الطوارئ والكوارث. وقدمت خدماتها الاغاثية في العام الجاري لــ 68163 مواطناً في الضفة بما فيها القدس، والقطاع، وخاصة لأولئك الذين تضرروا من الحرب الأخيرة على قطاع غزة ومن الفيضانات التي حدثت في شهري كانون ثاني وكانون اول من العام الجاري، وكذلك من الأسر التي قام الاحتلال بهدم بيوتها وبركساتها، خصوصاً في مناطق الأغوار وجنوب الخليل.

الرعاية الصحية الأولية:
استمرت الرعاية الصحية الأولية في تقديم خدماتها عبر 38 مركزاً في الضفة والقطاع، وبلغ عدد المنتفعين من الخدمات الطبية والتشخيصية المقدمة حوالي 474 الف منتفع، كما واصلت 75 لجنة أمومة آمنة أداء دورها وأنشطتها التثقيفية، إضافة الى الاستمرار في تنفيذ برنامج الصحة الإنجابية والسيطرة على الأمراض المزمنة وبرنامج الصحة المدرسية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

الاسعاف والطوارئ:
واصلت الجمعية تقديم خدمة الاسعاف والطوارئ عبر 15 مركزاً رئيسياً و26 مركزاً فرعياً، حيث بلغ عدد المنتفعين من هذه الخدمة أكثر من 77 الف مواطن. كما استفاد أكثر من 56 الف مواطن من التدريبات المجتمعية وورش العمل والمحاضرات المتعلقة بالإسعاف.

التأهيل وتنمية قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة:
حظي تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة باهتمام جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني على مدار سني تأسيسها، فمن خلال 27 مركزاً ووحدة تأهيلية منتشرة في محافظات الضفة والقطاع قدمت خدماتها لأكثر من 16 الف شخص من ذوي الاعاقة وكبار السن والأطفال الذين لديهم مشاكل نمائية.

كما استمرت في تنفيذ العديد من البرامج المجتمعية، كبرنامج إثراء الأنشطة المنزلية الموجهة للأطفال شديدي الإعاقة، وبرنامج التأهيل المتنقل في منطقة جنين، وبرنامج الأدوات المساعدة، حيث زودت الأشخاص ذوي الاعاقة بــ 507 أدوات مساعدة، حركية وسمعية. كما واصلت كلية تنمية القدرات الجامعية التابعة للجمعية في خانيونس عملها في مجال تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة .

الصحة النفسية:
في العام 2013 قدمت الجمعية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي لأكثر من 45 الف مواطن، معظمهم من الأطفال المستفيدين من برنامج الدعم النفسي المبني على المدارس الأساسية. وبفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في شهر تشرين الثاني من العام 2012، تم تفعيل العمل بخطة الطوارئ حيث استفاد من الخدمات المختلفة أكثر من 20,000 منتفع ومنتفعة من الأطفال والراشدين وعائلاتهم، إضافة إلى إحالة ما يقارب 200 حالة إلى الطبيب النفسي وإلى الخدمات التخصصية. كما استمرت الجمعية في لعب دور المصدّر في تقديم خدمة التدريب والإشراف على مستوى المنطقة من خلال دعم وتدريب الطواقم والعاملين في مجال الصحة النفسية، المنتسبين إلى الجمعيات الوطنية الشقيقة، وخصوصاً في سوريا ولبنان وليبيا .

الشباب:
واصلت الجمعية الاهتمام بقطاع الشباب، من خلال تنمية دورهم التطوعي واستقطاب شباب جدد للانخراط في الجمعية استنادا الى مبادئها، وبلغ عدد الشباب الذين استفادوا من البرامج التدريبية 932 شاباً وشابة تلقوا تدريبات في تغيير السلوك ومهارات الحياة اليومية، واشتركوا في التدريبات الخارجية، وفي برامج التبادل الشبابي مع الدول الأخرى.

كما قدم الشباب المتطوعون في الجمعية خدماتهم للمصلين في شهر رمضان المبارك على الحواجز المؤدية للقدس، وفي ساحات الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى.

كما شارك شباب الجمعية في تقديم المساعدة للمزارعين الفلسطينيين في موسم قطاف الزيتون، وبخاصة في المناطق المهمشة والقريبة من الجدار، أو تلك التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين.

المتطوعون:
بلغ عدد المتطوعين في الجمعية أكثر من تسعة آلاف متطوع ومتطوعة، منهم 3400 متطوع متخصص ومدرب على دعم برامج الجمعية، خصوصاً في مجال إدارة الكوارث والصحة النفسية والرعاية الأولية والتأهيل، وكذلك المتطوعين الذين يدعمون المجتمعات المحلية ومؤسساته القاعدية، عبر فروع الجمعية المختلفة. وقد بلغ عدد المستفيدين من البرامج والأنشطة الثقافية والبيئية والرياضية وغيرها من الأنشطة التي نفذها المتطوعون في العام 2013 أكثر من 335 الف مستفيد من الفئات العمرية المختلفة.

خدمات الجمعية في سورية
في سورية قدمت المشافي الثلاث التابعة لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني والمراكز الصحية السبع والعيادات ومصنع الأطراف الصناعية، خدماتها للاجئين الفلسطينيين الذين يقدر عددهم بأكثر من 600 الف شخص، عدا عن السوريين المحتاجين لهذه الخدمات. وبلغ عدد الولادات التي تمت في مستشفيات الجمعية أكثر من 24 الف ولادة. كما قامت أقسام الاسعاف في مشافي الجمعية بإسعاف 77875 حالة. و تواصل الجمعية تقديم الخدمات والبرامج الاجتماعية بالرغم من الظروف الصعبة الذي يشهدها البلد، إضافة إلى التدريبات المقدمة للطواقم والمتطوعين. وفي هذا الإطار عقدت الجمعية اكثر من 50 دورة تدريبية في مجالات مختلفة: الإسعاف والطوارئ والدعم النفسي والنقل والإخلاء وغيرها من الخدمات. وتم كل ذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري.

خدمات الجمعية في لبنان
وفي لبنان واصلت جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، عبر فرعها الإقليمي هناك، تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين المقيمين في المخيمات، ولللاجئين الفلسطينيين الذي نزحوا من سوريا إلى البلد الشقيق، وكذلك للسوريين الذين نزحوا الى لبنان، الأمر الذي أضاف عبئا كبيرا على الجمعية هناك، حيث الاحتياجات في تزايد مضطرد.

فمنذ شهر كانون الثاني 2013 وحتى نهاية شهر أيلول من العام الجاري، بلغ عدد المرضى (عدد حالات) الذين تلقوا خدمات من مستشفيات الجمعية الخمس (14059) مريضاً، منهم 12% سوريين و 14% من فلسطينيي سوريا. كما ان عيادات الجمعية قدمت في الفترة نفسها خدماتها لنحو (24314) مريضاً (حالة) منهم 38% من أصل سوري.