|
خلال مؤتمر بالبيرة - توصيات تدعو الى تشجيع ودعم الزراعة البيئية
نشر بتاريخ: 29/12/2013 ( آخر تحديث: 29/12/2013 الساعة: 19:09 )
رام الله - معا - اكد مشاركون في مؤتمر متخصص، اختتمت اعماله مساء اليوم في مدينة البيرة ضرورة توجه المزارعين والمواطنين الفلسطينيين عامة، الى "الزراعة البيئية".
وبينت توصيات المؤتمر الاول للزراعة البيئية في فلسطين الذي نظمته جمعية المهندسين الزراعيين العرب في قاعة جمعية انعاش الاسرة في المدينة تحت شعار من اجل سيادة الشعوب على غذاؤها المزايا والنتائج الايجابية المتنوعة للزراعة البيئية على صحة وبيئة الانسان، بما فيها الحفاظ على الارض وتطويرها، وعلى الطبيعة والمزروعات فيها. وحذرت التوصيات من خطر التصحر، الذي يهدد مساحات ليست بسيطة من الاراضي الفلسطينية، لأسباب مرتبطة باساليب الزراعة المعتمدة وبعض اساليب الحياة المرتبطة بجزء من الثقافة والوعي. وشددت اوراق العمل والمداخلات على اهمية تضافر جهود مختلف المؤسسات الرسمية والاهلية والخاصة للحفاظ على الطبيعة والبيئة الفلسطينية، ودعت بذات السياق الى عدم وضع كل مشاكلنا على شماعة الاحتلال. ودعا المشاركون الذين يمثلون مؤسسات رسمية واهلية وخاصة واكاديمية ومزارعين من مختلف مناطق الضفة الغربية الى نشر الوعي حول موضوع الزراعة البيئية سواء من خلال المناهج الدراسية او عبر مختلف وسائل الاتصال والمعرفة. وقال زكريا سلاودة وكيل مساعد وزارة الزراعة، ان موضوع المؤتمر يكتسب اهمية كبيرة لانه يمس حياة كل مواطن فلسطيني. واستعرض سلاودة نماذج من علاقة الفلاح الفلسطيني بارضه والاساليب الصحيحة التي كان يعتمدها في مختلف مراحل الدورة الزراعية بدءا من الحراثة وصولا للقطف. وذكر بهذا الشان انه قبل عقود طويلة كان لدى غالبية القرى الفلسطينية شخص يسمى المخضر او الناطور، وكانت مهمته حماية الاشجار والاراضي المزروعة ومنع قطع أي شجرة او الرعي في مناطق محددة، مشيرا انه كان لديه صلاحيات واسعة في بعض القرى. وانتقد سلاودة الاستخدام المفرط في بعض الاحيان في وقتنا الحالي للمبيدات، او التخلص من المياه العادمة والقمامة في مواقع ليست مناسبة وهو ما حول فعليا جبال وار اضي كانت خضراء في اراضينا الى صفراء وجرداء. واشار الى انه حسب دراسات وصور للاقمار الصناعية فان مناطق واسعة تقع في حوض البحر المتوسط بما فيها بلادنا تتعرض لعملية تصحر. وبدوره استعرض المهندس سعد داغر مدير جمعية المهندسين الزراعيين العرب تجربة جمعيته وتجربته الشخصية فيما يخص، فوائد وايجابيات الزراعة البيئية وقال: انه باستخدامنا الزراعة البيئية فاننا ننتج وننمي التربة، ونحصل على انتاجية افضل بنفس المساحة المخصصة والتي تستخدم الزراعة الكيماوية. واضاف ان استهلاكنا للطاقة بمختلف اشكالها يقل بشكل واضح حين نعتمد اساليب الزراعة البيئية ، مضيفا انها تنتج تربة بسرعة تزيد ب60 مرة في حال استخدامنا اساليب الزراعة الاخرى. وقال ان الزراعة البيئية، تضمن صحة للنبات والتربة ، بينما حين نستخدم المبيدات فان هذه المزروعات تصبح جذابة للحشرات الضارة. وضرب سعد مثلا بكوبا بعد ان خف استخدامها للمبيدات الكيماوية من اكثر من 20 الف طن عام 1992 الى اقل من 1000 طن سنويا عام 1996 ، حيث اصبحت هذه الدولة تنتج 100% من حاجاتها الغذائية وتنوع في مزروعاتها. ومن جانبه دعا المحاضر في جامعة بيرزيت والخبير جميل حرب، الى التفريق بين الزراعة والبيئية والعضوية التي يقف ضدها نظرا لكثرة سلبياتها ومساوئها مقارنة مع البيئية. حيث ذكر ان الزراعة البيئية، غير ملوثة للبيئة، ومربحة اقتصاديا وايضا عادلة للمنتجين والمستهلكين وغير مؤذية للصحة ومغذية خاصة في دول العالم الثالث. وبين ان الزراعة العضوية ذات تقنيات عالية، ولم تنجح أي تجربة مؤسساتية محلية في متابعتها وادارتها ، حيث لا تتوفر الامكانات والكفاءات لذلك ، بالاضافة الى ان البنية التحتية لهذه الزراعة غير متوفرة عندنا، مؤكدا ان الزراعة الحديثة اكثر نشاط انساني ملوث للبيئة. ومن جانبه قدم بكر حماد رئيس جمعية فرخة التعاونية لانتاج وتسويق الزيت العضوي ومنسق الاندية البيئية في جمعية التنمية الزراعية ، عرضا موجزا عن تجربة العمل الجماعي "البيئي" لجمعيته والتي ما زالت تعمل منذ سنوات طويلة. وقال: لقد عملنا ومنذ التأسيس، بشكل جماعي حيث اصبحنا ننتج ونسوق زيت زيتون نقي كل عام بأسعار مناسبة جدا، بعيدا عن استخدام اية كيماويات. ولفت الى انه وخلال زيارة لفرنسة بدعوة من جمعية ذات صلة بالبيئة اكتشف ان الكثير من المواطنين في هذا البلد، وليس المزارعين فقط يولون اهتماما كبيرا بقضية البيئة والزراعة البيئية. وقدم جهاد عبدو رئيس مجلس ادارة الشركة الوطنية للتجارة العادلة، تجربة شركته وابرز برامجها وخاصة في تسويق المنتجات البلدية البيئية، وقال بهذا الخصوص ان الزراعة البلدية البيئية تعمل على حماية صحة المزارعين والمستهلكين ، لانها لا تستخدام الكيماويات او المواد الحافظة، وهي تضمن زيادة ربحية المنتج وصو المستهلك على المنتوجات بسعر منافس ، وايضا تساعد الزراعة البيئية البلدية على تحسين البيئة واعادة تدوير مخلفات الحقول والمنازل والاستفادة منها. ثم قدم فايز الطنيب وهو مزارع يدير مزرعة بيئية، للخضار في طولكرم على مساحة 32 دونم ، لمحة عن تجربته المتواصلة والناجحة ، حيث ذكر انه يسوق منتوجاته بشكل دوري على مستوى المحافظة، وقال انه لايستخدم بالمطلق أي كيماويات في عمله. وتخلل اعمال المؤتمر الذي شهد نقاشا وتفاعلا واضحا من المشاركين عرض فيلمين وثائقيين حول الموضوع الاول حول تجربة مزارع تايلندي ، والثانية حول تجربة دولة كوبا. |