|
أين اختفى القادة والزعماء ؟
نشر بتاريخ: 01/01/2014 ( آخر تحديث: 06/01/2014 الساعة: 12:14 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
حين وقع ايلحنان تيتنباوم العقيد احتياط في الجيش الاسرائيلي في أسر حزب الله لمدة ثلاث سنوات او أكثر ، ووصل الى تل ابيب في صفقة تبادل أهانت كرامة اسرائيل وكسرت انوف المتكبرين فيها . ثلاث سنوات لم يشاهد العقيد الاسرائيلي تلفازا او يقرأ صحيفة او يسمع نشرة أخبار . وسأله الصحافي الاسرائيلي نسيم مشعل : في غيابك وقعت احداث كبيرة جدا مثل حصار عرفات و11 سبتمبر وحرب لبنان وغزة ... ما هو اغرب خبر سمعته بعد اطلاق سراحك ؟ فأجاب ايلحنان تيتتنباوم ( كان زملاؤه في الجيش الاسرائيلي يطلقون عليه لقب جينيوس اي العبقري ) : اغرب شئ سمعته ولا أستطيع ان اصدقه هو ان شارون أصبح رئيسا لوزراء اسرائيل !!!
ومن أجل أن نفهم المستقبل لا بد ان نفهم الماضي ، فالحاضر امتداد متطوّر للماضي ، ومقدمات اولية للمستقبل .. وأول ما يجب ان نسأل عنه : من هم القادة الحاليون وما هي مواصفاتهم وامكانياتهم وقدراتهم وميولهم وما هي الأثمان التي يمكن ان يدفعوها مقابل تحقيق احلامهم وأحلام شعوبهم .فهناك قادة يصنعون التاريخ وهناك أشباه قادة يقرأون التاريخ او يعيشون من اجل انتقاد التاريخ . السادات كان مستعدا لخوض حرب 73 من أجل الانتقام من اسرائيل وبعد 4 سنوات كان مستعدا للذهاب الى الكنيست لعمل سلام مع اسرائيل عرفات كان مستعدا لتفجير الكنيست للانتقام من الصهاينة ونفّذ عمليات .وكان مستعدا للذهاب الى واشنطن من اجل معاهدة سلام توصله للقدس رابين احتل القدس وقتل الفدائيين وكسر عظام اطفال الحجارة ثم صافح عرفات ووقع معه اوسلو ... فيما شمعون بيريس لم يجرؤ على ذلك لوحده الملك الحسين رد على منتقديه انه يهرول من اجل السلام مع اسرائيل فقال : أنا لا أهرول ، بل انا اركض بكل قوتي من اجل السلام ولمنع الحروب وقد رحل العام الماضي وفي القرن الماضي وقبله بسنوات قادة عظام صنعوا التاريخ مثل نلسون مانديلا وتشي جيفارا وهوغو تشافيز وستالين وعبد الناصر وعرفات وغاندي ونهرو وتيتو ووديع حداد وجورج حبش وديغول وتشرشل ... ووصلنا الى زمن تفتح فيه على نشرة الاخبار فتشاهد قادة ومسؤولين يشبهون مراسلي الاخبار ولا تسمع منهم سوى الصراخ والعويل والبكاء والنحيب , ولولا ان اسماءهم تكتب على الشاشة لما عرفنا اذا كان هو القائد ام المذيع !!!! تعالوا ننظر في عيون الزعماء العرب والقادة اليهود واحدا واحدا ، ونسأل أنفسنا سؤال واحد : كم واحدا من هؤلاء يجرؤ على خوض حرب من أجل وطنه ومبادئه ودينه وشعبه ، وحتى ولو كان مثل المافيا من اجل الانتقام ؟ وكم واحدا من هؤلاء القادة يجرؤ على صنع السلام مع عدوّه وان يصافح عدوّه او حتى يصالح خصمه في بلده ويصنع سلاما حقيقيا ؟ جميعهم يديرون أزمة ولا يستطيعون حلّ أزمة .... لذلك لا أرى ان نتانياهو يجرؤ ان يصنع سلاما ولا حربا . ولا أرى ان الزعماء العرب قادرون على شن حرب على اسرائيل ولا حتى مصالحتها ... بل أكاد أجزم انهم لا يجرؤون خلال اجتماع القمة العربية ان يطلبوا من الرئيس ابو مازن ان يقاتل اسرائيل . يرحم أيام " الرجال" ... سواء كانوا "رجال الحرب" أو "رجال السلام" . |