مركز معا ينظم معرضا للصور الفوتوغرافية "الأغوار بعيوننا"

القدس- معا - بحضور نائب محافظ اريحا والأغوار جمال الرجوب ومدير التربية والتعليم في اريحا محمد حواش وممثلين عن المؤسسات الفلسطينية المختلفة وعدد من الأهالي وشباب الأغوار، عرض مركز العمل التنموي "معا"، اليوم في مبنى المحافظة معرضاً للصور الفوتوغرافية المتنوعة بعيون شباب وشابات من مناطق الأغوار الفلسطينية تعكس طبيعة وواقع المنطقة المهددة بالمصادرة والتي يمارس عليها الاحتلال سياسة ترانسفير ممنهجة ضد السكان، وذلك بعد دورة مكثفة استهدفت 12 طالباً وطالبة في مدارس الأغوار.

الزائر للمعرض يلاحظ تنوع الصور بين معايشة حياة المزارعين، والطلبة في المدارس ورعاة الأغنام، وبين التقاط جمالية اللحظة في مشهد طبيعي ساحر، وبين توثيق مشاهد التطويق العسكري على الارض من اسلاك شائكة وإشارات تحذيرية ودبابات ضخمة، فيما كان للطفولة البريئة نصيب في صور الشبان لما تعكسه من أمل وحب للحياة، وكان للمياه "شريان الحياة" انعكاس في الصور من خلال الينابيع الآخذة بالاضمحلال والأراضي الجافة بسبب السيطرة على مصادر المياه.
|257944|
ومن أمام زاوية للصور أشار نائب المحافظ السيد جمال رجوب إلى أن فكرة المعرض مهمة لأنه يعبر عن رؤية الشباب في الاغوار والتي نستشفها من خلال مؤسسة معا والشباب النشيطين، وأضاف الى ان ما يلفت الانتباه هو أن كل صورة بحاجة إلى نقاش لأن كل واحدة تمثل قصة بحالها تنقل رسالة وفكرة وحالة سياسية من استيطان، مصادرة اراضي، حرمان، وتعديات وانعدام للأمن.

وحول ضم اسرائيل للأغوار مؤخرا كما اعلن الكنيست بالأمس، قال الرجوب: " ان القرار مخالف للشرعية والقانون الدولي، وهو تجسيد لإرهاب الدولة المنظم الذي لا يحكمه أي قانون، مخالفاً للقيم الانسانية والأخلاقية، مؤكداً أن الأغوار هي ثابت من ثوابت فلسطين ولا دولة فلسطينية من دون الاغوار كما لا دولة من دون القدس، فالأغوار سلة غذاء فلسطين وثلث مساحة الضفة الغربية.
|257943|
فيما أشار مدير التربية والتعليم في أريحا محمد حواش إلى أن ادماج الطلاب في موضوع التصوير وإشراك المجتمع المحلي في القضايا التي يعيشونها في مجتمعهم ويوثقونها بكاميرا في يدهم امر مهم جدا، لأنه يعرف المجتمع الفلسطيني بالانتهاكات في مناطق الأغوار، مثمناً على دور مركز معا في الاهتمام بقطاع الشباب وتنمية الوعي للوصول الى منتوج طلابي ابداعي يحث أصحاب القرار على الاطلاع على قضايا هامة، وينقل رسالة قوية لهم بضرورة تحمل المسؤولية.

اما منسق منطقة الاغوار في معا، حمزة زبيدات والذي عايش تجربة التدريب من بدايتها حتى تنظيم المعرض، فأشار الى أن الهدف من الدورة التي أشرف عليها المصور الفلسطيني فادي العاروري ، هو احياء روح المبادرة لدى الطلبة والشباب على توثيق ما يجري في منطقة الاغوار من انتهاك أو حتى مظهر طبيعي جميل، ليكونوا قناة اتصال بين منطقتهم والعالم، يوثقوا كل تفصيلة تنقل جزءا من معاناتهم، ويحثوا المسؤولين على ضرورة الاهتمام بمنطقة الاغوار.
|257942|
فخورة من أمام صورها، تحدثت المصورة الشابة ابنة الـ16 عاماً مريم عطيات من فصايل عن عشقها للتصوير قبل اشتراكها في الدورة المنظمة من قبل مركز معا حين كانت تأخذ كاميرا شقيقها وتذهب الى الطبيعة لتلتقط لحظات من الجمال، لتكمل الدورة شغفها باحترافية، تقول وهي تشير الى صورها والتي توثق مشاهد من حيوانات المزرعة وتلال ووديان الفصايل: "اتمنى ان يزول الاحتلال ونتنقل بحرية في اراضينا".

امين زبيدات من القرية التي تحمل عائلته اسمها، يتعلم الرياضة في جامعة القدس ويهوى التصوير، يقول وقد تميزت صوره التي توثق تفاصيل قريته المكتظة البيوت بأنه على الرغم من انها المرة الاولى التي يستخدم فيها الكاميرا، إلا انه وجد نفسه مغرما بالتصوير متمنياً ان تصل رسالته من خلال التصوير الى العالم.|257941|